سعد الحطاب

تأسست بلادنا المملكة العربية السعودية على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت بحمد الله مضرب المثل للوحدة والتنمية والبناء على مستوى الفرد والمجتمع، وستظل بإذن الله واحة أمن تقوم بواجبها بتعزيز روح المحبة والوئام وتضميد الجراح، والعمل على تحقيق مبادئ العدل والسلام، ومكافحة الإرهاب، حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار والرخاء.

وقد تمكنت المملكة خلال مسيرتها المظفرة من تحقيق إنجازات عظيمة في بناء الإنسان السعودي وتعليمه انطلاقا من مبدأ أن الثروة البشرية هي العامل الأول لتحقيق التقدم والنماء، إضافة إلى الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي ضمنت تعزيز واستمرار نعمة الأمن والاستقرار في البلاد ولدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رغم التحديات والأزمات الكبيرة التي واجهتها المنطقة.

لقد حملت بلادنا، هم الأمة الإسلامية، منذ توحيدها ولا تزال، مستشعرة موقعها في قلب العالم الإسلامي، وخدمتها للحرمين الشريفين، كما أنها (المملكة) بمنزلة بيت العرب الكبير والجامع التي استطاعت بفضل سياساتها الاستراتيجية المتوازنة القائمة على الاحترام المتبادل بين الأشقاء أن تقود العرب نحو مزيد من العزة والتعاون والتكافل، وأصبحت بفضل ذلك حضن العرب والمسلمين التي لم ولن تتأخر للدفاع عنهم وعن قضاياهم وحل أزماتهم بالحكمة والعدل.

وما القمة الخليجية التي عقدت أخيرا في العلا، إلا خير شاهد على أن حكمة القادة قادرة على تجاوز أي خلافات، وإعلاء المصالح العليا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، وهي بذلك ترسل رسالة إلى العالم أجمع، أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد، فإن حكمة القادة بعد مشيئة الله تعالى، قادرة على تجاوز كل ذلك، والعبور بالمنطقة ودولها وشعوبها إلى بر الأمان.

وهنا نستذكر حكمة قيادتنا الرشيدة في حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- «أن سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية، وتسخير كل جهودها لما فيه خير شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها، آملا دوام الاستقرار وتكاتف وتلاحم شعوب دول المجلس».

الحمد لله على نعمة الوطن والأمن والأمان، حيث أصبحنا بفضل الله ‏محط أنظار العالم، نتيجة تجاربنا الناجحة التي استفادت منها حتى الدول العظمى، ومنها على سبيل المثال: تجربتنا في مكافحة الإرهاب، تجربتنا في مكافحة الفساد، تجربتنا في مكافحة جائحة كورونا المستجد، تجربتنا في إدارة الحشود، والقائمة تطول.

ويحق لكل مواطن أن ينتشي ويفتخر، ويتباهى بهويته الغالية، ووطنه العظيم وحكومته الرشيدة، وشعبه العظيم، وطموحاته العالية التي تعانق السماء، فرغم الظروف التي مر بها العالم أجمع إلا أننا ما زلنا ولله الحمد في مقدمة دول العالم أمنا واستقرارا واقتصادا، بل وتجاوزنا كثيرا من الدول المتقدمة في استتباب الأمن، ونمو الاقتصاد، ورغد العيش بفضل الله ثم بالعزيمة القوية والطموح الذي بلغ عنان السماء.

أدام الله عز المملكة العربية السعودية، وحكامها، وشعبها، ومن يقيم على أراضيها، وحفظ علينا أمننا واستقرارنا، وكفانا الله شر الحاسدين والحاقدين.

thufainah@gmail.com