تصريحات سمو وزير الخارجية السعودي بخصوص إعلان المبادرة السعودية الجديدة في اليمن جاءت بمثابة الانفراج الكبير الذي ينطلق من المملكة العربية السعودية مجدداً حاملا أماني الخير، والأمن والاستقرار للمنطقة. السؤال الذي استخدم كثيرا بعد إعلان المبادرة كان يدور حول: هل تنجح هذه المبادرة؟.
الجواب الذي يمكن أن ينطلق من بيئة الواقعية في العلاقات الدولية، وتجاذب المصالح بين الفاعلين الدوليين في الأزمة اليمنية، أو غيرها يقول: يحتمل أن تنجح هذه المبادرة، ويحتمل أن يحدث عكس ذلك، هذه طبيعة الأمور في أغلب الأحوال. لكن تبقى الإجابة الأكيدة التي تنطلق من فهم، ومعرفة المملكة العربية السعودية بنفسها وقدراتها، وهي الجهة التي تطلق هذه المبادرة وسبق لها أن أطلقت مبادرات سابقة في شؤون دولية، وعربية مختلفة، ثم هي الدولة التي تسجل أمام المجتمع الدولي هذا التحرك للأمام الذي يمثل درجة عالية من الشجاعة، والواقعية السياسية، وفي البعد الآخر أن إطلاق هذه المبادرة في حد ذاته يعد نجاحاً سعودياً مستحقاً كونه يتماهى بصورة طبيعية، وواضحة مع ثلاثة مسارات، المسار الأول وهو المسار، والرؤية السعودية في أمن واستقرار المنطقة، والرؤية السعودية في مستقبل اليمن، واستقرار اليمنيين وتوحد كلمتهم، ومساعدتهم في بناء دولتهم، ومجتمعهم الذي عانى طويلاً من تدخلات الغرباء في الإقليم، والعالم. المسار الثاني تأتي هذه المبادرة السعودية للحل السلمي السياسي في اليمن متناغمة مع دعوات المجموعة الأممية وتعزيزاً مباشر لجهود الأمم المتحدة، ومبعوثها في اليمن. المسار الثالث تناغم هذه المبادرة السعودية الخالصة مع الرؤية الدولية المتمثلة في التوجه الأمريكي الذي أعلن عنه منذ قدوم إدارة السيد بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الاستعراض يتيح لنا تقدير حجم ومكانة الأطراف التي يمكن أن تدفع وبقوة إلى إنجاح هذه المبادرة، وهي في ذات الوقت يمكننا وبصورة سهلة من وضع أيدينا على أي طرف يمكن أن يضع العصي في دواليب هذه الخطوة السياسية الدولية الكبيرة. في حديث سمو وزير الخارجية وهو يعلن المبادرة السعودية الجديدة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، أشار بوضوح إلى عنصرين، العنصر الأول، مكون يمني هو الجانب الحوثي، ولا داعي لتأكيد كل مواقف هذا الفصيل في السابق التي عطلت الوصول إلى حل للصراع في اليمن، لكن اليوم وفي رحاب هذه الخطوة السعودية الكبيرة يتطلب الأمر من الفصيل الحوثي أن ينتج موقفاً مختلفاً عن مواقفه السابقة، وهذا يتطلب روحا جديدة يعتريها كثير من الشك تبعاً لما هو معروف عن طبيعة هذه الجماعة، وعلاقاته الخارجية. الطرف الآخر الذي تحدث عنه سمو الوزير هو الجانب الإيراني، وكانت الإشارة ذات معزى، وربما ردا على الدعوات الإيرانية بما يسمى بالدعوة إلى الحوار، وكانت مركزة، أشار سموه إلى أن الجانب الإيراني لم يظهر نوايا صافية، وصادقة يمكن أن تدعم، وتؤسس لحوار جاد، ومثمر. هذا تقريباً ما أراد سمو الوزير تبيانه في هذه المناسبة. ما بقي من حديث حول المبادرة السعودية للسلام في اليمن يتركز في جله بين الأشقاء في اليمن، وما هي طبيعة الأدوار التي يمكن أن يقدموها عوناً، ودعماً للمبادرة التي هي في المحصلة النهائية تصب في مصلحة أهل اليمن ثم في مصلحة المنطقة بعمومها، موقف الشرعية اليمنية كان منذ الدقائق الأولى مرحباً بالمبادرة، المواقف الأخرى ستكشف عن طبيعتها، ومدى إيجابيتها الأيام وربما الأسابيع القليلة القادمة. مبادرة المملكة بشأن حل الصراع في اليمن تمنت مكاسب واقعية لكل طرف بمعنى أن الكل سيجد ما يضعه في خانة المكاسب السياسية، والعسكرية أيضاً. اليمن واليمنيون تستحق أوضاعاً أفضل، على مستويات السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والتنمية، ونجاح هذه المبادرة السعودية الجيدة يفتح نافذة ضد فكر الصراع، ومنطلقا للحرب التي لن تستمر إلى الأبد.
@salemalyami
الجواب الذي يمكن أن ينطلق من بيئة الواقعية في العلاقات الدولية، وتجاذب المصالح بين الفاعلين الدوليين في الأزمة اليمنية، أو غيرها يقول: يحتمل أن تنجح هذه المبادرة، ويحتمل أن يحدث عكس ذلك، هذه طبيعة الأمور في أغلب الأحوال. لكن تبقى الإجابة الأكيدة التي تنطلق من فهم، ومعرفة المملكة العربية السعودية بنفسها وقدراتها، وهي الجهة التي تطلق هذه المبادرة وسبق لها أن أطلقت مبادرات سابقة في شؤون دولية، وعربية مختلفة، ثم هي الدولة التي تسجل أمام المجتمع الدولي هذا التحرك للأمام الذي يمثل درجة عالية من الشجاعة، والواقعية السياسية، وفي البعد الآخر أن إطلاق هذه المبادرة في حد ذاته يعد نجاحاً سعودياً مستحقاً كونه يتماهى بصورة طبيعية، وواضحة مع ثلاثة مسارات، المسار الأول وهو المسار، والرؤية السعودية في أمن واستقرار المنطقة، والرؤية السعودية في مستقبل اليمن، واستقرار اليمنيين وتوحد كلمتهم، ومساعدتهم في بناء دولتهم، ومجتمعهم الذي عانى طويلاً من تدخلات الغرباء في الإقليم، والعالم. المسار الثاني تأتي هذه المبادرة السعودية للحل السلمي السياسي في اليمن متناغمة مع دعوات المجموعة الأممية وتعزيزاً مباشر لجهود الأمم المتحدة، ومبعوثها في اليمن. المسار الثالث تناغم هذه المبادرة السعودية الخالصة مع الرؤية الدولية المتمثلة في التوجه الأمريكي الذي أعلن عنه منذ قدوم إدارة السيد بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الاستعراض يتيح لنا تقدير حجم ومكانة الأطراف التي يمكن أن تدفع وبقوة إلى إنجاح هذه المبادرة، وهي في ذات الوقت يمكننا وبصورة سهلة من وضع أيدينا على أي طرف يمكن أن يضع العصي في دواليب هذه الخطوة السياسية الدولية الكبيرة. في حديث سمو وزير الخارجية وهو يعلن المبادرة السعودية الجديدة للتوصل إلى حل سياسي في اليمن، أشار بوضوح إلى عنصرين، العنصر الأول، مكون يمني هو الجانب الحوثي، ولا داعي لتأكيد كل مواقف هذا الفصيل في السابق التي عطلت الوصول إلى حل للصراع في اليمن، لكن اليوم وفي رحاب هذه الخطوة السعودية الكبيرة يتطلب الأمر من الفصيل الحوثي أن ينتج موقفاً مختلفاً عن مواقفه السابقة، وهذا يتطلب روحا جديدة يعتريها كثير من الشك تبعاً لما هو معروف عن طبيعة هذه الجماعة، وعلاقاته الخارجية. الطرف الآخر الذي تحدث عنه سمو الوزير هو الجانب الإيراني، وكانت الإشارة ذات معزى، وربما ردا على الدعوات الإيرانية بما يسمى بالدعوة إلى الحوار، وكانت مركزة، أشار سموه إلى أن الجانب الإيراني لم يظهر نوايا صافية، وصادقة يمكن أن تدعم، وتؤسس لحوار جاد، ومثمر. هذا تقريباً ما أراد سمو الوزير تبيانه في هذه المناسبة. ما بقي من حديث حول المبادرة السعودية للسلام في اليمن يتركز في جله بين الأشقاء في اليمن، وما هي طبيعة الأدوار التي يمكن أن يقدموها عوناً، ودعماً للمبادرة التي هي في المحصلة النهائية تصب في مصلحة أهل اليمن ثم في مصلحة المنطقة بعمومها، موقف الشرعية اليمنية كان منذ الدقائق الأولى مرحباً بالمبادرة، المواقف الأخرى ستكشف عن طبيعتها، ومدى إيجابيتها الأيام وربما الأسابيع القليلة القادمة. مبادرة المملكة بشأن حل الصراع في اليمن تمنت مكاسب واقعية لكل طرف بمعنى أن الكل سيجد ما يضعه في خانة المكاسب السياسية، والعسكرية أيضاً. اليمن واليمنيون تستحق أوضاعاً أفضل، على مستويات السياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والتنمية، ونجاح هذه المبادرة السعودية الجيدة يفتح نافذة ضد فكر الصراع، ومنطلقا للحرب التي لن تستمر إلى الأبد.
@salemalyami