علي العيسى - الرياض

وزير الخارجية: على الحوثيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولا أم مصالح إيران

أعلنت المملكة العربية السعودية عن «مبادرتها لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل» تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

وقف النار

وأعلن عن المبادرة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية في مؤتمر صحفي عُقد بالرياض أمس، وقال وزير الخارجية إن السعودية لم تشاهد من إيران سوى العداوة ودعم الاعتداءات على المملكة، مشيرا إلى أن ما تقوم به طهران من تسليح للميليشيات وزعزعة الدول لا يدعو للتقارب.

وقال الوزير إن السعودية تتوقع من واشنطن والمجتمع الدولي دعم مبادرة إنهاء الأزمة باليمن مطالبا الحوثيين بضرورة وضع مصلحة اليمن قبل مصلحة الإيرانيين، قائلا «على الحوثيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولا أم مصالح إيران، معتبرا أن وقف إطلاق النار سيساعدنا في الانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن».

ولاقت المبادرة ترحيبا عربيا ودوليا.

إنهاء الأزمة

وقال سمو وزير الخارجية: استمراراً لحرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والدعم الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق وتأكيدًا لدعمها للجهود السياسية للتوصل إلى حل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية في مشاورات بييل وجنيف والكويت وستكهولم، فإنها تعلن عن «مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل» والتي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

دعوة للقبول

وأوضح سموه أن المبادرة تأتي في إطار الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينغ والدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل لحل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة. وأضاف: «تدعو المملكة الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، وهي مبادرة تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، وأن يعلوا مصالح الشعب اليمني الكريم وحقه في سيادة واستقلال وطنه على أطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة. وأن يعلنوا قبولهم بالمبادرة ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة.

وجدد تأكيد المملكة على حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها والمقيمين بها من الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية، والمنشآت الحيوية التي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية، وتؤكد المملكة أيضاً رفضها التام التدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، حيث إنها السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها ميليشيات الحوثيين عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدهم بالخبراء، وخرقها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما جدد سمو وزير الخارجية تأكيد المملكة استمرار دعمها ودول التحالف للشعب اليمني وحكومتة الشرعية، والتزامها بدورها الإنساني في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق ودعم كل جهود السلام والأمن والاستقرار في اليمن والانتقال إلى مرحلة جديدة لتنمية وتحسين معيشة الشعب اليمني.

مصالح اليمن

وأكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان أن المبادرة السعودية تمنح فرصة لإعلاء مصالح اليمن على أطماع إيران، مشددا على أن المملكة ستستمر في الدفاع عن أراضيها وحدودها ودعم الحكومة اليمنية وقواتها للدفاع ومواجهة الاعتداءات الحوثية.

الخارجية الأمريكية

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في اتصال مع الأمير فيصل بن فرحان التزام واشنطن بأمن المملكة العربية السعودية. ودان الهجمات على المملكة، مؤكداً أن الهجمات على السعودية تأتي من جماعات مسلحة موالية لإيران.

وأضاف بلينكن: «بحثت مع وزير الخارجية السعودي دعم جهود الموفد الأممي إلى اليمن».

وقال «إن واشنطن تدعم جهود الموفد الأممي والمبعوث الأمريكي لحل الصراع في اليمن»، مضيفاً: «نحتاج الالتزام بوقف إطلاق النار من كل الأطراف في اليمن».

وقف الاقتتال

وثمن عدد من الخبراء والمختصين في الشؤون العربية والعلاقات الدولية مبادرة السلام الجديدة التي طرحتها المملكة لإنهاء حرب اليمن، مؤكدين أنها تأتي في سياق دور المملكة لإعادة الأمن والاستقرار لأبناء الشعب اليمني منذ بداية الأزمة اليمنية.

قالت الباحثة في الشؤون الدولية د. سمية عسلة: نأمل أن تتخلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عن رفع السلاح وتقبل مبادرة المملكة من أجل وقف الحرب في اليمن والبدء في مرحلة جديدة لعودة الاستقرار للبلاد.

وقالت د. عسلة إن المملكة منذ تدخلها في الأزمة اليمنية وهي حريصة على سلامة كافة أبناء الشعب اليمني، كما تراعي في كافة تحركاتها ومواقفها الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة، لافتة إلى أن تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تثمن دور المملكة وتشير إلى مواقفها المؤثرة وحرصها على السلام.

وأعربت الباحثة في الشؤون الدولية د. سمية عسلة عن تطلعها لتغليب قادة ميليشيا الحوثي عقولهم وتنحية المطامع والمغانم السياسية والالتزام بما طرحته المبادرة السعودية، مؤكدة أنه لا سلام في اليمن بدون وقف إطلاق النار.

مؤكدة أن المبادرة السعودية ليست الأولى وإنما هي امتداد للمبادرات السابقة التي قدمتها الرياض من أجل وقف الاقتتال وتجفيف بحور الدم في اليمن التي تسببت فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية.

الأمن والاستقرار

من جانبه قال المحلل السياسي صالح السعيد إن المملكة طال ما كانت تحرص على السلام في اليمن، كحال محاولاتها جميعاً، فهي اليوم تتعامل مع انتهاكات ميليشيا الحوثي التي تستهدف اليمنيين سواء في اليمن أو في المملكة، تتعامل بعين الحكمة والصبر، ولكن الصمت الدولي والتجاهل الدولي لكل الانتهاكات الحوثية يجر الويلات على المجتمع الدولي كافة، وليس المملكة واليمن فقط، فالعالم متضرر اقتصادياً من انتهاكات الميليشيا، فالوصول لحل كامل سياسي سيحقق الأمن والاستقرار على مستوى اليمن والعالم، لأنه عندما تتوقف الانتهاكات التي تستهدف مراكز الاقتصاد ممثلة في منشآت النفط سيتحسن الاقتصاد العالمي بشكل علم.

وأكد على أهمية أن تمتثل جماعة الحوثي الإرهابية للحل السياسي وفك ارتباطهم بالدول والجهات الخارجية هو لحفظ ماء الوجه لهم، وقد يعيدهم بشكل صحيح إلى الواجهة السياسية في اليمن.

مواقف مشرفة

وقال الباحث في الشؤون العربية محمد شعت إن مبادرة المملكة بمثابة مفترق طرق للأزمة اليمنية بعد أعوام من التناحر والخلافات أدت إلى تفكك اليمن، محذرا ميليشيا الحوثي من خطورة الاستمرار في الارتماء بالأحضان الإيرانية على حساب أمن واستقرار اليمن، مثمنا وقوف المملكة الدائم مع الشعب اليمني الشقيق منذ المبادرة الخليجية مرورا باتفاق الرياض وحتى تشكيل حكومة الكفاءات.

كما ثمن جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتزامه بالحل السياسي منذ بداية الحرب، وقد ظهر ذلك في القبول بالجلوس على طاولة الحوار في مؤتمرات دولية كان آخرها في ستوكهولم لكن للأسف لم تلتزم ميليشيا الحوثي بتنفيذ ما اتفق عليه.

فرصة للسلام

وطالب الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني، الأطراف اليمنية بعدم تفويت فرصة السلام التي تطرحها المبادرة السعودية الجديدة، مؤكدا أن الجميع يتحمل مسؤوليته أمام التاريخ وأبناء اليمن، لافتا إلى أن رفض أي طرف يعني استمرار الخلافات وسيكشف الطرف الرافض للحلول السياسية.

وحذر ميليشيا الحوثي من خطورة استمرار قصف المدنيين وقتل الأبرياء، متوقعا حصد خسائر كبيرة للميليشيات في مأرب مع استمرار القتال.

اليمن.

ويرى الباحث العناني أن المبادرة السعودية تضع حلولا لمسائل عالقة منها فتح مطار صنعاء الدولي، وتشكيل لجان للمتابعة من مختلف الأطراف للعمل على نجاح وقف إطلاق النار وهي خطوات كفيلة بالعبور بالأزمة اليمنية إلى مرحلة الاستقرار بعيدا عن نزف الدماء.

ووجه العناني رسالة للأطراف اليمنية كافة خصوصا الحوثيين بضرورة الاصطفاف في خندق حب الوطن وتنحية الخلافات والبدء على الفور بتنفيذ مبادرة المملكة.

ردع الحوثي

وقال المحلل السياسي د. خالد آل هميل إن المملكة تدخلت في اليمن بناء على طلب الحكومة اليمنية الشرعية ومجلس الأمن تحت الفصل السابع وتمكنت المملكة وفق القانون الدولي أن تردع الحوثي ردعاً كاملا، وأن تفشل هجماته المتتالية على مأرب، كما استطاعت أن تضرب الحوثي، وكل هذه العمليات انتصارات متتالية للشرعية بدعم التحالف.

وأضاف: أعتقد إذا استطاعت الدول العربية والولايات المتحدة أن تقوم بدورها المطلوب منها بدعم التحالف والشرعية اليمنية في مواجهة الحوثي، وإخضاعه للسلام ضمن قرار مجلس الأمن 2216، هنا ستنتهي الحرب، أما إذا رفضها الحوثي وهذا هو المتوقع فإن الشرعية والتحالف سيقفون في وجهه حتى إنهاء وجوده في اليمن.

اليمن يرحب

ورحبت الحكومة اليمنية، بالمبادرة وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان نشرته الوكالة الرسمية، إن الحكومة اليمنية ترحب بمبادرة السعودية بشأن وقف إطلاق النار الشامل وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات واستكمال تنفيذ اتفاق استكهولم ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن، على أن تودع الأموال إلى البنك المركزي ودفع المرتبات منها على أساس قوائم 2014.

مجلس التعاون

رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بالمبادرة، وأكد الحجرف أن المبادرة تعكس الحرص الكبير والرغبة الصادقة لإنهاء الأزمة اليمنية لينعم الشعب اليمني بأطيافه كافة بالأمن والاستقرار بعد سنوات من الحرب نتيجة انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية واستمرار التدخلات الإيرانية ودعمها لهذه الميليشيات. ودعا الأطراف اليمنية كافة إلى الاستجابة والقبول بمبادرة المملكة العربية السعودية لتجاوز العقبات القائمة وتغليب مصالح الشعب اليمني الشقيق وتهيئة الأجواء لانطلاق عجلة التنمية في المحافظات اليمنية كافة.

مصر تثمن

أعربت مصر عن ترحيبها بالمبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل في اليمن، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية إن مصر تثمّن الجهود الصادقة للمملكة العربية السعودية وحرصها الدؤوب على التوصل لتسوية شاملة في اليمن تُنهي أزمته السياسية والإنسانية المُمتدة، وتعمل على تغليب مصلحة الشعب اليمني الشقيق وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.

وأضاف البيان: «ولهذا تدعو مصر كافة الأطراف اليمنية إلى التجاوب مع المبادرة السعودية بما يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق ويدعم جهود إحلال السلام في اليمن».

البحرين تؤيد

أعربت مملكة البحرين عن تأييدها للمبادرة وأشادت وزارة الخارجية بمملكة البحرين بمواقف المملكة الداعمة للجمهورية اليمنية، وسعيها الدائم لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، وما قدمته من عون ومساعدات إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، معربة عن تطلع مملكة البحرين بأن تلقى هذه المبادرة السعودية الخيرة تأييدًا وترحيبًا من جميع الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الحرب وإعادة السلم والأمن إلى اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق في إعادة الإعمار والتنمية والازدهار. وأكدت اعتزاز مملكة البحرين وتقديرها للدور الأساسي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي، وحماية المصالح العالمية في هذه المنطقة الحيوية الإستراتيجية.

الكويت تدعم

وأعربت دولة الكويت عن ترحيبها ودعمها للمبادرة في بيان صحفي ودعت الأطراف اليمنية إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة والالتزام التام بها بغية انطلاق المشاورات بين الأطراف اليمنية وصولا إلى الحل السياسي المنشود وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها.

الأمم المتحدة

كما رحبت الأمم المتحدة بمبادرة السلام الجديدة لإنهاء حرب اليمن التي أعلنتها المملكة.