أحمد الكاموخ يكتب:

• من غير المنطقي في عالم كرة القدم أن فريقاً ما يصارع الهبوط لموسمين وفي الموسم الثالث تطالب جماهيره بتحقيق بطولة الدوري!

• هذا ما حدث مع الاتحاد هذا الموسم الذي عاد للمنافسة مرة أخرى، وبات سقف وطموحات جماهيره مرتفعاً بأن يتمكن الفريق من تحقيق كافة البطولات التي يشارك فيها.

• أمرٌ مشابه لما يحدث مع كبير إيطاليا.. «ميلان»، فبعد لقب الدوري الأخير الذي حققه عام 2011، غاب الفريق عن تحقيق الاسكوديتو، وغاب العملاق الأوروبي عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا منذ عام 2014، عاد الفريق هذا الموسم للواجهة، وتصدّر الدوري بفارق مريح عن الثاني، وتأهل للأدوار الإقصائية من الدوري الأوروبي، ودور الثمانية لكأس إيطاليا، ها هو الفريق الإيطالي يخسر كل شيء، ويكاد يخسر حتى المقعد المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم القادم، وكل ذلك بسبب «الواقعية» التي لم يتعامل معها الروسونيري.

• وإذا ما نظرنا إلى الاتحاد، فبعد التأهل إلى نهائي العربية، ومشاهدته للكبار يخرجون من بطولة كأس الملك، واقترابه من مراكز الصدارة، طالبت جماهير العميد بتحقيق البطولات الثلاث بشكل عاجل ودون مراعاة للواقعية.

• لكن ما حدث هو أن الاتحاد أصبح يبتعد عن المتصدر بفارق مريح لصاحب المركز الأول، وهاهو يخرج من بطولة الكأس بعد أن كان المرشح الأول لتحقيقها من بين الأندية الثمانية المتواجدة، ويبدو أن البطولة العربية ستتبع أخواتها إن لم يتدارك الجميع الوضع.

• فالأمر جداً بسيط لفريق حالته الفنية شبيهة بحال الاتحاد، فمن غير المنطقي أن يطالب إعلاميوه وجماهيره بتحقيق كل هذه البطولات دون أن تتذكر بأن نفس الفريق هو من كان يصرف مكافآت الفوز المضاعفة بعد ضمان البقاء وعدم الهبوط!

• ولهذا، فإن ما حققه الاتحاد هذا الموسم يعتبر إنجازاً مقارنة بالسنين الماضية، فضمان مركز مؤهل لدوري الأبطال، وعودة الفريق للمنافسة، يعد أمراً رائعاً، لكن عدم التعامل مع الواقع، فإدارة الاتحاد ستكون الخاسر الأكبر، فمن يطارد عصفورين سيخسرهما جميعاً.