حسام أبو العلا - القاهرة

طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية، القائم بأعمال النائب العام بالتحقيق في اتهام حكومة الوفاق الإخوانية المنتهية فترتها بالتورط في عدد من الجرائم والانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان في العاصمة طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبي، فضلًا عن التحقيق في أسباب تقصير رئيس الحكومة السابق، فايز السراج، وأعضاء الحكومة في تقديم الرعاية الصحية لليبيين لمواجهة فيروس كورونا، وإحالة المتهمين إلى القضاء لمحاسبتهم.

يأتي هذا فيما غادرت الدفعة الأولى من عناصر الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأراضي الليبية متجهة إلى تركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن قادة المرتزقة التابعين لنظام الرئيس التركي أردوغان أبلغوا عناصرهم بالاستعداد للعودة إلى سوريا مرة أخرى.

وأوضح مدير المرصد، في بيان، أن «أبو عمشة» أحد أبرز قادة المرتزقة يجهز دفعة للذهاب إلى معسكرات في تركيا براتب 500 دولار، مشيرًا إلى أن عناصر المرتزقة العائدين إلى سوريا ينتمون إلى فصيل السلطان مراد. وشدد البيان على أن أوضاع المرتزقة السوريين في ليبيا «مزرية» ولا يتلقون رواتبهم منذ أشهر.

يُذكر أنه بحسب إحصائيات المرصد، لا يزال 6750 مرتزقًا من الفصائل السورية الموالية لأنقرة موجودين على الأراضي الليبية. وكان عدد المقاتلين السوريين قد وصل إلى نحو 18 ألفًا جندتهم المخابرات التركية للقتال في ليبيا، بينهم 350 طفلًا دون الـ18 عامًا، وعاد منهم نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم.

خروج الأجانب

على الصعيد ذاته، أكد ممثلو المجموعة الأفريقية في مجلس الأمن أهمية دعم مخرجات الحوار السياسي الليبي، ودعم خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا وسحب أسلحتهم لمنع هذه المجموعات من زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتأجيج صراعات جديدة، بحسب مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، طاهر السني.

وقال السني على «تويتر»: في إطار التشاور والتنسيق مع الدول الأفريقية بخصوص تطورات الوضع السياسي في ليبيا، وقبل مناقشة الإحاطة الخاصة بليبيا في مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، عُقد اجتماع مع ممثلي المجموعة الأفريقية في مجلس الأمن، بحضور مندوبة الاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة.

دعم أمريكي

من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا، واتخاذ إجراءات أخرى لإنهاء الصراع الليبي.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن بلينكن ورئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، أكدا أيضًا، في اتصال هاتفي، الاثنين، الحاجة إلى التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر 2020، بما في ذلك إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير.

وكان مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد صرح بأن خروج المرتزقة من ليبيا جزء من مسار الحل السياسي المستدام، وشدد على أن الالتزام بحظر توريد السلاح إلى ليبيا أمر حيوي لتطبيق الحل السياسي.

فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، إن الحلف مستعد لتعزيز العمل الأمني مع ليبيا، وقال ستولتنبرغ في كلمة نقلها الموقع الرسمي لـ«الناتو»، الاثنين، إن الحلف سيواصل دعم مسار الأمن في ليبيا، خاصة بعد انتخاب حكومة وحدة وطنية جديدة في ليبيا.

بدوره، بحث السفير الألماني لدى ليبيا، أولفير أوفتشا، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي، انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا.

وقال سفير ألمانيا لدى ليبيا، في تغريدة له بموقع «تويتر»، إنه تبادَل مع اللافي الآراء حول الخطوات المقبلة للعملية السياسية، ولا سيما انسحاب القوات الأجنبية، وإعادة توحيد المؤسسات المنقسمة، والأرضية القانونية للانتخابات الوطنية.