عجبت عندما تلقيت خبر انتقال رئيس تحرير صحيفة «اليوم» الأسبق الأستاذ محمد الوعيل إلى الدار الآخرة رحمه الله وجعله في عليين من تسابق الإعلاميين على ذكر فضل الأستاذ من احتضان ودعم وأخذ بأيديهم للنجاح، فما هو الوقت الذي ملكه هذا الرجل، وأي قلب نقي وراء ذلك؟!
ومن هؤلاء الذين نالوا من فضل الأستاذ كاتب هذا المقال، فقد كانت بداية كتابتي في صحيفتنا المميزة في ظل رئاسته لتحرير صحيفة «اليوم»، ولا أنسى اتصاله بي بعد أول مقال نشر وشكره وطلبه الاستمرار، ولم يتدخل يوماً في مقالة أو يأمر بالكتابة عن شيء معين، وكلما زرت مبنى صحيفتنا وجلست معه وجدت أستاذاً متدثراً بالتواضع، وطنياً متدفقاً بالعطاء، مدرسةً من أي النواحي دخلتها كسبت واستفدت، يسمع أكثر مما يقول، ويدعم أكثر مما ينقد، وإن طلبت النصيحة أجاب إجابة عميقة ومختصرة.
وحتى بعد مغادرة الأستاذ لكرسي رئاسة التحرير قطعنا ولم يقطع، وسلمنا في كل مناسبة وسلم في كل شهر، فاستمر في التواصل والتواضع وكأنه ليس هو الأستاذ محمد الوعيل.
وفي آخر أيامه في هذه الحياة القصيرة، بدأ يكتب عن زملائه وأصدقائه بكلمات مختصرة تقطر أدباً وسلاسة وعذوبة لا يملكها الكثير كمحمد الوعيل، ولم أر الأستاذ يبحث عن المثالب، ومَنْ مِن البشر مَنْ لا تُعد معائبه، ولكن الشامخين لا يقعون إلا على مواطن الجمال والرقي، وقد قال عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كان بالمدينة أقوام لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب النّاس، فأسْكَتَ الله النّاس عنهم عيوبهم، فماتوا ولا عيوب لهم، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم، فتَكلَّمُوا في عيوب النّاس، فأظهر الله عيوبًا لهم، فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا).
لقد قدم الأستاذ للمكتبة العربية، بل والعالمية «شهود هذا العصر»، وننتظر كتاباً شاهداً بفضائله وناقلاً شهادته، ولن يتأخر أولاده ومحبوه عن ذلك بحول الله.
لقد قيل خمسة من البشر يُبكى على فقدهم، ومنهم:
وموت فتى كثير الجود محلٌ فإن بقاءه خصب ونعمة
ولا أشك أن أبا نايف كان فتىً كثير الجود، ولذلك فرحيله مؤلم ورسالة أيضاً بأن الراقين ينالون حسن الخاتمة بحول الله، والناس شهود الله في الأرض.
@shlash2020
ومن هؤلاء الذين نالوا من فضل الأستاذ كاتب هذا المقال، فقد كانت بداية كتابتي في صحيفتنا المميزة في ظل رئاسته لتحرير صحيفة «اليوم»، ولا أنسى اتصاله بي بعد أول مقال نشر وشكره وطلبه الاستمرار، ولم يتدخل يوماً في مقالة أو يأمر بالكتابة عن شيء معين، وكلما زرت مبنى صحيفتنا وجلست معه وجدت أستاذاً متدثراً بالتواضع، وطنياً متدفقاً بالعطاء، مدرسةً من أي النواحي دخلتها كسبت واستفدت، يسمع أكثر مما يقول، ويدعم أكثر مما ينقد، وإن طلبت النصيحة أجاب إجابة عميقة ومختصرة.
وحتى بعد مغادرة الأستاذ لكرسي رئاسة التحرير قطعنا ولم يقطع، وسلمنا في كل مناسبة وسلم في كل شهر، فاستمر في التواصل والتواضع وكأنه ليس هو الأستاذ محمد الوعيل.
وفي آخر أيامه في هذه الحياة القصيرة، بدأ يكتب عن زملائه وأصدقائه بكلمات مختصرة تقطر أدباً وسلاسة وعذوبة لا يملكها الكثير كمحمد الوعيل، ولم أر الأستاذ يبحث عن المثالب، ومَنْ مِن البشر مَنْ لا تُعد معائبه، ولكن الشامخين لا يقعون إلا على مواطن الجمال والرقي، وقد قال عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كان بالمدينة أقوام لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب النّاس، فأسْكَتَ الله النّاس عنهم عيوبهم، فماتوا ولا عيوب لهم، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم، فتَكلَّمُوا في عيوب النّاس، فأظهر الله عيوبًا لهم، فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا).
لقد قدم الأستاذ للمكتبة العربية، بل والعالمية «شهود هذا العصر»، وننتظر كتاباً شاهداً بفضائله وناقلاً شهادته، ولن يتأخر أولاده ومحبوه عن ذلك بحول الله.
لقد قيل خمسة من البشر يُبكى على فقدهم، ومنهم:
وموت فتى كثير الجود محلٌ فإن بقاءه خصب ونعمة
ولا أشك أن أبا نايف كان فتىً كثير الجود، ولذلك فرحيله مؤلم ورسالة أيضاً بأن الراقين ينالون حسن الخاتمة بحول الله، والناس شهود الله في الأرض.
@shlash2020