في هذا المقال، أحببت أن أشارككم بعضاً من مشاعري، التي ولرُبما تُلامس مشاعر من فَقَد عزيزاً عليه أو حبيباً له. فخلال هذه الفترة -وعلى المستوى الشخصي- رحل الكثير من حولنا إلى رَبَّهُم، ولَم يسعُنا الوقت لوداعهم. كُنَّا نُخطط معاً، ونتحدث معهم ونضحك ونأكل ونشرب معاً، وإرادة الله تعالى في استرجاعهم كانت الأقوى والأسرع. أؤمن بأن الحياة حقيقة والموت حقيقة، ولكن لهذه الحقائق ردود فعل قد ينجح فيها الإنسان أو يخفق.
تختلف قدرات البشر في استيعاب الحقائق، وكيفية مواجهة حقيقة الموت تعتمد على قدرة تحمل الإنسان لبداية الصدمات القوية. فالموت يعني الفقد، الذي يلازمه عادةً مشاعر الْحُزْن. والمؤمن الحق هو الذي يتقبل هذه الحقيقة، ويُحسن الظن بمَنْ أوجدها ويواجهها بما أعطاه الله تعالى من قوة في الإيمان بقضاء الله وقدره. شخصياً، أحاول أن أتعامل مع الموت وكأنه رحيل أو انتقال من حال الدنيا ومتاعبها إلى حال الآخرة ونعيمها بإذن الله. لأنني أؤمن بأن تهذيب الإنسان لذاته يساعده على الرُقي في كيفية التعامل مع مَنْ أوجد ذاته أولاً، والمحيط ثانياً.
فمواجهة القضاء والقدر لها مستويات تعتمد على عمق ورسوخ الإيمان في قلب المؤمن. ومشاعر الإنسان مُتغيرة مع تغير الزمان والمكان، ولكنها كفيلة بإحداث ثغرات إذا لم يتم ضبطها. فرحيل مَنْ نُحب قضاء وقدر، والبكاء عليه تعبير حسي يخفف علينا ألم المُصاب، والفقد يترك مساحة واسعة قد لا نتحمّل اتساعها ليكون نصيب الحزن في قلوبنا أكثر مما نعتقد. وكلما ازداد حُزن الفقد أو الرحيل ازدادت ثغرات الإيمان في قلب الإنسان. لذلك، فإن مقاومة الحزن بعد الفقد بمثابة الجهاد النفسي، الذي يعين الإنسان على التحمل، وإن كان في بدايته مشقة، فإن الله تعالى يضع في نهايته راحة واطمئنان.
وللأسف يلازم البعض منّا الحزن ولا يفارقه، ظناً منه بأنه السبيل الوحيد لمواساة مَنْ فقد أو رحل عنه. في حين، أن الْحُزْن في عمقه هو المصدر لليأس والجزع وللمشاعر السلبية، التي تُظلل قلب الإنسان وتُرهقه. وهنيئاً لمَنْ استطاع استبدال أحزانه بذكر الله تعالى وتجاهلها بتسلية عقله وقلبه بما رزقه الله تعالى من نِعْم وموارد. فالأيام بساعاتها ودقائقها كفيلة بأن تُسلي المؤمن بلحظات سعيدة تجعله يعالج أحزانه بالأفراح، التي يرزقها الله تعالى له.
وأخيراً، وإن كان رحيل مَنْ نُحب مؤلمًا في ظاهره، فإن لُطف الله تعالى يكمن في باطن تدابير الأمور. وما أجمل أن يُؤْمِن القلب بأن لُطف الله ورحمته بعبده -مهما عظمت ذنوبه- تَسع عرض السموات والأرض، فسبحانه ما أعظمه وما ألطفه.
FofKEDL@
تختلف قدرات البشر في استيعاب الحقائق، وكيفية مواجهة حقيقة الموت تعتمد على قدرة تحمل الإنسان لبداية الصدمات القوية. فالموت يعني الفقد، الذي يلازمه عادةً مشاعر الْحُزْن. والمؤمن الحق هو الذي يتقبل هذه الحقيقة، ويُحسن الظن بمَنْ أوجدها ويواجهها بما أعطاه الله تعالى من قوة في الإيمان بقضاء الله وقدره. شخصياً، أحاول أن أتعامل مع الموت وكأنه رحيل أو انتقال من حال الدنيا ومتاعبها إلى حال الآخرة ونعيمها بإذن الله. لأنني أؤمن بأن تهذيب الإنسان لذاته يساعده على الرُقي في كيفية التعامل مع مَنْ أوجد ذاته أولاً، والمحيط ثانياً.
فمواجهة القضاء والقدر لها مستويات تعتمد على عمق ورسوخ الإيمان في قلب المؤمن. ومشاعر الإنسان مُتغيرة مع تغير الزمان والمكان، ولكنها كفيلة بإحداث ثغرات إذا لم يتم ضبطها. فرحيل مَنْ نُحب قضاء وقدر، والبكاء عليه تعبير حسي يخفف علينا ألم المُصاب، والفقد يترك مساحة واسعة قد لا نتحمّل اتساعها ليكون نصيب الحزن في قلوبنا أكثر مما نعتقد. وكلما ازداد حُزن الفقد أو الرحيل ازدادت ثغرات الإيمان في قلب الإنسان. لذلك، فإن مقاومة الحزن بعد الفقد بمثابة الجهاد النفسي، الذي يعين الإنسان على التحمل، وإن كان في بدايته مشقة، فإن الله تعالى يضع في نهايته راحة واطمئنان.
وللأسف يلازم البعض منّا الحزن ولا يفارقه، ظناً منه بأنه السبيل الوحيد لمواساة مَنْ فقد أو رحل عنه. في حين، أن الْحُزْن في عمقه هو المصدر لليأس والجزع وللمشاعر السلبية، التي تُظلل قلب الإنسان وتُرهقه. وهنيئاً لمَنْ استطاع استبدال أحزانه بذكر الله تعالى وتجاهلها بتسلية عقله وقلبه بما رزقه الله تعالى من نِعْم وموارد. فالأيام بساعاتها ودقائقها كفيلة بأن تُسلي المؤمن بلحظات سعيدة تجعله يعالج أحزانه بالأفراح، التي يرزقها الله تعالى له.
وأخيراً، وإن كان رحيل مَنْ نُحب مؤلمًا في ظاهره، فإن لُطف الله تعالى يكمن في باطن تدابير الأمور. وما أجمل أن يُؤْمِن القلب بأن لُطف الله ورحمته بعبده -مهما عظمت ذنوبه- تَسع عرض السموات والأرض، فسبحانه ما أعظمه وما ألطفه.
FofKEDL@