العروض عن بعد أفقدته ميزة التواصل المباشر مع الجمهور
أبدى عدد من المسرحيين حزنهم الشديد على الحال التي وصل إليها المسرح -إذ يحل اليوم العالمي للمسرح الموافق يوم 27 مارس- بينما يعاني أبو الفنون الإغلاق والعزلة بسبب جائحة كورونا، ولم يتوقف المسرحيون عن محاولات إنقاذ «المرحلة» بنقل الحدث المسرحي عبر التقنيات الحديثة بدل الواقع الحي، لكن هذا النقل لم يفلح في حل الأزمة، ولم يتقبله الجمهور، إذ أفقد المسرح ميزته الكبرى، وهي العرض المباشر أمام الجمهور، وهكذا يأتي اليوم العالمي للمسرح للعام الثاني على التوالي، ولسان حال الجميع يقول: أعيدوا الحياة الطبيعية إلى المسرح.
ظروف استثنائية
قال رئيس مبادرة المسرح الوطني عبدالعزيز السماعيل: المسرح، يعيش الآن في يومه العالمي، بعد نحو 60 عامًا من انطلاقه، ظروفًا استثنائية غير مسبوقة، جعلت من يومه العالمي يومًا حزينًا مقلقًا لكل المسرحيين في العالم، إذ تعطلت حياة الناس فتعطل معها مسرحهم، لأن الحياة والمسرح وجهان لعملة واحدة، فهو الفن الاجتماعي الخالد الذي يحيا وسط الناس، وما يلفت النظر في هذا الموضوع بسبب جائحة كورونا، أن بعض المسرحيين حاولوا نقل الحدث المسرحي عبر وسائل التواصل الحديث مباشرة بدل الواقع الحي، ولم يفلح النقل ولم يتقبله الجمهور، وكان لسان حال الجميع أن أعيدوا الحياة إلى المسرح، فهذه هي طبيعة المسرح: فن اجتماعي بامتياز رغم عثراته وأحزانه التي من المؤكد أنها مرت عليه من قبل في تاريخه المديد، لكنه خرج منها أقوى وأجمل مما كان، وهذا ما نتمناه لمسرحنا أيضًا في القريب العاجل.
وتابع: جاءت الجائحة والثقافة الفتية في بلادنا، من خلال وزارة الثقافة، تخطط لانطلاقة قوية وغير مسبوقة في المجالات الفنية والأدبية كافة، ومن ضمنها المسرح عبر جهود المسرح الوطني، فكان الوقت في اليوم العالمي للمسرح 2020 ملائمًا فقط لإطلاق بعض البرامج المسرحية التفاعلية عن بُعد، من ضمنها مسابقة التأليف المسرحي لنصوص الكبار والصغار، ودورات متخصصة في الإنتاج وكتابة الرؤية المسرحية التي قدمها فريق المسرح الوطني لعدد لا بأس به من المسرحيين السعوديين، كما كان ملائمًا لاستثمار الوقت لمراجعة الخطط والبرامج وتقييم جهود الإنتاج؛ لنكون أكثر استعدادًا لانطلاقة جديدة لمسرحنا قريبًا بإذن الله.
فن مختلف
أما الكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي فتحدث قائلًا: المسرح فن مختلف عن بقية الفنون، إذ يفرز جماله داخل ذواتنا فيجعلنا أكثر نقاء ونبلًا، فالمسرح الذي لا يُسهم في تطوير دواخلنا هو مسرح ميت لا قيمة له، ومع كل هذا الغياب الذي أجبر المسرحيين على عدم التواصل مع الجمهور من خلال خلق حالة التفاعل الحقيقية داخل إطارات الفعل المسرحي، فإن هناك لحظات مضيئة قادمة إن شاء الله، فالمسرح لم تظهر حقيقته وجرأته إلا من خلال مغامرات المسرحيين التي تأخذنا لطريق المسرح الذي يتحدى الظروف، فحاول أهل المسرح أن يخلقوا مساحات تواصل بديلة عن الحضور الفعلي، وتعمل مثل عمل «المسكنات» ليتم تعويضنا عن المسرح الحقيقي، إلا أن العناصر المسكنة لم تفِ بالغرض ولا تحقق الهدف، ونستجيب لحالة الغياب ويختار المسرح أن يجلس على مقعد الانتظار ليترقب انفراج هذه الأزمة.
قراءة المستقبل
وتمنى الكاتب والمخرج المسرحي علي السعيد أن تكون مناسبة اليوم العالمي للمسرح هذا العام فرصة لقراءة مستقبل المسرح مع ما خلفته الجائحة من تغير في المزاج العام للناس، ومع ما تركته من أثر اقتصادي واجتماعي، وما ستفرضه الأيام القادمة من احترازات قد تؤثر في حضور الناس للمسرح، وتفاعلهم معه في ظل وجود بدائل أخرى وفرتها التقنية الحديثة.
وتابع: قبل أن نفكر في الصعود على خشبة المسرح من جديد يجب أن نفكر كيف نقدم هذا المسرح، حيث سيقلص التباعد أعداد الجمهور، وبالتالي سترتفع تكلفة العمل المسرحي مقابل إيراداته، ونحن في شوق للعودة إلى خشبة المسرح، لكن يجب أيضًا أن ندرس الواقع الجديد جيدًا كي نقدم أنفسنا بشكل مناسب، فالمهرجانات المسرحية مجرد مظاهر احتفالية وليست هدفًا ولا غاية، أما الهدف الحقيقي فهو تقديم العروض المسرحية للفرق بمختلف أرجاء الوطن، فهذا ما سيصنع حركة مسرحية حقيقية.
السنة الثانية
وقال المؤلف والمخرج ياسر الحسن: للسنة الثانية على التوالي تأتي احتفالية اليوم العالمي للمسرح تحت ظرف جائحة كورونا لتجعلها استثناء كسابقتها، لدرجة أن الكلمة التي كتبتها الفنانة هيلين ميرين خصيصًا لهذه المناسبة كانت متوافقة مع الحدث الجلل، فقد جاءت بشكل مقتضب وإن حملت بين طياتها الأمل، فالأمل هو العنوان البارز لنا كمسرحيين حملنا على عاتقنا همّ الكلمة على الخشبة التي نطمع أن نعود إليها قريبًا.
وقت عصيب
فيما يقول المسرحي عبدالهادي القرني: في وقت عصيب يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، إذ عطلت جائحة كورونا كل المشاريع الثقافية والاجتماعية، والجميع في تطلع وشوق إلى إعادة الفعاليات إلى خشبة المسرح، وسمعنا خلال الفترة السابقة عن وجود مشاريع مسرحية جاهزة، نتمنى أن نراها في القريب العاجل، وتحياتي لكل مسرحي حقيقي يبذل ما بوسعه لاستمرار الحياة المسرحية في ظل هذه الجائحة، ونتطلع إلى عودة الحياة بشكل عام إلى مسارها الطبيعي في الفترة القادمة، وأن تعود الابتسامة إلى شفاه المسرح.
عودة حذرة
ويقول المخرج المسرحي ياسر مدخلي: أتى اليوم العالمي للمسرح لينعش ذاكرة المبدعين، فتذكروا عطاءاتهم واستشعروا دور المسرح في هذه الحياة، ورسموا خارطة مشاريعهم المستقبلية، ومع هذه الظروف التي تحيط بنا، فلا نملك إلا المبادرة بما يمكننا تقديمه للحفاظ على جذوة المسرح مشتعلة في ظل هذه الجائحة التي لم تتمكن من عزلنا عن شغفنا، واستمر العطاء بتكريم الرموز، وإقامة ورش العمل والدورات، وطباعة الكتب، وأيضًا اللقاءات التي تُعزز من الحوار الإثرائي المتخصص، ولا ننسى أن الالتزام، وهو مبدأ مسرحي بامتياز، كان مؤثرًا فينا كمسرحيين، ويزداد الشوق إلى خشبة المسرح وتحية الجماهير وصوت الممثل وخيوط الضوء المنسدلة على مشاعره، لكننا نريد عودة حذرة وتليق بمسرحنا في الوقت نفسه، وهي بإذن الله قريبة.
استغلال الفرصة
أما المسرحي سلطان النوه، فيقول: الاحتفال باليوم العالمي للمسرح مناسبة مهمة لكل المسرحيين في العالم، ففيه تُقرأ كلمة اليوم العالمي للمسرح، والتي يتم اختيار من يقرأها من المسرحيين ذوي الخبرة والتجربة الطويلة، يوجه من خلالها كلمة للمسرحيين، ويحثهم على الاهتمام بالمسرح والجمهور، وفي هذا اليوم تُقدّم العروض المسرحية والندوات واللقاءات، ولكن في ظل جائحة كورونا، أصبحت هناك محدودية في الاحتفال واستقبال الجمهور، إلا أن الكثير من المسرحيين في مختلف دول العالم عازمون على ألا يفوت الاحتفال بهذا اليوم، حتى لو من خلال إقامة الندوات واللقاءات عبر الإنترنت، وبالتالي الالتقاء بالمسرحيين والجمهور حتى لو افتراضيًا.
كائن حي
وقال الكاتب أحمد أبو دياب: كل نص مسرحي أكتبه يجعلني أجرب حياة جديدة لم أعشها من قبل، ولا أعرف ماذا يميز المسرح عن بقية الفنون الكتابية على وجه التحديد، ربما لا يكون الأصعب تقنيًا من حيث الكتابة، لكنه بالتأكيد الأكثر حساسية ونبضًا، وهو الأصل والفن الجامع المؤطر لفنون وصنوف من الكتابات والأداء، من ارتجال الحقيقة دون تردد وبلا مبالغة، وصناعة الدهشة المستمرة والمتعة البكر، فهو ستار يُفتح على الحياة التي تتجول في أحلامنا وتجيزها ضمائرنا دون حرج ولا قيود، فالنص المسرحي كائن حي تدب فيه الروح من حيث أراد له صاحبه أن يحيا، والأمر يشبه أن تشق من داخلك مجرى تسري فيه معان وأمان وآلام وأحلام.
تراجيديا كونية
وأضاف الكاتب المسرحي مفلح العدوان: يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمسرح هذا العام والإنسانية ترزح تحت وطأة وباء كورونا، هذا الظرف الذي يستدعي بالضرورة الالتفات إلى المزيد من الفضاءات الإنسانية لمسرح مفتوح على آلام البشرية ومعاناتها، فهذه التراجيديا الكونية تقربنا أكثر من تلمس معاناة البشرية مع معاينة المشترك الكوني في كثير من أعمالنا المسرحية، فنحن كمسرحيين نعيش هذه المواجهة الجماعية التي تجعلنا نبحث عن آليات مبدعة وأفكار خلّاقة لاستدامة حياة المسرح، بعد أن جاء فيروس كورونا ليثبط همّة مسرح الحياة، حيث تستهدف سطوته الجمهور والمؤدين، فنحن في حالة توقف للعروض المسرحية، ومصادرة لخشبة المسرح، وتخويف للجمهور، وترهيب للفنان، وتفريغ للمسارح التي تفتقد عناصرها من فنانين وفنيين وجمهور ومحبي هذا الفن الإبداعي الإنساني الراقي، لكن المسرح بطبيعته يقبل التحدي، ويستطيع أن يتآلف وينبض بالحياة في أقسى الظروف، ولعل هذه الحالة تولد أفكارًا ومشاريع وموضوعات وآليات جديدة لاستدامة الحالة الإبداعية للمسرح.
ظروف استثنائية
قال رئيس مبادرة المسرح الوطني عبدالعزيز السماعيل: المسرح، يعيش الآن في يومه العالمي، بعد نحو 60 عامًا من انطلاقه، ظروفًا استثنائية غير مسبوقة، جعلت من يومه العالمي يومًا حزينًا مقلقًا لكل المسرحيين في العالم، إذ تعطلت حياة الناس فتعطل معها مسرحهم، لأن الحياة والمسرح وجهان لعملة واحدة، فهو الفن الاجتماعي الخالد الذي يحيا وسط الناس، وما يلفت النظر في هذا الموضوع بسبب جائحة كورونا، أن بعض المسرحيين حاولوا نقل الحدث المسرحي عبر وسائل التواصل الحديث مباشرة بدل الواقع الحي، ولم يفلح النقل ولم يتقبله الجمهور، وكان لسان حال الجميع أن أعيدوا الحياة إلى المسرح، فهذه هي طبيعة المسرح: فن اجتماعي بامتياز رغم عثراته وأحزانه التي من المؤكد أنها مرت عليه من قبل في تاريخه المديد، لكنه خرج منها أقوى وأجمل مما كان، وهذا ما نتمناه لمسرحنا أيضًا في القريب العاجل.
وتابع: جاءت الجائحة والثقافة الفتية في بلادنا، من خلال وزارة الثقافة، تخطط لانطلاقة قوية وغير مسبوقة في المجالات الفنية والأدبية كافة، ومن ضمنها المسرح عبر جهود المسرح الوطني، فكان الوقت في اليوم العالمي للمسرح 2020 ملائمًا فقط لإطلاق بعض البرامج المسرحية التفاعلية عن بُعد، من ضمنها مسابقة التأليف المسرحي لنصوص الكبار والصغار، ودورات متخصصة في الإنتاج وكتابة الرؤية المسرحية التي قدمها فريق المسرح الوطني لعدد لا بأس به من المسرحيين السعوديين، كما كان ملائمًا لاستثمار الوقت لمراجعة الخطط والبرامج وتقييم جهود الإنتاج؛ لنكون أكثر استعدادًا لانطلاقة جديدة لمسرحنا قريبًا بإذن الله.
فن مختلف
أما الكاتب المسرحي إبراهيم الحارثي فتحدث قائلًا: المسرح فن مختلف عن بقية الفنون، إذ يفرز جماله داخل ذواتنا فيجعلنا أكثر نقاء ونبلًا، فالمسرح الذي لا يُسهم في تطوير دواخلنا هو مسرح ميت لا قيمة له، ومع كل هذا الغياب الذي أجبر المسرحيين على عدم التواصل مع الجمهور من خلال خلق حالة التفاعل الحقيقية داخل إطارات الفعل المسرحي، فإن هناك لحظات مضيئة قادمة إن شاء الله، فالمسرح لم تظهر حقيقته وجرأته إلا من خلال مغامرات المسرحيين التي تأخذنا لطريق المسرح الذي يتحدى الظروف، فحاول أهل المسرح أن يخلقوا مساحات تواصل بديلة عن الحضور الفعلي، وتعمل مثل عمل «المسكنات» ليتم تعويضنا عن المسرح الحقيقي، إلا أن العناصر المسكنة لم تفِ بالغرض ولا تحقق الهدف، ونستجيب لحالة الغياب ويختار المسرح أن يجلس على مقعد الانتظار ليترقب انفراج هذه الأزمة.
قراءة المستقبل
وتمنى الكاتب والمخرج المسرحي علي السعيد أن تكون مناسبة اليوم العالمي للمسرح هذا العام فرصة لقراءة مستقبل المسرح مع ما خلفته الجائحة من تغير في المزاج العام للناس، ومع ما تركته من أثر اقتصادي واجتماعي، وما ستفرضه الأيام القادمة من احترازات قد تؤثر في حضور الناس للمسرح، وتفاعلهم معه في ظل وجود بدائل أخرى وفرتها التقنية الحديثة.
وتابع: قبل أن نفكر في الصعود على خشبة المسرح من جديد يجب أن نفكر كيف نقدم هذا المسرح، حيث سيقلص التباعد أعداد الجمهور، وبالتالي سترتفع تكلفة العمل المسرحي مقابل إيراداته، ونحن في شوق للعودة إلى خشبة المسرح، لكن يجب أيضًا أن ندرس الواقع الجديد جيدًا كي نقدم أنفسنا بشكل مناسب، فالمهرجانات المسرحية مجرد مظاهر احتفالية وليست هدفًا ولا غاية، أما الهدف الحقيقي فهو تقديم العروض المسرحية للفرق بمختلف أرجاء الوطن، فهذا ما سيصنع حركة مسرحية حقيقية.
السنة الثانية
وقال المؤلف والمخرج ياسر الحسن: للسنة الثانية على التوالي تأتي احتفالية اليوم العالمي للمسرح تحت ظرف جائحة كورونا لتجعلها استثناء كسابقتها، لدرجة أن الكلمة التي كتبتها الفنانة هيلين ميرين خصيصًا لهذه المناسبة كانت متوافقة مع الحدث الجلل، فقد جاءت بشكل مقتضب وإن حملت بين طياتها الأمل، فالأمل هو العنوان البارز لنا كمسرحيين حملنا على عاتقنا همّ الكلمة على الخشبة التي نطمع أن نعود إليها قريبًا.
وقت عصيب
فيما يقول المسرحي عبدالهادي القرني: في وقت عصيب يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، إذ عطلت جائحة كورونا كل المشاريع الثقافية والاجتماعية، والجميع في تطلع وشوق إلى إعادة الفعاليات إلى خشبة المسرح، وسمعنا خلال الفترة السابقة عن وجود مشاريع مسرحية جاهزة، نتمنى أن نراها في القريب العاجل، وتحياتي لكل مسرحي حقيقي يبذل ما بوسعه لاستمرار الحياة المسرحية في ظل هذه الجائحة، ونتطلع إلى عودة الحياة بشكل عام إلى مسارها الطبيعي في الفترة القادمة، وأن تعود الابتسامة إلى شفاه المسرح.
عودة حذرة
ويقول المخرج المسرحي ياسر مدخلي: أتى اليوم العالمي للمسرح لينعش ذاكرة المبدعين، فتذكروا عطاءاتهم واستشعروا دور المسرح في هذه الحياة، ورسموا خارطة مشاريعهم المستقبلية، ومع هذه الظروف التي تحيط بنا، فلا نملك إلا المبادرة بما يمكننا تقديمه للحفاظ على جذوة المسرح مشتعلة في ظل هذه الجائحة التي لم تتمكن من عزلنا عن شغفنا، واستمر العطاء بتكريم الرموز، وإقامة ورش العمل والدورات، وطباعة الكتب، وأيضًا اللقاءات التي تُعزز من الحوار الإثرائي المتخصص، ولا ننسى أن الالتزام، وهو مبدأ مسرحي بامتياز، كان مؤثرًا فينا كمسرحيين، ويزداد الشوق إلى خشبة المسرح وتحية الجماهير وصوت الممثل وخيوط الضوء المنسدلة على مشاعره، لكننا نريد عودة حذرة وتليق بمسرحنا في الوقت نفسه، وهي بإذن الله قريبة.
استغلال الفرصة
أما المسرحي سلطان النوه، فيقول: الاحتفال باليوم العالمي للمسرح مناسبة مهمة لكل المسرحيين في العالم، ففيه تُقرأ كلمة اليوم العالمي للمسرح، والتي يتم اختيار من يقرأها من المسرحيين ذوي الخبرة والتجربة الطويلة، يوجه من خلالها كلمة للمسرحيين، ويحثهم على الاهتمام بالمسرح والجمهور، وفي هذا اليوم تُقدّم العروض المسرحية والندوات واللقاءات، ولكن في ظل جائحة كورونا، أصبحت هناك محدودية في الاحتفال واستقبال الجمهور، إلا أن الكثير من المسرحيين في مختلف دول العالم عازمون على ألا يفوت الاحتفال بهذا اليوم، حتى لو من خلال إقامة الندوات واللقاءات عبر الإنترنت، وبالتالي الالتقاء بالمسرحيين والجمهور حتى لو افتراضيًا.
كائن حي
وقال الكاتب أحمد أبو دياب: كل نص مسرحي أكتبه يجعلني أجرب حياة جديدة لم أعشها من قبل، ولا أعرف ماذا يميز المسرح عن بقية الفنون الكتابية على وجه التحديد، ربما لا يكون الأصعب تقنيًا من حيث الكتابة، لكنه بالتأكيد الأكثر حساسية ونبضًا، وهو الأصل والفن الجامع المؤطر لفنون وصنوف من الكتابات والأداء، من ارتجال الحقيقة دون تردد وبلا مبالغة، وصناعة الدهشة المستمرة والمتعة البكر، فهو ستار يُفتح على الحياة التي تتجول في أحلامنا وتجيزها ضمائرنا دون حرج ولا قيود، فالنص المسرحي كائن حي تدب فيه الروح من حيث أراد له صاحبه أن يحيا، والأمر يشبه أن تشق من داخلك مجرى تسري فيه معان وأمان وآلام وأحلام.
تراجيديا كونية
وأضاف الكاتب المسرحي مفلح العدوان: يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمسرح هذا العام والإنسانية ترزح تحت وطأة وباء كورونا، هذا الظرف الذي يستدعي بالضرورة الالتفات إلى المزيد من الفضاءات الإنسانية لمسرح مفتوح على آلام البشرية ومعاناتها، فهذه التراجيديا الكونية تقربنا أكثر من تلمس معاناة البشرية مع معاينة المشترك الكوني في كثير من أعمالنا المسرحية، فنحن كمسرحيين نعيش هذه المواجهة الجماعية التي تجعلنا نبحث عن آليات مبدعة وأفكار خلّاقة لاستدامة حياة المسرح، بعد أن جاء فيروس كورونا ليثبط همّة مسرح الحياة، حيث تستهدف سطوته الجمهور والمؤدين، فنحن في حالة توقف للعروض المسرحية، ومصادرة لخشبة المسرح، وتخويف للجمهور، وترهيب للفنان، وتفريغ للمسارح التي تفتقد عناصرها من فنانين وفنيين وجمهور ومحبي هذا الفن الإبداعي الإنساني الراقي، لكن المسرح بطبيعته يقبل التحدي، ويستطيع أن يتآلف وينبض بالحياة في أقسى الظروف، ولعل هذه الحالة تولد أفكارًا ومشاريع وموضوعات وآليات جديدة لاستدامة الحالة الإبداعية للمسرح.