حسام أبو العلا - القاهرة

قال رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة إنه يجب حل الميليشيات ودمجها في مؤسسات الدولة.

وأضاف الدبيبة في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، إن الجيش اتحد من خلال المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف والتي سمحت بوقف إطلاق النار، مطالبًا الوزارات والشركات العامة باستيعاب عناصر الميليشيات الحريصين على ترك أسلحتهم.

وأعرب الدبيبة عن اقتناعه بأن ليبيا سوف تستعيد استقرارها، إضافة إلى إعادة توحيد المؤسسات الحكومية، وهو ما أُنجز بنسبة 80% في أقل من شهر.

مضيفًا: توحدت الحكومة والبرلمان والبنك المركزي ووكالة الطاقة (المؤسسة الوطنية للنفط)، وكذلك الوزارات المختلفة، وتبقى المسألة الكبرى تكمن في إنشاء جيش وطني واحد.

وتابع الدبيبة: آمل أن تتمكن القنصلية الإيطالية في بنغازي من إعادة فتح أبوابها في غضون ثلاثة أشهر، وأكد أن بنغازي مدينة مهمة للغاية وتمر بفترة صعبة.

وشدد الدبيبة على أن الأمن العام في البلاد أفضل مما كان عليه قبل خمسة شهور.

ودعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة إلى تعاون أوروبي مع ليبيا في ملف الهجرة، قائلاً إنه يتوجب على أوروبا الجلوس مع ليبيا لحماية حدود البلاد.

وأعرب الدبيبة في مقابلة مع «كورييري ديلا سيرا» عن الاعتقاد بأن الحل لا يأتي إلا من خلال التعاون «بيننا وبين أوروبا»، في إشارة إلى ملف الهجرة.

وأضاف: الليبيون من بين الضحايا الأوائل للمهاجرين غير النظاميين، نحن لا نختلف عن إيطاليا أو اليونان أو فرنسا أو تركيا أو البلدان الأخرى المتأثرة بالظاهرة، لذا يجب أن تجلس أوروبا معنا على الطاولة لحماية حدودنا، بل ومن أجل تخفيف معاناة الهاربين من الجوع والحروب والفقر أيضًا.

وأشار رئيس الحكومة الليبية إلى أن الحديث هنا عن «مشكلة إنسانية وليست جيوسياسية أو أمنية»، واختتم مشددًا على أنه «يجب مساعدة البلدان التي يفر منها الناس».

وأضاف: أعتزم إعادة فتح الباب في أقرب وقت ممكن للمستثمرين والشركات الإيطالية، أود منهم أن يعتبروا ليبيا بيتهم وليس مجرد استثمار، وسوف نبحث مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الشركات الإيطالية المهمة التي نرغب في تسهيل عملها. وهناك مجموعات كبيرة على غرار ساليني إيمبريليو، نتفاوض معها على عقد بأكثر من مليار دولار.

وتابع الدبيبة: أود حقًا أن أرى العديد من الشركات الإيطالية الصغيرة تعود إلى ليبيا، مصرًا على الحاجة المُلحة لتعزيز صناعة الطاقة والبنية التحتية الوطنية لدينا، بالإضافة إلى المشاكل الهائلة مع شبكة الكهرباء، كما أن الرعاية الصحية «محطمة»، والطرق سيئة، وكثير من الأمور الأخرى.

وأعرب رئيس الوزراء عن الاقتناع بأن حجم التبادل الإيطالي ـ الليبي السنوي سيصل قريبًا إلى أكثر من 16 مليارًا، كما تحدث عن شركة أليتاليا التي ينبغي إعادة فتح رحلاتها قريبًا، كما ينبغي كذلك أن تحلق طائرات ليبيا إلى روما وميلانو.

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التزام ليبيا بمكافحة الإرهاب، مشددة على مضاعفة التعاون والتنسيق لوضع حد للمخاطر التي تشكلها المجموعات الإرهابية في أماكن عدة.

وأضافت المنقوش خلال مشاركتها عن بُعد في الاجتماع المصغر لوزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، أن المجموعات الإرهابية تسعى إلى إنشاء معاقل جديدة في ليبيا، مشيرة إلى أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على البعد الأمني؛ وإنما الفكري أيضًا.

وأكدت أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية ستعمل جاهدة على تحقيق تطلعات الشعب الليبي في استعادة الأمن والاستقرار، واستكمال العملية الديمقراطية والدستورية، وبناء مؤسسات قوية تحترم فيها الحقوق والحريات كافة.