نجاة محمد - القاهرة

زيادة الاعتماد على وسائل المساعدة تقود إلى الكسل العقلي

يقضي الكثيرون أوقاتًا طويلة على الهواتف المحمولة الذكية، خاصة أثناء جائحة فيروس كورونا، بعد ان أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ولكن ما هو تأثير التحديق في الشاشات لفترات طويلة على عقولنا؟

عملية اكتساب

وفقًا لموقع «healthtalk»، يؤثر استخدام الهاتف الذكي لساعات طويلة على المخ، وأظهرت الأبحاث أن الهواتف الذكية تؤثر سلبًا على الإدراك، المتمثل في عملية اكتساب وتطبيق المعرفة من خلال الفكر والتجارب والحواس.

وباستخدام الهواتف الذكية، لديك موسوعة كاملة، وما وراء المعلومات في متناول يدك في أي وقت ولكن هذا يؤدي إلى طريقة أكثر سطحية للوصول إلى المعلومات، فكلما زاد اعتمادنا على هذه الأنواع من وسائل المساعدة أو المصادر المعلوماتية، قل عمل ومعالجة أدمغتنا بالفعل.

وظيفة الدماغ

بعبارة أخرى، لا يتعيّن على أدمغتنا أن تعمل بجد للحصول على المعلومات، لذلك لا نحتفظ بها أيضًا على سبيل المثال، فعندما تقرأ كتابًا، فإنك تُنشئ الصور في الخيال، يتضمن ذلك إجراء اتصالات بين أجزاء مختلفة من دماغك، ولكن عندما تنظر إلى صورة موجودة بالفعل، تكون وظيفة الدماغ أكثر سلبية ولا تعمل أجزاء عديدة من دماغك، وهذا ينطبق على الهواتف الذكية، وكذلك مشاهدة التليفزيون أو شاشة الكمبيوتر.

ويمكن للهواتف الذكية أن تُضعف المهارات الاجتماعية والنفسية، فكلما زاد الوقت الذي تقضيه في النظر إلى الشاشة، قل الوقت الذي تقضيه في التفاعل وجهًا لوجه مع الآخرين وهذا يجعل من الصعب إنشاء روابط شخصية وعلاقات قوية، وهي مهمة للصحة النفسية، وصحة المجتمع ككل.

وجهًا لوجه

قبل استخدام الهواتف الذكية، كان كل التفاعل وجهًا لوجه، نظرًا لأن الهواتف والأجهزة الأخرى توفر المعلومات والترفيه بسرعة، فإنها يمكن أن تجعلنا أقل صبرًا عند إجراء محادثة حقيقية مع الأشخاص في حياتنا، أيضًا، يمكن أن يؤدي عدم التفاعل وجهًا لوجه إلى الاكتئاب.

ويمكن للهواتف الذكية أن تجعل مخك «كسولًا»، لانك باستخدامها لم تعُد بحاجة إلى حفظ رقم هاتف أو العثور على طريقك في جميع أنحاء المدينة باستخدام خريطة، يقوم هاتفك الذكي بهذه الأشياء نيابة عنك وتظهر الأبحاث أن هذا الاعتماد المفرط على هاتفك الذكي يمكن أن يؤدي إلى الكسل العقلي.

تخزين المعلومات

إذا أعطيت الناس القدرة على تخزين المعلومات عن بُعد، خارج دماغهم، فإنهم يصبحون أكثر اعتمادًا على ذلك، مما قد يكون له تأثير سلبي على ذاكرة الناس؛ لأنهم أصبحوا معتمدين بشكل كبير على تلك المساعدة الخارجية، فإنهم يفقدون مهارة القدرة على تذكّر الأشياء بأكبر قدر ممكن من التجديد، في غياب تلك المساعدة الخارجية.

ولكي تحمي دماغك من أضرار الهاتف، يجب أن تكون على دراية بكيفية استخدامك للهاتف والأجهزة الأخرى وترتيب أولويات الأنشطة الأخرى، والتفاعلات الشخصية كلما أمكن ذلك، ويرى بعض الأشخاص أنه من المفيد حذف تطبيقات الوسائط الاجتماعية من هواتفهم أو تنزيل برامج تحد من الوقت المسموح لهم فيه بالدخول إلى هذه المواقع.