بين النضرة الجافة من كل الاعتبارات وبين مقاييس هذا العصر التي تتغير في كل مرة، دخلت بعض النساء في دوامة من العتاب التي لا تنتهي. الكثير يهاجمها ويعاتبها، فقط لأنها اختارت عدم الزواج أو ربما جربت الدخول في علاقة رسمية لكنها لم تنجح فاختارت الانفصال....
مما لا شك فيه هو أن مقاييس الزواج تختلف من شخص لآخر، لكنها غالبا ما تنبثق من الخلفية المعرفية لهذا الأخير ومن التجارب التي خاضها سابقا وكذا من طريقة تحليله للأشياء من حوله، وتتغير هذه المقاييس مع تغير الأزمان ومستلزمات كل زمن على حدة...
وفي وقتنا الراهن تغير مفهوم الزواج عند العديد، وانتقل من مفهوم المؤسسة التقليدية التي يقودها الرجل خارج أسوار البيت في حين تتكلف المرأة بتدبير أمور بيتها من الداخل، إلى مفهوم المؤسسة الحديثة التي يتشارك فيها الاثنان في كل شيء...
و لا يمكن اعتبار هذا التحول الجذري من محض الصدفة أو ثورة تقودها النساء على الرجال محاولة أن تتساوى والرجل في كل شيء، لكن نمط العيش المتسارع ومتطلبات الحياة الراهنة وزيادة مستويات الوعي والانفتاح، هي الأمور التي أدت إلى هذا التحول...
ووسط كل هذه الأحداث الطارئة لم يتقبل بعض الرجال هذا التحول، ورفضوا رفضا قاطعا أن تصاحبهم النساء في مشوار الحياة خارج البيت، وفي المقابل فضلت بعض النساء التخلي عن هذا النوع من الزواج الذي ترى أنه يحد من حريتها ويقف أمام تحقيق أهدافها، وترى أنها إنسان كذلك من حقه أن ينجز ويطبق ويكون مسؤولا ويعتلي المناصب...
لهذا فهذه المقاربة التي فرضتها من جهة العولمة ودخول النساء المدارس والجامعات، من الطبيعي أن تقود إلى أمر منطقي جدا وهو رغبة هذه النساء في العمل وتحقيق طموحاتها...
وعندما أصبحت المرأة بإمكانها أن تكون مستقلة ماديا، أضحينا نرى في مجتمعاتنا حالات من النساء فضلن أن ينفصلن عن الرجل الذي بالنسبة إليهن قد فقد هويته الأصلية تدريجيا، وأصبح اسمه مقرونا بالمصروف الشهري والهدايا وما يمكنه أن يقدمه من ماديات، وبما أنها بإمكانها الحصول على كل هذه الأمور وحدها، تخلت عن فكرة الزواج....
وعليه، فموضوع العنوسة المثير للجدل والذي يمس كلا الجنسين حقيقة، من الصعب الحسم في أسبابه وتجلياته. فقط ما يمكننا الإقرار به هو أنه لكل زمن متغيراته ولكل إنسان الحق في أن يختار الحياة التي يرى أنها مناسبة له، وإن ذهبت بعض النساء نحو هذا الاختيار فهو حتما يلزم علينا احترامه والتعزيز من قيمنا المجتمعية للحد من هذه النظرة وكفى....
alharby0111@
مما لا شك فيه هو أن مقاييس الزواج تختلف من شخص لآخر، لكنها غالبا ما تنبثق من الخلفية المعرفية لهذا الأخير ومن التجارب التي خاضها سابقا وكذا من طريقة تحليله للأشياء من حوله، وتتغير هذه المقاييس مع تغير الأزمان ومستلزمات كل زمن على حدة...
وفي وقتنا الراهن تغير مفهوم الزواج عند العديد، وانتقل من مفهوم المؤسسة التقليدية التي يقودها الرجل خارج أسوار البيت في حين تتكلف المرأة بتدبير أمور بيتها من الداخل، إلى مفهوم المؤسسة الحديثة التي يتشارك فيها الاثنان في كل شيء...
و لا يمكن اعتبار هذا التحول الجذري من محض الصدفة أو ثورة تقودها النساء على الرجال محاولة أن تتساوى والرجل في كل شيء، لكن نمط العيش المتسارع ومتطلبات الحياة الراهنة وزيادة مستويات الوعي والانفتاح، هي الأمور التي أدت إلى هذا التحول...
ووسط كل هذه الأحداث الطارئة لم يتقبل بعض الرجال هذا التحول، ورفضوا رفضا قاطعا أن تصاحبهم النساء في مشوار الحياة خارج البيت، وفي المقابل فضلت بعض النساء التخلي عن هذا النوع من الزواج الذي ترى أنه يحد من حريتها ويقف أمام تحقيق أهدافها، وترى أنها إنسان كذلك من حقه أن ينجز ويطبق ويكون مسؤولا ويعتلي المناصب...
لهذا فهذه المقاربة التي فرضتها من جهة العولمة ودخول النساء المدارس والجامعات، من الطبيعي أن تقود إلى أمر منطقي جدا وهو رغبة هذه النساء في العمل وتحقيق طموحاتها...
وعندما أصبحت المرأة بإمكانها أن تكون مستقلة ماديا، أضحينا نرى في مجتمعاتنا حالات من النساء فضلن أن ينفصلن عن الرجل الذي بالنسبة إليهن قد فقد هويته الأصلية تدريجيا، وأصبح اسمه مقرونا بالمصروف الشهري والهدايا وما يمكنه أن يقدمه من ماديات، وبما أنها بإمكانها الحصول على كل هذه الأمور وحدها، تخلت عن فكرة الزواج....
وعليه، فموضوع العنوسة المثير للجدل والذي يمس كلا الجنسين حقيقة، من الصعب الحسم في أسبابه وتجلياته. فقط ما يمكننا الإقرار به هو أنه لكل زمن متغيراته ولكل إنسان الحق في أن يختار الحياة التي يرى أنها مناسبة له، وإن ذهبت بعض النساء نحو هذا الاختيار فهو حتما يلزم علينا احترامه والتعزيز من قيمنا المجتمعية للحد من هذه النظرة وكفى....
alharby0111@