لم يستطع رجل المرور -أعانه الله على عمله، فهو إما واقف تحت شمس حارقة أو أمطار غارقة- تحرير مخالفة مرورية لي، رغم انشغالي أثناء قيادة السيارة، ولكنه ليس مقصرا في أداء عمله. فلم يكن انشغالي بأمر ظاهر كتصفح الهاتف المحمول أو الرد على مكالمة، ولم أكن أتناول طعاما أو شرابا، ولكنني كنت منشغلا بأمور لا يستطيع ملاحظتها، فكنت أفكر في صعوبات الحياة (والتي تزيد من حلاوتها)، ومحاولة الوصول إلى فكرة للكتابة في ظل ما أنا فيه من عدم استطاعة لإدارة وقتي، حتى جعلني التفكير لست منتبها إلى أن أحد إطارات السيارة فارغ، إلا بعد قيام أحد الرجال الطيبين المارين بجانبي، راكبا دراجة بخارية بالطرق على الزجاج وتنبيهي بذلك.
والحمد لله الذي أجرى الحمد على لساني فور علمي بذلك، رغم ازدياد مشاكلي بمشكلة أخرى، وسبحان الله الذي جعل وقوفي بالسيارة أمام إحدى ورش إصلاح الإطارات مباشرة ولكنها كانت مغلقة، وقد تقول إنني شخص تعيس الحظ لذلك، إن توقفت عن القراءة ولم تكمل المقال حتى نهايته، وتعلم أنني من أسعد السعداء.
فقد بحثت عن ورشة أخرى، فسحبتني أقدامي إلى ورشة يعمل بها (الطفل مصطفى)، والذي علمني درسين من دروس الحياة.
فبعد قدومه معي إلى السيارة، قال كلمات لم أكن أحسبها، أن تخرج من طفل، بكل هذا اليقين، لقد قال: «الحمد لله، جعلك تأتي إلينا كي استفتح، رغم وجود ثلاث ورش أخرى في نفس مكان وقوف السيارة، بدأ بالورشة المغلقة، ثم أشار ورائي إلى ورشة ثانية ما كان الأمر يحتاج مني إلا أن أشير بيدي أو أنادي على أحد العاملين بها كي يأتي ويقوم بما سيقوم به مصطفى، ثم ذكر ورشة ثالثة كانت في طريقي وأنا ذاهب إلى ورشتهم ولكنني لم أنتبه إليها، خاتما كلماته وهو ينتهي من حل الإطار الفارغ، (أرزاق ومقسمها الخلاق)».
مما كان له الأثر على نفسي ألا أقلق أبدا وأكون على يقين أن الأرزاق آتية لا محالة.
والدرس الثانى وهو كأنه يقول لي أكمل ما أنت تسعى لأجله، فأنا أقوم بتحويل مسار حياتي من عمل إلى عمل آخر، رغم نجاحي وتميزي ولله الحمد في عملي الأول، فقد قال لي إنه ترك صنعته وعمل بصنعته الحالية، وذلك لحبه لما يقوم به الآن، وقد أبلى بلاء حسنا في صنعته الجديدة، رغم قصر المدة التي قضاها في تعلمها ولكن كان تميزه لأنه يحبها، لذا تعلمت منه أنه يجب على الإنسان أن يحب ما يعمل.
جميعا نتفق على أننا نتعلم الكثير ممن هم أكبر منا في السن، فأنا مثلا، تعلمت من جدتي لأمي العطف، حين رأيتها تعطف على القطط، ولا أكون مبالغا إن قلت إنها كانت تقتسم طعامها وشرابها مع القطط، حتى أنه في يوم موتها، رأيت الدموع في عيون القطط حزنا عليها.
وتعلمت من خالي أن أكون رحيما في البيع، والالتزام بهذه القاعدة التجارية (اكسب قليلا وبع كثيرا، أفضل من أن تكسب كثيرا وتبيع قليلا).
وتعلمت من أمي الإنفاق وإن كان آخر ما معها، فقد رأيت بعيني عجائب لذلك، لا يتسع المقال لذكرها.
ولكن ليس كل ما نتعلمه ممن هو أكبر منا سنا بالشيء الجيد، فلم أنس ما فعله زميلي الأكبر في الكلية بعد أن قمت بإعطائه عشرة جنيهات، قائلا له: احتفظ بها إلى يوم السبت حتى لا أقوم بإنفاقها، ويأتي السبت وأطلبها، فيقول: لقد أنفقتها حتى لا تقوم أنت بإنفاقها.
@salehsheha1
والحمد لله الذي أجرى الحمد على لساني فور علمي بذلك، رغم ازدياد مشاكلي بمشكلة أخرى، وسبحان الله الذي جعل وقوفي بالسيارة أمام إحدى ورش إصلاح الإطارات مباشرة ولكنها كانت مغلقة، وقد تقول إنني شخص تعيس الحظ لذلك، إن توقفت عن القراءة ولم تكمل المقال حتى نهايته، وتعلم أنني من أسعد السعداء.
فقد بحثت عن ورشة أخرى، فسحبتني أقدامي إلى ورشة يعمل بها (الطفل مصطفى)، والذي علمني درسين من دروس الحياة.
فبعد قدومه معي إلى السيارة، قال كلمات لم أكن أحسبها، أن تخرج من طفل، بكل هذا اليقين، لقد قال: «الحمد لله، جعلك تأتي إلينا كي استفتح، رغم وجود ثلاث ورش أخرى في نفس مكان وقوف السيارة، بدأ بالورشة المغلقة، ثم أشار ورائي إلى ورشة ثانية ما كان الأمر يحتاج مني إلا أن أشير بيدي أو أنادي على أحد العاملين بها كي يأتي ويقوم بما سيقوم به مصطفى، ثم ذكر ورشة ثالثة كانت في طريقي وأنا ذاهب إلى ورشتهم ولكنني لم أنتبه إليها، خاتما كلماته وهو ينتهي من حل الإطار الفارغ، (أرزاق ومقسمها الخلاق)».
مما كان له الأثر على نفسي ألا أقلق أبدا وأكون على يقين أن الأرزاق آتية لا محالة.
والدرس الثانى وهو كأنه يقول لي أكمل ما أنت تسعى لأجله، فأنا أقوم بتحويل مسار حياتي من عمل إلى عمل آخر، رغم نجاحي وتميزي ولله الحمد في عملي الأول، فقد قال لي إنه ترك صنعته وعمل بصنعته الحالية، وذلك لحبه لما يقوم به الآن، وقد أبلى بلاء حسنا في صنعته الجديدة، رغم قصر المدة التي قضاها في تعلمها ولكن كان تميزه لأنه يحبها، لذا تعلمت منه أنه يجب على الإنسان أن يحب ما يعمل.
جميعا نتفق على أننا نتعلم الكثير ممن هم أكبر منا في السن، فأنا مثلا، تعلمت من جدتي لأمي العطف، حين رأيتها تعطف على القطط، ولا أكون مبالغا إن قلت إنها كانت تقتسم طعامها وشرابها مع القطط، حتى أنه في يوم موتها، رأيت الدموع في عيون القطط حزنا عليها.
وتعلمت من خالي أن أكون رحيما في البيع، والالتزام بهذه القاعدة التجارية (اكسب قليلا وبع كثيرا، أفضل من أن تكسب كثيرا وتبيع قليلا).
وتعلمت من أمي الإنفاق وإن كان آخر ما معها، فقد رأيت بعيني عجائب لذلك، لا يتسع المقال لذكرها.
ولكن ليس كل ما نتعلمه ممن هو أكبر منا سنا بالشيء الجيد، فلم أنس ما فعله زميلي الأكبر في الكلية بعد أن قمت بإعطائه عشرة جنيهات، قائلا له: احتفظ بها إلى يوم السبت حتى لا أقوم بإنفاقها، ويأتي السبت وأطلبها، فيقول: لقد أنفقتها حتى لا تقوم أنت بإنفاقها.
@salehsheha1