فهد سعدون الخالدي

المبادرات التي توالى الإعلان عنها من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الأسبوع الماضي سواء مبادرة «السعودية الخضراء» أو «الشرق الأوسط الأخضر» والتي تبلغ بها المبادرات التي أطلقها سموه منذ بداية العام حتى الآن إحدى عشرة مبادرة، وعلى أهمية هذه المبادرات للعالم بانعكاساتها البيئية وما توفرانه من زيادة المساحة الخضراء أربعين ضعفًا ودورها في مكافحة العواصف الرملية وصد الرياح والحد من التصحر والاحتباس الحراري والتلوث هذا على الصعيدين الدولي والإقليمي، ومبادرة «صنع في السعودية» التي تهدف لوصول الصناعات إلى ما يناهز مائة وثمانين دولة في العالم، ومبادرة «شريك» على الصعيد المحلي والتي تعتني بتعظيم دور القطاع الخاص في المملكة، وهي مبادرات خلاقة تأتي بعد مبادرات نوعية أخرى هي «مشروع مدينة نيوم» و«ذا لاين» هي بلا شك طلائع ثمار رؤية المملكة 2030 التي أعلن عنها سموه عام 2016م، والمؤمل أن تتبعها مبادرات أخرى على نفس الطريق، وهي جميعًا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة تمضي قدمًا في تحقيق هذه الرؤية وجعلها واقعًا يعيشه الوطن، بل وتنتقل به إلى واقع جديد واعد ظل يتطلع إليه منذ سنوات طوال، وهو طموح محق لهذا الكيان الذي تمتد جذوره في الأرض بما يناهز ثلاثة قرون، وقد آن الأوان له أن ينتقل بعون الله ثم بهمة قيادته وشعبه الطموح ليحتل المكانة التي يستحقها بين الأمم والشعوب لا سيما وأن الله سبحانه وتعالى هيأ لهذه البلاد كل الأسباب التي تجعل ذلك مستطاعًا من مكانة دينية في قلوب ملياري مسلم وأكثر إلى موقع استراتيجي هام بين دول العالم وقاراته الخمس إلى ثروات طبيعية متنوعة في مقدمتها النفط والغاز والمعادن الأخرى وموارد بشرية طموحة من الشباب الذي لديه الحماس للمشاركة في بناء مستقبله، خاصة وأن الدولة -أيدها الله- هيأت لهم كل الأسباب التي تمكنهم من ذلك بدءا من نشر التعليم في طول البلاد وعرضها بجميع مراحله، إضافة إلى برامج الابتعاث الخارجي التي مكنت الشباب من الالتحاق بأشهر الجامعات في العالم شرقًا وغربًا والمنافسة في الحصول على أفضل المراكز والدرجات العلمية والعودة بالشهادات التي تؤهلهم للمساهمة في بناء وطنهم في كافة المجالات، ولم يكن ذلك مقتصرا على الشباب فقط، بل إن الشابات والمرأة السعودية بشكل عام أصبحت تنافس أشقاءها الرجال ليس في الحصول على الشهادات فقط، بل في تولي المسؤولية في كافة القطاعات بكل كفاءة، خاصةً وأن الدولة أفسحت للمرأة كل مجالات العمل بما يصون كرامتها ويحفظها من الامتهان في أي حال من الأحوال. ولأن المقام قد لا يسمح بالحديث عن جميع هذه المبادرات ولأن ما لا يدرك كله لا يترك كله كما يقولون فلعل الحديث عن مبادرة «شريك» يكون أنموذجًا لأهمية هذه المبادرات ونفعها وهي مبادرة ترمي إلى تعظيم دور القطاع الخاص وشركاته في الاقتصاد الوطني والناتج المحلي بحيث تقدم الدولة المزيد من هذا الدعم الذي تقوم به حاليًا من خلال عدد من الجهات والكيانات الاستثمارية المتخصصة وفي مقدمتها صندوق الاستثمار ليصل مجموع ما تقدمه لهذا الغرض مع نهاية عام 2030 إلى ما يقارب ثمانية وعشرين تريليون ريال وهو ما يعادل ثمانية تريليونات دولار بعد أن تم إنفاق حوالي عشرة تريليونات ريال منذ عام 2016 حتى الآن لنفس الغرض، مما يضاعف دور القطاع الخاص في تعزيز الميزان التجاري بين المملكة ودول العالم وتصحيح معدلاته لصالح المملكة وبما يضمن استدامة الموارد المالية للميزانية العامة وتعديد مصادر تمويلها وعدم اقتصارها على مصدر وحيد. كل هذه المبادرات وما يصاحبها من التصميم على تنفيذها وما ينتظر منها هي بالتأكيد خطوات على الطريق الصحيح تقف وراءها قيادة تعرف أهدافها وتمتلك الإرادة والعزم على الوصول إليها، ومما يؤكد ذلك أن الاقتصاد السعودي حقق العام 2020 ورغم ظروف الجائحة نموا تجاوز معدل النمو للعام 2019 الذي سبقه، كما أن عدد المصانع حقق نموا بما يزيد على خمسمائة مصنع حسب ما أعلنته الجهات المتخصصة، وهو توجه يجيء عكس اتجاهات اقتصادات أكثر دول العالم التي تباطأ فيها النمو في هذا العام بسبب ظروف الجائحة.. إن إقبال الشباب السعودي رجالا ونساء على الاستجابة لتحديات تحقيق الرؤية وحماسهم لوطنهم يظل أيضًا من أهم مقومات النجاح، مما يؤكد أهمية الحرص على دورهم في تحقيق الرؤية الطموحة والوصول إلى غاياتها التي لا يحدها حد -بإذن الله-.. موطني.. وارفع الخفاق أخضر يحمل النور المسطر.. يا موطني.

Fahad_otaish@