وليد الأحمد يكتب:

المبالغة في الابتكار والهوس بالجديد فقط لشد انتباه الناس في الأيام العالمية والحملات التسويقية، قد تكون له نتائج عكسية على سمعة المنشأة والمنتج فضلاً عن ثقة المستهلك في جودة الخدمة المقدمة.

في الشهر الماضي وتحديداً في الثامن من مارس، الذي يصادف يوم المرأة العالمي، حاولت شركة الوجبات السريعة «برجر كينج» في المملكة المتحدة أن تستظرف قبل الترويج لبرنامج بعثات لتعليم السيدات فنون الطبخ بعد أن لاحظت أن 80% من الطهاة في فروعها من الرجال. وبدأت حملتها الترويجية بشعار مستفز: «النساء مكانهن المطبخ»! ولأن العبارة استخدمت لغة متحيزة ضد المرأة، لم تفلح محاولة الاستدراك بتغريدة إلحاقية بأن التغريدة تأتي للإعلان عن منحة للسيدات لتعلم الطهي. قضى فريق وسائل التواصل الاجتماعي لعملاق الوجبات السريعة بقية اليوم في إصدار التفسيرات والاعتذارات، لكنه لسوء لم يتجاوز العديد من الجماهير التغريدة الأولى، وقضى فريق الشركة بقية اليوم في إصدار التفسيرات والاعتذارات، وفي نهاية المطاف اضطر لإزالة التغريدة وتقديم الاعتذار. وقالت على حسابها الرسمي «لقد أخطأنا في تغريدتنا الأولى. آسفون. كان هدفنا هو لفت الانتباه إلى حقيقة أن 20 بالمائة فقط من الطهاة المحترفين في مطابخ المملكة المتحدة من النساء وللمساعدة في تغيير ذلك، قدمنا «منحا دراسية للطهي». لكن التفاعل مع التغريدة المستفزة كان أعلى من تغريدة البعثة لتعليم فن الطبخ بنحو 527 في المائة.

في السعودية لم تجد شركة كبرى لبيع السيارات أفضل من الترويج لسيارتها العائلية سوى إعلان مسيء لقيم العائلة يقول «لا يوجد شيء اسمه والد مثالي! مع فيديو لأب منشغل بطفله وواجباته العائلية، لكن سيارتنا تجعل منك الأفضل الأمان في قلوبنا»، وتحت ضغط الانتقادات الكبيرة والغضب على منصة التواصل الاجتماعي اضطرت، الشركة أن تحذف شعار حملتها. لم تعتذر إلا أن سرعة حذفها للتغريدة كان كافيا لتقدير حجم الخطأ، الذي وقعت فيه الشركة تحت ذريعة الرغبة في أن تسرق الأضواء.

حملة تسويقية «تكسر الدنيا» ليس مبرراً كافياً للإساءة إلى المجتمع أو الانتقاص من قيمه، لأن النتيجة السلبية سيكون أثرها مستديما بعكس فرقعة حملة تسويقية «تكسر الدنيا على رأس صاحبها».

woahmed1@