ذكر جار الله الزمخشري في كتابه «ربيع الأبرار ونصوص الأخيار» أن رجلاً سأل الإمام جعفر الصادق: ما الدليل على اللّه؟ ولا تذكر لي العالم والعرض والجوهر، فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: هل عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك أن ثم من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذاك هو اللّه، قال اللّه تعالى «ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ»، «وإِذَا مَسَّكُمُ اَلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأرُونَ».
هذه الإجابة البسيطة والعميقة والمباشرة كما هي إجابات العظماء ذكرتني بأقوام يدعون امتلاك العقلية العلمية التي لا يمتلكها غيرهم، ثم يضيعون أعمارهم ويبعثرون فكرهم في مناقشة قضايا محسومة، مهما صرفوا من الوقت في المناقشة حولها ومحاولة نقضها أو إثباتها فإنهم سيصلون لنفس النتيجة التي وصل لها سابقوهم، ومع ذلك ذهب السابقون وبقي ما كانوا يناطحونه، لم يضروه ولكنهم أوهوا ما يملكونه، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه.
من المشكلات أيضاً التي تذكر بها إجابة الإمام انشغال بعض أبنائنا بمثل هذه الأمور وهم الذين نشأوا في بلد تأسس وأسس أبناءه على العقيدة الصحيحة في المدارس والبيوت والمساجد والمجالس، ومع ذلك تجد المشغول في مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الكلوب هاوس بمناقشة إثبات وجود الله، وليس هناك أصدق تعبيراً عن هذه الفوضى من قول القائل: توضيح الواضحات من المعضلات، وقول المتنبي:
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا احتاجَ النَّهارُ إِلى دَليلِ
المؤلم انشغال الذكي الذي يعوّل عليه الكثير أحياناً بمثل هذه الأمور؟، فتضييع العمر وبعثرة الفكر هو على حساب مشاريع متميزة، كان من الممكن أن تكون نجاحه وبقاء اسمه وارتفاع ذكره.
مما يروى عن الفخر الرازي أنه كان يمشي يوماً وطلبته ملتفون حوله، فتعجبت عجوز وقالت: من هذا؟ فقالوا: هذا فخر الدين الرازي الذي يملك ألف دليل على وجود الله، فضحكت العجوز: لو لم يكن عنده 1000 شك لما كان عنده 1000 دليل، فتعجب الرازي من فطنتها وكان يقول: اللهم إيماناً كإيمان العجوز.
ولا أشك اليوم أن كثيراً من عجائزنا اليوم يتعجبن من كثير مما يطرح من أناس يرون أنهم مفكرون، بينما هن يملكن ما لا يملكون.
shlash2020@
هذه الإجابة البسيطة والعميقة والمباشرة كما هي إجابات العظماء ذكرتني بأقوام يدعون امتلاك العقلية العلمية التي لا يمتلكها غيرهم، ثم يضيعون أعمارهم ويبعثرون فكرهم في مناقشة قضايا محسومة، مهما صرفوا من الوقت في المناقشة حولها ومحاولة نقضها أو إثباتها فإنهم سيصلون لنفس النتيجة التي وصل لها سابقوهم، ومع ذلك ذهب السابقون وبقي ما كانوا يناطحونه، لم يضروه ولكنهم أوهوا ما يملكونه، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه.
من المشكلات أيضاً التي تذكر بها إجابة الإمام انشغال بعض أبنائنا بمثل هذه الأمور وهم الذين نشأوا في بلد تأسس وأسس أبناءه على العقيدة الصحيحة في المدارس والبيوت والمساجد والمجالس، ومع ذلك تجد المشغول في مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الكلوب هاوس بمناقشة إثبات وجود الله، وليس هناك أصدق تعبيراً عن هذه الفوضى من قول القائل: توضيح الواضحات من المعضلات، وقول المتنبي:
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا احتاجَ النَّهارُ إِلى دَليلِ
المؤلم انشغال الذكي الذي يعوّل عليه الكثير أحياناً بمثل هذه الأمور؟، فتضييع العمر وبعثرة الفكر هو على حساب مشاريع متميزة، كان من الممكن أن تكون نجاحه وبقاء اسمه وارتفاع ذكره.
مما يروى عن الفخر الرازي أنه كان يمشي يوماً وطلبته ملتفون حوله، فتعجبت عجوز وقالت: من هذا؟ فقالوا: هذا فخر الدين الرازي الذي يملك ألف دليل على وجود الله، فضحكت العجوز: لو لم يكن عنده 1000 شك لما كان عنده 1000 دليل، فتعجب الرازي من فطنتها وكان يقول: اللهم إيماناً كإيمان العجوز.
ولا أشك اليوم أن كثيراً من عجائزنا اليوم يتعجبن من كثير مما يطرح من أناس يرون أنهم مفكرون، بينما هن يملكن ما لا يملكون.
shlash2020@