حسام أبو العلا - القاهرة

إيطاليا تطالب بمساعدة حكومة الدبيبة للتخلص من الميليشيات

حذر مسؤول إيطالي سابق من خطورة ما وصفه بـ«المخطط التركي الروسي» لتقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على ليبيا، مشددا على أن نجاح هذا المخطط سيمثل ضربة مأساوية لإيطاليا وللاتحاد الأوروبي.

يأتي هذا فيما طالبت روما، الدول الأوروبية بمساعدة الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة للتخلص من الميليشيات والمرتزقة لاستعادة الأمن والاستقرار.

كان وزير الداخلية الإيطالي الأسبق، ماركو مينّيتي قد حذر من أن فشل حكومة عبدالحميد الدبيبة سيقود لـ«تقسيم ليبيا إلى منطقتي نفوذ، واحدة روسية وأخرى تركية»، وأضاف: لا يمكن لأوروبا السماح بذلك، لأنه سيكون بمثابة ضربة مأساوية لإيطاليا وللاتحاد الأوروبي بأسره. وطالب مينّيتي في تصريحات، أمس الجمعة، سلطات بلاده بلعب دور الريادة في ليبيا ووضع حد للانقسامات الواضحة إلى حد ما في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأخيرة حيال الأزمة، مشددا على خطورة التحدي الذي يفرضه الوجود الروسي التركي في ليبيا على أوروبا.

تحرير ليبيا

من جهته، قال وكيل وزارة الشؤون الأوروبية الإيطالي فينتشنزو أميندولا: ينبغي للأوروبيين أولا ضمان تحرير ليبيا من وجود الميليشيات العسكرية الأجنبية.

وأضاف أميندولا في مقابلة مع مجلة «فورميكي» الإيطالية: روما وباريس تجددان إطلاق التعاون في السياسة الخارجية، التي كانت بمثابة بداية لاتفاق إيطالي - فرنسي حول الملف الليبي المثير للانقسام. وحول الوضع في ليبيا، قال أميندولا: هناك سيناريو جديد مع حكومة وحدة ليبية تدعمها أوروبا والأمم المتحدة، فيما يمكن لإيطاليا القيام بدورها انطلاقا من إعادة البناء الاقتصادي لليبيا.

وكان مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية اللواء خالد المحجوب قد صرح بأن «المجتمع الدولي متفق بشكل نهائي على ضرورة تفكيك الميليشيات، وإخراج المرتزقة من بلاده، وأكد أن هذا الدور ستلعبه اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» من خلال تنفيذ بنود اتفاقيتها.

وحذر المحجوب من خطورة بعض الجماعات الإرهابية، التي تتمسك بإيديولوجيات ومعتقدات أصولية ومتطرفة ومعروفة بولائها لدول أخرى، لافتا إلى أن هذه الجماعات تمثل خطرا داهما على أمن واستقرار ليبيا.

عراقيل طرابلس

على صعيد متصل، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب: إن حكومة الدبيبة تواجه عراقيل في العاصمة طرابلس لا تختلف عن التي كانت واجهتها الحكومات السابقة منذ 2011، قائلا: كان من الأفضل أن تمارس الحكومة عملها من مدينة سرت.

وقال امغيب بصفحته الرسمية في «فيسبوك»: تواجه حكومة الوحدة الوطنية مشكلات بسبب انتشار الأسلحة والميليشيات وغياب الردع.

وأضاف امغيب: علينا ألا نفرط في التفاؤل ولا ننتظر الكثير من وزير يعمل في ظل ميليشيات لا قانون يمنعها ولا سلطة تردعها ولا عرف يُلجمها.

من جانب آخر، حذر المتحدث الرسمي باسم حراك من أجل 24 ديسمبر في ليبيا عبدالله الغرياني، ما وصفه بالتلاعب بحق الشعب الليبي في انتخاب مباشر لرئيس يخدمه.

وقال الغرياني: في الوقت الذي ندعم فيه عمل اللجنة القانونية بملتقى الحوار السياسي المنعقدة في تونس، لإنجاز القاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المباشرة، فإننا نحذر من مغبة التلاعب بحق الشعب الأصيل في انتخاب مباشر لرئيس يخدمه وينهي مهزلة تدخل السلطة التشريعية في التنفيذ.

وأكد أن الحراك سيدعو إلى إضراب عام وعصيان مدني حتى يعود حق انتخاب رئيس لليبيين إلى الليبيين أنفسهم، بعيدًا عن الأجندات والصفقات المشبوهة.