دلال عبدالله يوسف تكتب:

في فترة من مراحل حياتي كنت أظن أن الإنسان المهزوم عاطفياً ونفسياً قد يعيش أسيرا لذكرياته المؤلمة طوال عمره، ما كنت أتخيل للحظة بأن الحب الحقيقي يقلب كيان الذاكرة رأسا على عقب، وبعدما تهدأ العاصفة يعود القلب إلى الحياة من جديد وكأن شيئا لم يكن، فترة ما بعد النهوض من الخذلان تغيرت أمور كثيرة أثرت على تضاريس حياتنا ومشاعرنا وملامحنا وحتى طموحاتنا، ما كان يؤلمنا بالأمس صار من الماضي، دروس تعلمنا منها الكثير رفعتنا عن السقوط المتكرر في نفس الأخطاء، الفضل يعود إلى الحب أن تحب ذاتك كما هي في المقام الأول وتحب للآخرين ما تحبه لنفسك وتعاملهم كما تحب أن يعاملوك وتبعد نفسك عن أذيتهم والطعن في أخلاقهم وسيرتهم وتنتهج ثقافة المصالحة الذاتية والتسامح في كل وقت، وتذكّر نفسك بأن طاقة الحب العظيمة لا يُستهان بها، هكذا ستشعر براحة البال التي يفتقد مفاتيحها الكثيرون.

ثق كما تثق بوجود الكارما في حياتك بأن أجمل ما ستقدمه للآخرين هو الذي سيبقيك في ذاكرتهم مدى الحياة بسيرتك العطرة ومواقفك الطيّبة وأن تسعى لتقدم لهم ما يبهجهم بالحب والتقدير والامتنان وما يدور في أجواء العلاقات الإنسانية الراقية تخلق لك بصمة خالدة في ذاكرة قلوبهم دون نسيان ذلك سيغنيك عن إرسال الرسائل السنوية المستهلكة قبل رمضان التي تحولت في الفترة الأخيرة من الجد إلى الهزل لتطلب فيها السماح عما فعلته بهم طوال السنة سواء بتعمد أم عن غير قصد.

البهرجة والموائد المملوءة بالطعام الفائض والرياء الديني أبعدوهم عن طقوسكم الرمضانية وكونوا قريبين من الله مؤدبين معه بأخلاقكم الرفيعة مع خلقه، بالدعاء لمن نحبهم ومن غادرونا سريعاً وتحت الثرى نشتاق إلى ضحكاتهم رحمهم الله. في شهر رمضان كونوا كرماء بما تملكون من حب وإنسانية وتحلوا بصفاء نواياكم وقدموا المعروف والمساعدة والعون للآخرين كما تحتم عليك الظروف، نذكركم بصلة الأرحام التي تبعد غضب الله عنكم وإياكم والعبوس والغضب والنرفزة وتعطيل حوائج الناس بحجة الصيام ففي الابتسامة الصادقة صدقة والكلام الجميل بلسم يغلّف القلوب بعذوبته.

بمناسبة الشهر الفضيل نبارك للجميع بحلول شهر رمضان الكريم إعادة الله علينا وعليكم باليمن والبركات والصحة والعافية بإذن الله.

DalalAlMasha3er@