آمنة عيسى الحربي

تتوالى السنوات وتتغير ملامح السنين والأشخاص، ولا شيء يبقى كما هو إلا أن مشاعر الروحانية والاشتياق لشهر رمضان الكريم هي الثابت في ديدن المسلمين في جميع أنحاء العالم، شهر كريم نترقبه بلهفة، ونننتظره بحب لننفض عن نفوسنا عبء الذنوب، ونجلي عن أرواحنا صدأ القطيعة..

رمضان كما يقال عنه شهر الخير والرحمة والغفران، وعندما يأتي تمتلئ الدنيا بروحانية لا مثيل لها ويقبل الجميع على الطاعة ليصبح كل شيء مختلفا..

ولرمضان حكايات عشناها وذكريات لا تنسى، امتلأت بها شوارعنا وبيوتنا وتكبيرات مساجدنا.

تأسرنا جميع تفاصيله ابتداء من التفافنا حول مائدة الإفطار ونحن ننتظر الأذان، وندعو الله أن يتقبل صيامنا، ومرورا ببهجة الصغار والكبار بصنوف الطعام المتباينة على السفرة، وقناديل رمضان المضيئة.

وبلا شك لا ننسى التنافس على الطاعة، وتجديد التوبة والإقبال على الله وترك الذنوب، والاجتهاد بالعبادات كل بحسب استطاعته وقدرته، لأن هذا الشهر الفضيل فرصة لا تعوض لنيل المغفرة وتكفير السيئات.

ولا بد في هذا الشهر من تجديد التوبة، وتصفية النفوس ورد الحقوق لأصحابها.

تسامحوا واغفروا.. ابدؤوا شهر الصيام بتسامح وتجديد لكل شيء لتسمو بذلك نفوسكم، لأن ثقل الأحقاد والضغائن يرهق كاهل النفوس. وأنصح الجميع في الأسرة الواحدة بأن يتصافوا ويتصارحوا ويتصالحوا، لأن الحياة فانية واللحظات قصيرة، سيرحل الجميع ولن يبقى سوى الذكريات.

ونحن في عالمنا العربي - للأسف - لم نتعود على النقاش والمصارحة! وكل ما نعرفه هو الكبت والضغائن، وتخزين المشاعر السلبية التي تسلبنا كل معاني البهجة والحب!

لذلك ينبغي أن يكون لرمضان وقع مختلف علينا، وأن يكون دافعا للتجديد في كل شيء.. ونعيد ترميم نفوسنا لكي تعود المياه إلى مجاريها في علاقتنا الإنسانية سواء مع الأخوة أو بين الزوجين أو الأصدقاء.

كما أن قراءة الخلافات بعين محبة تساعد كثيرا في استرجاع العلاقات المتوترة وتعيد إليها توازنها.

ولا ننسى أولئك الذين كانوا بيننا ذات يوم ثم رحلوا، يجب أن نتذكرهم بصدقة ودعاء.

وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.