مشعل أبا الودع

يقال إن القرن الماضي شهد نهضة المرأة والقرن الحادي والعشرون سيشهد تأقلم الرجال أو عدمه مع كل المتغيرات التي وقعت. في المقابل النساء الطموحات لا يملكن اليوم سوى خيارين فيما يتعلق بارتباطهن بشريك الحياة، إما أن تحظى المرأة بشريك يشاركها إنجازاتها ويكون داعما لها بقوة أو لا شريك على الإطلاق. وكل ما يأتي بين هذين الخيارين سيكون مأزقا حقيقيا أمام الضغوطات التي يفرضها المجتمع...

في الـ 8 من مارس لكل سنة، تحل الفرصة علينا لكي نعيد التفكر في هذه العلاقة المعقدة والغامضة التي تجمع المرأة والرجل اليوم، ولتراكم الأحداث والخلافات وتزايد الحركات النسوية وما تخلقه أغلبها من شوائب، أصبح من الصعب الرجوع إلى الوراء وتفكيك العوامل المباشرة التي جعلت الأمور تؤول لما هي عليه...

لكن إذا توقفنا للحظة وحاولنا الإجابة عن كل الأسئلة الرئيسية التي تطرحها إشكالية المساواة والتساوي مع الرجل، سنخلص إلى وجود بعض الشعارات الوهمية والعبارات الرنانة التي ترفعها أغلب الجهات التي تزعم بأنها وجدت لتدافع عن المرأة وعن حقوقها المسلوبة من طرف هذا الرجل...

ومؤكد أنني هنا لا أنكر وجود هذه الفئة من الرجال المتطفلة على هذا النسب والتي تتبنى أفكارا رجعية وأخرى تراجعية تعود بالمجتمعات إلى الوراء، لكنني أريد أن أشير إلى أنه للمرأة دخل في كل ما يحدث، لأنه لا وجود لإنسان يغتصب حق الآخر دون أن يسمح له هذا الأخير بذلك...

وبهذا فالمرأة التي اختارت أن تدخل دوامة المساواة هو أمر مجحف في حق كيانها الرقيق، والصواب هو أن تقدم على تجاوز هذه العتبة ببحثها الدائم عن تحقيق ذاتها والسعي بخطى ثابتة نحو رفع المشعل على القمة... لأن البحث عن هذه المساواة هو إقرار ضمني بضعف هذه المرأة وعدم تقديرها لقيمتها العظمى، وهي الواحدة كالمائة والمائة كالقبيلة...

وفي الواقع إن كانت هذه الفوارق موجودة فهي بعيدة عن صفوف الرجال الرجال والنساء النساء، لأن كل طرف من هؤلاء مدرك بما له وما عليه متيقن باستحالة تواجد الواحد دون الآخر. كما يسعى كل واحد إلى خلق علاقات مشتركة يتخللها الدعم والاحترام والتقدير...

وفي غياب هذه الشراكة أظن أن المرأة الأصيلة تظل قوية من أجلها وتحقق أحلامها من أجلها مدركة أن من دونها تختل عجلة الحياة، أما من تشن حربا شنعاء على الرجل فما هذا سوى ادعاء يخفي حقيقة أنها عدوة نفسها بالدرجة الأولى...

alharby0111@