رمضان قد أقبل علينا للمرة الثانية في زمن جائحة كورونا المستجد. وهو يعيش معنا بشكل مختلف هذه السنة؛ لأن الجائحة كانت وللأسف سببا رئيسيا لحظر التجول في السنة الماضية مما أدى إلى عدم تمكننا من أداء الصلوات ولا التراويح في المساجد.
ولكن بفضل الله عدنا هذه السنة بفرحتين، قدوم شهر رمضان، وعودة المساجد مفتوحة، وعامرة بالمصلين، وهذا يضع على عاتقنا مهمة أصعب، وهي المحافظة على الإجراءات والإرشادات الاحترازية، التي نصت وشددت عليها وزارة الصحة والقطاعات العامة المسؤولة من أجل المحافظة على صحة وسلامة المجتمع من هذه الجائحة، وحتى لا نعود للمربع الأول من المنع والحظر للتجول أو إجراءات أخرى مشددة لا سمح الله، وذلك أمر لا يتمناه أحد منا. وقد أبلى المجتمع بلاءً حسنا ولله الحمد في المجمل بالتقيد بالاحترازات والإجراءات حتى الآن، وكم نتمنى أن نواصل الصمود أمام الموجة الثانية من هذه الجائحة.
وقد أبلت أيضا وزارة الصحة والقطاعات العامة الأخرى بلاءً مذهلا في السيطرة والحد من تفشي ذلك الفيروس بين أفراد المجتمع. وقد شهد القاصي والداني بالمجهودات الكبيرة والجبارة، التي بذلتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشاره، وكانت وما زالت أنموذجا يحتذى ويفتخر به. ونسأل الله أن يتم علينا نعمته بأن نخرج من هذه الأزمة بأقل الأضرار البشرية والمادية.
وكلنا يتذكر حين غاب عنا مشهد المصلين والتراويح في السنة الماضية كان له وقع الحزن والأسى في نفوسنا، حيث افتقدنا تلك اللمسات الروحانية، والنسمات العبقة لأصوات قراءة القرآن في المساجد. صحيح أنه تحولت بعض البيوت إلى مصليات صغيرة تجمع الأسرة في صلاة معا كرابط أسري جديد، ولكن تظل نسمات التراويح في المساجد ودوي أصوات قراءة القرآن له نكهة وروحانية خاصة. وقد اعتدنا عليها (وما أجملها من عادة حسنة) كجزء من صور رمضان، التي ارتبطت في أذهاننا أبدا.
ورمضان يطل هذه السنة كعادته البهية والمشرقة ليرتفع لدينا إنزيم الروحانيات، وحب الطاعات بأنماطها المتنوعة. ومن الطبيعي جدا، بل من أفضل القربات قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل. فهما معا لهما مذاق خاص وميزة فريدة. ويكفي فذلك قول ربنا سبحانه وتعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ». والقرآن العظيم له تأثيره ولذته سواء في القراءة، أو في الاستماع والإنصات، أو في الحفظ والمراجعة. وهو بركة في كل شيء، في الأبدان والأعمار والأرزاق. وقد قال سبحانه وتعالى: «وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ».
ومن عاداته، أنه يحل ضيفا حبيبا على النفوس، ولكنه يمر سريعا وحثيثا، فأيامه كأنها ساعات، وكذلك هو الحال حين الجلوس مع الأحبة. وهو موسم لاغتنام الفرص، والفطن مَنْ حرص على وقته والاستفادة منه أكثر من حرصه على بطنه ونهمه! فالأكل والشرب موجودان اليوم وغدا (بفضل الله) ولكن الوقت (رمضان) قد لا يعود مرة أخرى ونحن أحياء لاستقباله! والعاقل مَنْ اتعظ بغيره، والعمر كله لحظات وساعات تنقص يوما بعد يوم.
وفي كل مرة يمر علينا رمضان لا بد أن نعي أن من المقاصد الرئيسية لهذا الشهر الكريم بعد طاعة الله هو تعلم وتدريب الإرادة. الإرادة ليس فقط في الامتناع عن الطعام والشراب وشهوة الجسد، بل أيضا حفظ البدن واللسان عن إيذاء الآخرين قولا وفعلا. هي الإرادة لتدريب النفوس والأرواح، والحياة كلها إرادة.
من المؤكد أنه خلال رمضان وبعد رمضان لا يزال أمامنا شوط إضافي حتى نعبر إلى بر الأمان وتعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا، وذلك يكون بالانضباط للتعليمات والاحترازات، التي تؤكدها وزارة الصحة والقطاعات المسؤولة الأخرى.
وكل رمضان وأنتم وبلادنا بألف خير وعافية.
توتيرabdullaghannam@
ولكن بفضل الله عدنا هذه السنة بفرحتين، قدوم شهر رمضان، وعودة المساجد مفتوحة، وعامرة بالمصلين، وهذا يضع على عاتقنا مهمة أصعب، وهي المحافظة على الإجراءات والإرشادات الاحترازية، التي نصت وشددت عليها وزارة الصحة والقطاعات العامة المسؤولة من أجل المحافظة على صحة وسلامة المجتمع من هذه الجائحة، وحتى لا نعود للمربع الأول من المنع والحظر للتجول أو إجراءات أخرى مشددة لا سمح الله، وذلك أمر لا يتمناه أحد منا. وقد أبلى المجتمع بلاءً حسنا ولله الحمد في المجمل بالتقيد بالاحترازات والإجراءات حتى الآن، وكم نتمنى أن نواصل الصمود أمام الموجة الثانية من هذه الجائحة.
وقد أبلت أيضا وزارة الصحة والقطاعات العامة الأخرى بلاءً مذهلا في السيطرة والحد من تفشي ذلك الفيروس بين أفراد المجتمع. وقد شهد القاصي والداني بالمجهودات الكبيرة والجبارة، التي بذلتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشاره، وكانت وما زالت أنموذجا يحتذى ويفتخر به. ونسأل الله أن يتم علينا نعمته بأن نخرج من هذه الأزمة بأقل الأضرار البشرية والمادية.
وكلنا يتذكر حين غاب عنا مشهد المصلين والتراويح في السنة الماضية كان له وقع الحزن والأسى في نفوسنا، حيث افتقدنا تلك اللمسات الروحانية، والنسمات العبقة لأصوات قراءة القرآن في المساجد. صحيح أنه تحولت بعض البيوت إلى مصليات صغيرة تجمع الأسرة في صلاة معا كرابط أسري جديد، ولكن تظل نسمات التراويح في المساجد ودوي أصوات قراءة القرآن له نكهة وروحانية خاصة. وقد اعتدنا عليها (وما أجملها من عادة حسنة) كجزء من صور رمضان، التي ارتبطت في أذهاننا أبدا.
ورمضان يطل هذه السنة كعادته البهية والمشرقة ليرتفع لدينا إنزيم الروحانيات، وحب الطاعات بأنماطها المتنوعة. ومن الطبيعي جدا، بل من أفضل القربات قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل. فهما معا لهما مذاق خاص وميزة فريدة. ويكفي فذلك قول ربنا سبحانه وتعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ». والقرآن العظيم له تأثيره ولذته سواء في القراءة، أو في الاستماع والإنصات، أو في الحفظ والمراجعة. وهو بركة في كل شيء، في الأبدان والأعمار والأرزاق. وقد قال سبحانه وتعالى: «وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ».
ومن عاداته، أنه يحل ضيفا حبيبا على النفوس، ولكنه يمر سريعا وحثيثا، فأيامه كأنها ساعات، وكذلك هو الحال حين الجلوس مع الأحبة. وهو موسم لاغتنام الفرص، والفطن مَنْ حرص على وقته والاستفادة منه أكثر من حرصه على بطنه ونهمه! فالأكل والشرب موجودان اليوم وغدا (بفضل الله) ولكن الوقت (رمضان) قد لا يعود مرة أخرى ونحن أحياء لاستقباله! والعاقل مَنْ اتعظ بغيره، والعمر كله لحظات وساعات تنقص يوما بعد يوم.
وفي كل مرة يمر علينا رمضان لا بد أن نعي أن من المقاصد الرئيسية لهذا الشهر الكريم بعد طاعة الله هو تعلم وتدريب الإرادة. الإرادة ليس فقط في الامتناع عن الطعام والشراب وشهوة الجسد، بل أيضا حفظ البدن واللسان عن إيذاء الآخرين قولا وفعلا. هي الإرادة لتدريب النفوس والأرواح، والحياة كلها إرادة.
من المؤكد أنه خلال رمضان وبعد رمضان لا يزال أمامنا شوط إضافي حتى نعبر إلى بر الأمان وتعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا، وذلك يكون بالانضباط للتعليمات والاحترازات، التي تؤكدها وزارة الصحة والقطاعات المسؤولة الأخرى.
وكل رمضان وأنتم وبلادنا بألف خير وعافية.
توتيرabdullaghannam@