د ب أ - واشنطن

النظام الإيراني استشعر نقطة ضعف واشنطن ورفع سقف مطالبه

قال الملالي: إن المحادثات الجارية في فيينا مع القوى العالمية سيتم تمديدها استنادا إلى التقدم المحرز، مستمرين في ابتزاز القوى الكبرى بإعلانهم بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في محطة «نطنز» النووية، فيما أبدى عالم سياسي أمريكي دهشته من سوء سياسة البيت الأبيض، قائلا: «إن قاعدة أساسية في المفاوضات تتمثل في الحفاظ على نفوذ ضد الطرف الآخر أو كسبه، ولكن إدارة جو بايدن تفعل على نحو يثير الحيرة عكس تلك القاعدة تماما في نهجها التفاوضي مع النظام الإيراني».

ويقول مجيد رفيع زادة، الذي يشغل رئيس المجلس الأمريكي الدولي الخاص بالشرق الأوسط في تقرير نشره معهد «جيتستون»: إنه قبل وقت قصير على توجه وفد أمريكي إلى فيينا للتفاوض من جديد على الانضمام مرة أخرى إلى الاتفاق النووي الكارثي المبرم عام 2015، والذي بالمناسبة لم توقعه إيران أبدا، فجر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قنبلة عندما صرح للصحفيين بأن «بلاده على استعداد لرفع العقوبات المفروضة على إيران».

«ضعف» واشنطن

وتساءل زادة مندهشا: «لماذا تقول الإدارة للزعماء الإيرانيين قبل المفاوضات إنها على استعداد لرفع العقوبات بينما لم تحصل بعد على أي شيء في المقابل من الملالي؟»، وبالطبع استشعر النظام الإيراني على الفور نقطة الضعف والشعور باليأس وبدأ في رفع سقف مطالبه.

ثم عرض بايدن تقديم مليار دولار للملالي نظير تجميد إنتاج اليورانيوم الذي يتم تخصيبه بنسبة 20%، وقوبل ذلك بالرفض من جانب إيران، التي طلب قادتها 30 مليار دولار نظير التجميد لمدة شهر واحد.

وفيما يفترض أنه مسعى للحصول على مزيد من النفوذ والتنازلات، أعلنت إيران خلال تلك المفاوضات أنها بدأت اختبار أجهزة الطرد المركزي النووية الأكثر تقدما لديها.

وبعد أن بدأت الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب، في ممارسة الضغط على النظام خلال السنوات القليلة الماضية، شهد «الملالي» انتفاضتين كبيرتين، وإيران في حالة إفلاس الآن على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

ضغط اقتصادي

وفقدت العملة الإيرانية، أكثر من نصف قيمتها في 2020، وتم تداول الريال في الأسواق غير الرسمية عند 25500 مقابل الدولار الأمريكي، كما يواجه الملالي حاليا عجزا في الميزانية يبلغ 200 مليون دولار في الأسبوع.

ووقع النظام أيضا اتفاقا سريا لمدة 25 عاما مع الصين يمنح الأخيرة حقوقا ضخمة بشأن موارد إيران.

وذكر رفيع زادة أن «الاتفاق، الذي يبدو أنه يهدف أيضا إلى تقويض وضع الولايات المتحدة في المنطقة، قوبل باحتجاجات شديدة من جانب الشعب الإيراني».

وعلى المستوى الإقليمي، يواجه النظام أيضًا «عزلة شديدة»، فيما يشن قادة إيران، الذين يشعرون باليأس، هجمات على القواعد الأمريكية في العراق وأفغانستان في محاولة واضحة لإرغام الولايات المتحدة على التفاوض وفق شروطهم.

ومع ذلك، تواصل إدارة بايدن المضي قدما في «الاتفاق النووي» الفاشل، الذي يسمح بان تصبح إيران قوة نووية كاملة وشرعية في غضون سنوات قليلة فقط، رغم معارضة شديدة من جانب الكونغرس الأمريكي.

الخطط الثمانيةوعرض بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس ثماني خطط للحيلولة دون عودة الحكومة الأمريكية إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وتضمنت «تشديد العقوبات، وإعلان عدم دعم الاتفاق النووي، ومعارضة تخفيف العقوبات»، وكل هذه الخطط جزء من محاولة لمنع الولايات المتحدة من العودة إلى اتفاق يُفترض أنه خطير، ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط وأوروبا، ولكن أيضا لأمريكا الجنوبية، حيث يدبر «حزب الله»، كما في فنزويلا، «أعمالا شريرة» على الجبهة الجنوبية لأمريكا.

وقيام إيران بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى، وهي خطوة صغيرة للغاية لا يتم الاهتمام بها لتخصيب اليورانيوم من مستويات «مقبولة» إلى مستويات «نووية»، يعرض العالم للخطر، خاصة في الوقت الذي قد تشعر فيه دول أخرى في المنطقة بأنها مضطرة على نحو يمكن تفهمه لبدء برامجها النووية لتكون بمثابة عامل ردع.

واختتم رفيع زادة تقريره بقوله: إنه سيكون أمرا جيدا أن تقوم الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على طهران لخرقها القرار 2231، الذي «يدعو إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بصواريخ باليستية يتم تصميمها لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق باستخدام مثل هذه التكنولوجيا الخاصة بتصنيع صواريخ باليستية».