عبدالرحمن المرشد

دعونا نتكلم بصراحة أن الاختبارات عن بعد لا تعطي المستوى الحقيقي للطلاب والطالبات نظير عدة عوامل منها عدم إمكانية الرقابة التامة على الدارسين وما يحدث داخل المنازل من مساعدات مباشرة وغير مباشرة خلال الامتحان، أيضا انقطاع النت بالتأكيد سيؤثر على الطلبة خلال تأدية الاختبارات، وهذا أمر وارد عندما يجتمع أكثر من ستة ملايين طالب في وقت واحد مما يشكل ضغطا كبيرا على التقنية خلاف أن التعليم عن بعد لا يعطي المدرس القدرة على إيصال المعلومة بشكل واضح كما في التعليم الحضوري.

وزارة التعليم لم تقصر مطلقا في هذا الموضوع، واللجوء لهذا النوع من التعليم بالتأكيد أمر خارج عن سيطرتها بسبب هذه الجائحة وقانا الله وإياكم منها ولكن ما باليد حيلة وبرغم ذلك أعتقد أن الوزارة نجحت بشكل كبير في إدارة هذا الملف ورأينا تفاعلا واستجابة سريعة من أولياء الأمور ساهمت في تأقلم الطلبة والطالبات على هذا النوع من التعليم الذي يعتبر جديدا بل لم نكن ننظر إليه في السابق أنه تعليم حقيقي.

خريجو الثانوية لهذا العام كيف سيتم تقييمهم خاصة وهم على أبواب الجامعة وتشكل النسب علامة فارقة في دخولهم الجامعة من عدمه، ربما يحصل البعض على نسبة متدنية بسبب ضعف في النت أو عدم فهم للمعلومة بحكم أن الشرح عن بعد مما يعتبر إجحافا بحق ذلك الطالب أو الطالبة وليس ضعفا في مستواه الحقيقي، أيضا في المقابل ربما يحقق أحد الطلبة علامة مرتفعة بسبب تدخلات خارجية وليس انعكاسا لمستواه الفعلي، ولذلك أقترح على الوزارة ألا تعتمد بشكل كبير على نسبة الثانوية العامة كمعيار مهم لدخول الجامعة وإن كنت أتمنى أن تلغي نسبة الثانوية العامة لهذا العام ويتم عمل اختبار منفصل لكل جامعة يحدد مدى استحقاق الطالب أو الطالبة لمقعدها الجامعي حتى تكون الفرص متساوية بين كافة أبنائنا وبناتنا.

لا أطالب بهذا الوضع بشكل دائم ولكن في ظل هذه الظروف التي حتمت علينا أن نتعلم عن بعد راجيا لأبنائنا وبناتنا التوفيق والنجاح وتحقيق أعلى الدرجات العلمية ليكونوا منارات علم وإشعاع ويساهموا في بناء بلدهم وتطويره.

almarshad_1@