محمد حمد الصويغ يكتب:

أفكار وخواطر

لا أكاد أجد تفسيرًا مقنعًا لما تقدمه مئات القنوات الفضائية من مسلسلات وأفلام وحلقات، في شهر رمضان الكريم تحديدًا مليئة بمستوياتٍ فنيةٍ يمكن وصفها بأنها هابطة، وتخدش حياء الصائمين، لاسيما أن العلاقة بينها وبين المعاني السامية لهذا الشهر العظيم مفصومة تمامًا، ولا أجد تفسيرًا مقنعًا من جانب آخر لهذا الحشد الهائل من البرامج، الذي لا يظهرعادة إلا في رمضان من كل عام، في وقت كان بالإمكان توزيع أعدادها على شهور السنة، ولا أجد تفسيرًا مقنعًا من جانب ثالث لعرض المسابقات والفوازير في هذا الشهر الكريم الذي يتعيَّن قضاء لياليه في التعبّد وقراءة القرآن، والتقرب إلى المولى القدير بصالح الأعمال، وللأسف الشديد أن معظمها لا يخلو من الردح والتلاعب بالغرائز، والعبث بذائقة البشر.

وأظن أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف مسؤول وجاد من قِبَل وزراء الإعلام والثقافة في الدول العربية والإسلامية لوقف هذه المهازل المتكررة في كل عام، وأصحابها يدَّعون أنهم يحتفون بها بشهر رمضان العظيم، وهو ادّعاء باطل، لا أساس له من الصحة والصواب، فالاحتفاء لا يكون بهذه الطرائق الضالة والمضللة في شهرٍ لابد معه من احترام مشاعر المسلمين، وعدم التلاعب بها أو التهاون بمسلّماتها التي تقضي صرف توجّهات المواد الإعلامية المرئية، على وجه التحديد في هذا الشهر؛ لما يخدم مصالح المسلمين، ويحثهم على التمسك بالنواجذ بتعليمات وتشريعات ومبادئ عقيدتهم الإسلامية السمحة، فهي مواد يجب أن تسخّر محتوياتها لتبيان ما في هذا الشهر المبارك من معانٍ إسلامية، لابد من الاستفادة من معطياتها ومردوداتها الإيجابية لمصلحة الإسلام والمسلمين.

mhsuwaigh98@hotmail.com