السياسة العربية المعاصرة وخلال العقود القليلة الماضية وبعد أن تحررت معظم الدول العربية من أشكال الاستعمار، والسيطرة الأجنبية، اصطبغت بعدة مظاهر عامة ميزت بعض المراحل، بحيث كان لكل مرحلة لون خاص، هيمن فيه شكل من التعاطي السياسي، والإعلامي.
ويذهب أغلب أهل التحليل السياسي في المنطقة العربية إلى أن هناك سمة، أو صفة غالبة وسمت معظم المراحل، أو جميعها على وجه التقريب. هذه الصفة هي حالة الاختلاف في وجهات النظر حول أدوار الآخرين، وكيفية الاقرارات بها، أو تقييمها.
والغريب أن هذه الحالة الخلافية في تثمين، وتقييم أدوار الآخرين، ارتبطت بقضية رئيسية هي القضية الفلسطينية تلك القضية العادلة والتي لا يختلف عاقلان على عدالتها، وأن الشعب الفلسطيني اغتصبت أرضه، وسلبت حقوقه، وهذه منطلقات عربية، وإسلامية، وإنسانية يكاد يجمع الكل عليها.
ولكن الخلاف غالبا كان يأتي كما أسلفنا من تثمين حقيقي لأدوار الآخرين، دول، ومجتمعات، وأنظمة سياسية في دعم القضية وأهلها، في مواجهة العدوان. ولعل من المؤسف أن كثيرا من الخلافات العربية البينية نشأت بين بعض الأنظمة السياسية والقيادات في غير قُطر عربي من موقف ذلك البلد من القضية، ومن محاولة غمط الدور الذي قدمه هذا المجتمع العربي، أو ذاك.
الغريب حقاً استمرار هذه التيمة الخلافية السياسية العربية رغم كثير من التطورات الدولية والإقليمية التي مرت بالمنطقة العربية، والتي أثرت على موقف القضية، وعلى موقف الشعب الفلسطيني ذاته الذي أصبح عرضة للانقسام السياسي الداخلي، والتنازع أو الاستقطاب الخارجي. وساهم في كل هذه التأثيرات السلبية على القضية الفلسطينية تغيرات جذرية في الإقليم لعل من أبرزها العوامل التالية: أولاً: بروز ما يمكن أن نسميه بالخمينية السياسية في شكل مفهوم ولاية الفقيه التي حاولت شيطنة الدول والمجتمعات العربية والتأثير على أدوارها التاريخية فيما يخص القضية الفلسطينية، وسحب البساط بالتالي عن كل مناصري القضية الفلسطينية وتجيير كل ذلك الزخم والتاريخ والتضحيات واختزاله في مفاهيم إعلامية تضليلية كاذبة كالمقاومة، والممانعة، وإنشاء كيانات ميليشياوية في البلاد العربية تُرسخ، وتكرس، وتؤكد تلك المفاهيم.
ثانياً: تعاظم الأخطار الإقليمية في قيادة المنطقة ولعب أدوار مؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي العربي، وذلك من خلال بروز ما يمكن أن نسميه بالعثمانية الجديدة، وتحالفها مع بعض التيارات السياسية في المنطقة، مثل جماعة الإخوان المسلمين التي وجدت زخما من بعض القوى الدولية ومشاريعها التجريبية والتخريبية في المنطقة على غرار مفاهيم الفوضى الخلاقة، والدعوة زوراً ما يوصف بتمكين القوى الإسلامية من إدارة الدول والمجتمعات الإسلامية.
ثالثاً: تعاظم الانقسامات العربية الداخلية، وتبني بعض الدول العربية ذات التأثير المحدود تاريخياً، وتقليدياً في مسيرة العمل السياسي العربي العام، وكذا الأقل تأثيراً في دعم القضية الفلسطينية وأبنائها، ومحاولة شيطنة الدول القائدة والرائدة في العمل السياسي العربي، وذات التأثير الملموس في القضية الفلسطينية وتطوراتها. خاصة المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية. هذه الخاصية الأخيرة كانت محل استهجان كبير حيث خلقت هذه الظاهرة اختلالا ملموسا في موازين العمل السياسي العربي، يصعب تجاوزها، أو القفز عليها.
هذه المسارات الرئيسية الممكن تلمسها في مسيرة عقود من العمل السياسي العربي، ومع تزايد دور وسائل الاعلام، وبروز دور الإعلام الجديد، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية الحديثة، والمنافسة بقيت حالة الخلاف العربي على حالها ومن يقترب منها للتأثير فيها، أو للتخفيف من حدتها محكوم عليه ببذل الجهد دون أدني فائدة. العرب مازال لديهم بعد هذا التاريخ، وبعد هذه التضحيات، وبعد كل هذه المواقف الداعمة، والمساندة مساحة من الوقت للجلوس وتناول أطراف الحديث لا ليتفقوا على كلمة سواء تنصف القضية، وأهلها، ومن ناصرها، بل للتخوين والاتهام بالعمالة، والتطبيع، والله المستعان.
@salemalyami
ويذهب أغلب أهل التحليل السياسي في المنطقة العربية إلى أن هناك سمة، أو صفة غالبة وسمت معظم المراحل، أو جميعها على وجه التقريب. هذه الصفة هي حالة الاختلاف في وجهات النظر حول أدوار الآخرين، وكيفية الاقرارات بها، أو تقييمها.
والغريب أن هذه الحالة الخلافية في تثمين، وتقييم أدوار الآخرين، ارتبطت بقضية رئيسية هي القضية الفلسطينية تلك القضية العادلة والتي لا يختلف عاقلان على عدالتها، وأن الشعب الفلسطيني اغتصبت أرضه، وسلبت حقوقه، وهذه منطلقات عربية، وإسلامية، وإنسانية يكاد يجمع الكل عليها.
ولكن الخلاف غالبا كان يأتي كما أسلفنا من تثمين حقيقي لأدوار الآخرين، دول، ومجتمعات، وأنظمة سياسية في دعم القضية وأهلها، في مواجهة العدوان. ولعل من المؤسف أن كثيرا من الخلافات العربية البينية نشأت بين بعض الأنظمة السياسية والقيادات في غير قُطر عربي من موقف ذلك البلد من القضية، ومن محاولة غمط الدور الذي قدمه هذا المجتمع العربي، أو ذاك.
الغريب حقاً استمرار هذه التيمة الخلافية السياسية العربية رغم كثير من التطورات الدولية والإقليمية التي مرت بالمنطقة العربية، والتي أثرت على موقف القضية، وعلى موقف الشعب الفلسطيني ذاته الذي أصبح عرضة للانقسام السياسي الداخلي، والتنازع أو الاستقطاب الخارجي. وساهم في كل هذه التأثيرات السلبية على القضية الفلسطينية تغيرات جذرية في الإقليم لعل من أبرزها العوامل التالية: أولاً: بروز ما يمكن أن نسميه بالخمينية السياسية في شكل مفهوم ولاية الفقيه التي حاولت شيطنة الدول والمجتمعات العربية والتأثير على أدوارها التاريخية فيما يخص القضية الفلسطينية، وسحب البساط بالتالي عن كل مناصري القضية الفلسطينية وتجيير كل ذلك الزخم والتاريخ والتضحيات واختزاله في مفاهيم إعلامية تضليلية كاذبة كالمقاومة، والممانعة، وإنشاء كيانات ميليشياوية في البلاد العربية تُرسخ، وتكرس، وتؤكد تلك المفاهيم.
ثانياً: تعاظم الأخطار الإقليمية في قيادة المنطقة ولعب أدوار مؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي العربي، وذلك من خلال بروز ما يمكن أن نسميه بالعثمانية الجديدة، وتحالفها مع بعض التيارات السياسية في المنطقة، مثل جماعة الإخوان المسلمين التي وجدت زخما من بعض القوى الدولية ومشاريعها التجريبية والتخريبية في المنطقة على غرار مفاهيم الفوضى الخلاقة، والدعوة زوراً ما يوصف بتمكين القوى الإسلامية من إدارة الدول والمجتمعات الإسلامية.
ثالثاً: تعاظم الانقسامات العربية الداخلية، وتبني بعض الدول العربية ذات التأثير المحدود تاريخياً، وتقليدياً في مسيرة العمل السياسي العربي العام، وكذا الأقل تأثيراً في دعم القضية الفلسطينية وأبنائها، ومحاولة شيطنة الدول القائدة والرائدة في العمل السياسي العربي، وذات التأثير الملموس في القضية الفلسطينية وتطوراتها. خاصة المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية. هذه الخاصية الأخيرة كانت محل استهجان كبير حيث خلقت هذه الظاهرة اختلالا ملموسا في موازين العمل السياسي العربي، يصعب تجاوزها، أو القفز عليها.
هذه المسارات الرئيسية الممكن تلمسها في مسيرة عقود من العمل السياسي العربي، ومع تزايد دور وسائل الاعلام، وبروز دور الإعلام الجديد، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية الحديثة، والمنافسة بقيت حالة الخلاف العربي على حالها ومن يقترب منها للتأثير فيها، أو للتخفيف من حدتها محكوم عليه ببذل الجهد دون أدني فائدة. العرب مازال لديهم بعد هذا التاريخ، وبعد هذه التضحيات، وبعد كل هذه المواقف الداعمة، والمساندة مساحة من الوقت للجلوس وتناول أطراف الحديث لا ليتفقوا على كلمة سواء تنصف القضية، وأهلها، ومن ناصرها، بل للتخوين والاتهام بالعمالة، والتطبيع، والله المستعان.
@salemalyami