عندما كنا صغارا، كان البعض منا يتساءل عن الحكمة من فرض الله تعالى الصيام علينا في الشهر الكريم. وما زال بعض من أطفالنا-اليوم- يطرح نفس التساؤلات التي تدور حول اجتهادهم في البحث عن الحكمة من وجوب الصيام في حال الاستطاعة. وللأسف لم تكن بعض الإجابات كافية للوصول إلى المعرفة التي تنير عقل السائل أو الباحث عنها. على سبيل المثال، كانت إحدى الإجابات التي تكررت على مسامعنا الصغيرة في الماضي، هي كالتالي: شعور الصائم بالجوع والعطش يذكره بحال الفقير وبألم شعور حاجة جسده للطعام والشراب، ليبادر الصائم بدوره في تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين.
هذا النوع من الأجوبة يدخل الباحث عنها في دوامة تضعف الترابط بين العقل (المنطق) والقلب (العاطفة). ليتساءل الطفل، إذا ما الحكمة من فرض الله تعالى الصيام على الفقير؟ وإذا كان الصيام يذكرنا بالفقراء، من سيتذكر الفقراء أثناء صومهم؟. وللإجابة عن هذه التساؤلات، علينا أن نأخذ أطفالنا في رحلة إلى أعماق النفس البشرية للتعرف على هويتها ودوافع حاجاتها ومستوى رغباتها.
بالحوار مع الطفل وتفعيل النقد الفكري للذات سيتمكن الطفل في هذه الحالة من معرفة الحكمة من فرض الصيام بشكل يتناسب مع مستوى تفكيره ونشأته في المحيط الذي يعيش فيه. أولا، عن طريق طرح التساؤلات، سيتعرف الطفل على احتياجاته الجسدية والنفسية وغيرها. وبمحاولة تحديد المستوى الطبيعي لهذه الاحتياجات سوف يستوعب الطفل المفاهيم والفروقات بين الحاجة والرغبة والاهتمام والمستويات المتفاوتة بينها. ثانيا، من خلال معرفة الفروق والمستويات بين المفاهيم المذكورة أعلاه سيكون الطفل قادرا نوعا ما على التمييز وترتيب الأولويات التي يحتاجها من الباطن أولا (الذات) ليعبر عنها بسلوك معين في الظاهر.
ثالثا، بعد أن تتضح الأولويات الذاتية بالنسبة للطفل سوف يستطيع أن ينظم سلوكه في كيفية سد أو إشباع الاحتياجات بشكل سليم، ومن خلال ذلك سوف يتعرف أكثر على ذاته ويستكشفها بطرق مختلفة. رابعا، تنظيم كيفية إشباع الاحتياجات الذاتية يؤدي إلى معرفة كيفية التحكم بها وضبط النفس من خلال مقاومة رغباتها المختلفة أثناء الصيام.
كل ما ذكر أعلاه وغيرها من الأمور التي لا يسعني ذكرها في هذا المقال، تندرج تحت مسمى (جهاد رغبات النفس وكيفية التغلب عليها) والذي بدوره يؤدي إلى التهذيب الذاتي للنفس. فالصيام يهذب النفس وذلك بكبح جماح رغباتها ومعرفة مقدار احتياجاتها، للوصول إلى السلوك المتزن. ويهذب العقل بالتفكر والعبادات التأملية في الذات أولا ومحيطها ثانيا. وأخيرا، فإن الصيام يهذب القلب بازدياد العمق الإيماني من خلال التقرب إلى الله -تعالى- بالذكر والدعاء الصادق وحبه ومخافته تعالى.
FofKEDL @
هذا النوع من الأجوبة يدخل الباحث عنها في دوامة تضعف الترابط بين العقل (المنطق) والقلب (العاطفة). ليتساءل الطفل، إذا ما الحكمة من فرض الله تعالى الصيام على الفقير؟ وإذا كان الصيام يذكرنا بالفقراء، من سيتذكر الفقراء أثناء صومهم؟. وللإجابة عن هذه التساؤلات، علينا أن نأخذ أطفالنا في رحلة إلى أعماق النفس البشرية للتعرف على هويتها ودوافع حاجاتها ومستوى رغباتها.
بالحوار مع الطفل وتفعيل النقد الفكري للذات سيتمكن الطفل في هذه الحالة من معرفة الحكمة من فرض الصيام بشكل يتناسب مع مستوى تفكيره ونشأته في المحيط الذي يعيش فيه. أولا، عن طريق طرح التساؤلات، سيتعرف الطفل على احتياجاته الجسدية والنفسية وغيرها. وبمحاولة تحديد المستوى الطبيعي لهذه الاحتياجات سوف يستوعب الطفل المفاهيم والفروقات بين الحاجة والرغبة والاهتمام والمستويات المتفاوتة بينها. ثانيا، من خلال معرفة الفروق والمستويات بين المفاهيم المذكورة أعلاه سيكون الطفل قادرا نوعا ما على التمييز وترتيب الأولويات التي يحتاجها من الباطن أولا (الذات) ليعبر عنها بسلوك معين في الظاهر.
ثالثا، بعد أن تتضح الأولويات الذاتية بالنسبة للطفل سوف يستطيع أن ينظم سلوكه في كيفية سد أو إشباع الاحتياجات بشكل سليم، ومن خلال ذلك سوف يتعرف أكثر على ذاته ويستكشفها بطرق مختلفة. رابعا، تنظيم كيفية إشباع الاحتياجات الذاتية يؤدي إلى معرفة كيفية التحكم بها وضبط النفس من خلال مقاومة رغباتها المختلفة أثناء الصيام.
كل ما ذكر أعلاه وغيرها من الأمور التي لا يسعني ذكرها في هذا المقال، تندرج تحت مسمى (جهاد رغبات النفس وكيفية التغلب عليها) والذي بدوره يؤدي إلى التهذيب الذاتي للنفس. فالصيام يهذب النفس وذلك بكبح جماح رغباتها ومعرفة مقدار احتياجاتها، للوصول إلى السلوك المتزن. ويهذب العقل بالتفكر والعبادات التأملية في الذات أولا ومحيطها ثانيا. وأخيرا، فإن الصيام يهذب القلب بازدياد العمق الإيماني من خلال التقرب إلى الله -تعالى- بالذكر والدعاء الصادق وحبه ومخافته تعالى.
FofKEDL @