اليوم - عدن

الإرياني: «مأرب» حاجز صد لمشروع المد الإيراني في المنطقة

فيما أكدت الحكومة اليمنية، أن محافظة مأرب تمثل حاجز صد لمشروع تصدير الثورة الخمينية والمد الإيراني في المنطقة‏، قال رئيس برلمان الشرعية: إن استمرار «التصعيد الحوثي في مأرب» يضع «مصداقية الأمم المتحدة على المحك»، لتشدد الجامعة العربية من جهتها على «أن الوقف الفوري لإطلاق النار» في عموم البلاد يعتبر «خطوة أولى نحو أي تسوية سياسية»، رافضة تحول اليمن لمنصة هجمات على المملكة.

تأكيد عربي

وفي السياق، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط «أن الحفاظ على يمنٍ موحدٍ ومستقلٍ وذي سيادة كاملة على ترابه الوطني، يُمثل المنطلق الأساسي لأي تسوية للنزاع العسكري القائم في اليمن»، رافضًا أن يتحول اليمن إلى «منصة للهجمات على المملكة العربية السعودية»، أو أن يُصبح مصيره رهنًا بأجندات إقليمية لا تُبالي بمصالح اليمن أو بمعاناة اليمنيين.

وخلال لقاء تناول آخر مُستجدات الأزمة اليمنية مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة أمس، أشار أبو الغيط إلى «أن العملية العسكرية التي يباشرها الحوثيون ضد مأرب، قد تتسبب في أزمة إنسانية كبرى تطال مئات الآلاف من اليمنيين، خاصة مع وجود ما يقرب من مليون لاجئ بالفعل في المدينة»، مُشددًا على ضرورة ممارسة «ضغوط دولية جادة» على الحوثيين، والقوة الإقليمية التي تُساندهم، من أجل وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل.

المشجح والكسارة

ميدانيا، تمكن الجيش اليمني أمس الاثنين، من دحر ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من مواقع مهمة في جبهة المشجح، في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب.

وبحسب موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت» قال قائد عسكري: «إن المواجهات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في صفوف الميليشيات، وتدمير عربات تابعة لها».

وفي جبهة الكسارة، «أحبط الجيش ورجال القبائل، هجوما للميليشيات، وأجبرتها على التراجع، بعد تكبيدها قتلى وجرحى في صفوفها»، وبالتزامن «استهدفت المدفعية، تعزيزات للانقلابيين بالجبهة ذاتها»، مما أدى إلى تدمير عدة عربات تابعة لها، ومصرع من كان على متنها.

ميليشيات إيران

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: «إن النظام الإيراني وميليشياته الطائفية دفعوا بكافة إمكانياتهم السياسية والإعلامية والعسكرية خلال الأشهر الماضية لإسناد جماعة الحوثي الإرهابية في مختلف جبهات محافظة مأرب، في محاولة لإسقاط المدينة التي مثلت حاجز صد لمشروع تصدير الثورة الخمينية والمد الايراني في المنطقة»‏.

ودعا «الدول والشعوب العربية لإعلان موقف واضح من السياسات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن»، ودفعها ميليشيات الحوثي لتصعيد وتيرة العمليات العسكرية في مأرب، وتقويضها جهود التهدئة وإنهاء الحرب وإحلال السلام، والتي أدت إلى استمرار «شلال الدم وتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين».

وأوضح الإرياني «أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأبناء محافظة مأرب يخوضون بدعم وإسناد من التحالف بقيادة الأشقاء بالمملكة منذ ستة أعوام معركة تاريخية فاصلة نيابة عن الأمة العربية»، مشيراً إلى أن «انتصار مأرب يعني إسقاط المشروع التوسعي الإيراني».

مئات الضحايا

من جهة أخرى، أكد غريفيث في اتصال مرئي مع رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، أن «الأمم المتحدة ترفض كل أشكال الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحوثيون»، وتدرك حجم المخاطر التي ستنتج عن تلك الأعمال وما سيتعرض له السكان والنازحين في مأرب.

ولفت المبعوث الأممي الانتباه إلى أن الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيقاف المواجهات العسكرية، وتجري تواصلها المكثف مع جميع الجهات التي يمكن أن تؤدي دورًا إيجابيا لإيقاف تلك المواجهات، وذهاب اليمنيين إلى «طاولة المشاورات بصورة عاجلة والتزامهم بخيار السلام» بعيدًا عن الخيارات الأخرى.

وبحسب (سبأ) الرسمية، شدد رئيس البرلمان اليمني على أن «الحرب الدائرة في مأرب تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك»، لا سيما وأن هناك المئات من الضحايا الذين يسقطون يوميًا «جراء الحرب التي تشنها الميليشيات ضد السكان والنازحين والآمنين في المحافظة»، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب ستؤدي إلى كارثة «إنسانية وبيئية واقتصادية» كبيرة ستصل أضرارها إلى كل أنحاء اليمن خصوصا إذا ما تعرضت منشآت النفط والغاز لـ«الأعمال الإرهابية الحوثية».