ماجد عبدالله السحيمي

كان للمملكة يوم الأحد الماضي قرار صارم بوقف استيراد الفواكه من لبنان أو مرورها عبر أراضيها، وذلك ليس فقط بعد اكتشاف أكثر من خمسة ملايين حبة مخدرة، بل بعد محاولات عديدة ولحث السلطات اللبنانية على اتخاذ خطوات عملية واقعية أشد حزما وصرامة، ليس ذلك فحسب، بل إنها ستراجع بقية المنتجات الأخرى، التي قد تتعرض لنفس الإجراء، وليس أيضا ذلك فحسب، بل طلبت ضمانات عملية من السلطات اللبنانية لوقف تلك الممارسات أن أرادت عودة الأمور إلى طبيعتها وليس مجرد وعود وهمية، إلا أنه للأسف لم يتغير شيء، ومرة بعد مرة يكتشف وينقذ أبطال وزارة الداخلية والجمارك شحنات هائلة مدمرة كانت من الممكن أن تفتك بمجتمعنا لولا لطف الله ثم بسالتهم وذكائهم.

لبنان بلد جميل، في الأصل جماله ينبع من صغره وبساطته وطبيعته وثقافته إلا أنه للأسف بعض اللبنانيين وبالذات الساسة لا يتخيلونه كذلك، بل يتخيلونه بلدا يحتل ثلاثة أرباع الأرض، كيف؟ أنا أعلمكم كيف، في الولايات المتحدة الأمريكية -على سن ورمح بأرضها وشعبها واقتصادها وهوليودها- يوجد بها حزبان سياسيان فقط هما: الجمهوريون والديمقراطيون، أما لبنان، التي تشكل ضاحية من ضواحي أي ولاية أمريكية توجد بها ستة أحزاب، حزب القوات وحزب المستقبل، وحزب التيار الوطني، وحزب الشيطان، وحزب أمل، وحزب التقدم الاشتراكي تمثل الأحزاب الرئيسية غير الأحزاب الأخرى، التي تتجاوز خمسة وعشرين حزبا مثل: الكتائب والوطنيين الأحرار: والتضامن: والأرز وغيرها الكثير. ومع كل ذلك بالإضافة إلى التعددية الطائفية والعرقية لا يتحكم بالمشهد إلا حزب الشيطان، الذي لا يجلب إلى لبنان إلا الويلات والدمار هو وأمينه الخائن الأكبر المزمر، لبنان وللأسف الشديد في كل مرة يقع بها بمشكلة عسكرية أو اقتصادية يجد هذا الحزب يجر عليه الويلات ويلة تلو الأخرى ومصائبه لا تأتي فرادى، وفي كل مرة يتعلق بالشيطان الأكبر الإيراني ويزيد الويلات ويلة، وللأسف الخاسر الأكبر كل مرة هو لبنان وشعبه، متى يتشكل حزب واحد اسمه «حزب الداخل» ليقتلع هذا الحزب الشيطاني، الذي بدونه تكون لبنان أجمل وأكبر في كل شيء، نعم كل شيء، إلى متى يضرب بلبنان عرض الحائط أمام مصالحه مرة بالمخدرات، ومرة بالسلاح، ومرة بالانفجارات وكل وعواملها المشتركة هي الدمار للبنان، كل الحركات السياسية تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الحزب الشيطاني المتحكم بزمام الأمور، ولا ننسى وزير الخارجية جبران باسيل، الذي رفض حتى لو بالكلام إدانة إيران ودعمها للحوثيين. المملكة أغدقت الكثير على لبنان مالا وعطاء وهبات وفرصا للعمل، ومع كل ذلك للأسف تواجه بمحاولات فاشلة لنكران الجميل والمعروف، مَنْ يريد لبنان جميلا مستقرا آمنا مطمئنا هنيئا رغيدا فليتخيله فقط بدون هذا الحزب المجرم، أما سوى ذلك فهو أحلام متطايرة لن تتحقق أبدا. حفظ الله وطني وأهله وقادته من كل شر، وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.