فيصل الفريان

فنُّ التواصل لا يُجيده كثيرون، وليس كلُّ قائدٍ يُجيد ذلك الفن، فالأمير محمد بن سلمان جعل الصراحة والإجابة المباشرة قاعدةً أساسيةً لوصول المعلومة أو الرد على الأسئلة، والتي كان كثيرٌ منها يدور في فلك فكر أي مواطن، ويسأل عنه أي مقيم.

رسائل تواصل مع المواطن والمقيم على حدٍّ سواء، ذلك ما استشْعرتُه للوهلة الأولى، بعد لقاء سمو ولي العهد، ليلة أمس الأول، حينما كان البدر مكتملًا في النصف من شهر رمضان المبارك، كلماتُ وضوحٍ واطمئنانٍ، تضع حدًّا للأقاويل عن مستقبل الرؤية، وأين وصلت، ولماذا الآن؟.

إجابة سمو ولي العهد عن ضريبة (الدخل) قطعت الشك باليقين، وأنهت كل الأقاويل والشائعات في هذا الملف المُهم، الذي يخصُّ رزق المواطن، وقَطَع الطريق على مَن يدسُّ السُّمَّ في العسل بقوله: «ضريبة الدخل لن تُفرَض».

علاقات المملكة ونفوذها الإقليمي والدولي أجاب عنها سمو الأمير بنفوذ صندوق الاستثمارات الوطني، وعلاقاته لمصلحة المملكة، لم يتطرَّق للقوة العسكرية أو امتداد قوة المملكة العالمية، فهنا أدار البوصلة للنفوذ العالمي للمملكة «اقتصاديًا»، ليكتب سطرًا جديدًا من مستقبل رؤية المملكة في علاقاتها الدولية، وقوَّتها الإستراتيجية القادمة بقوة.

بناءُ المستقبلِ لا يكون بدون الاهتمام بإدارة التربية للأجيال القادمة، فحين أعلن سمو الأمير أننا نسعى للوصول لأفضل عشر جامعات عالميًا، فهذا هدفٌ كبيرٌ على مسؤولي التعليم، وأيضًا الطلاب؛ للعمل بجد لتنافس عالميًا بين شعوب لا يقل عنها أبناؤنا بطموحهم وإمكانياتهم.

عندما يكون جارك القريب حقودًا عليك، ويتمنى لك الشر، ويدعَم كل أشكال الإرهاب والميليشيات الإرهابية، وتخرج أنت القائد لتقول: نتمنى لإيران الأمن والاستقرار، فأنت حتمًا تخلط كل أوراقهم العبثية، وتضرب بهم بحائط كبير؛ لتواصل المُضِيَّ لهدف الرؤية.

التواصل مع المواطن والمقيم.. حتمًا انعكاساته إيجابية، خاصة إذا كانت الإجابات صريحة ومباشرة وواقعية، بنفس قدر ما يحمله الوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة، وفرضته جائحة كورونا على الكل.

نراجع خلال الفترة الماضية القريبة، فلم يتجرَّأ مسؤول في أي بلد للخروج بلقاء للإجابة عن عناصر تهمُّ دخل المواطن والاستثمار الأجنبي، باستثناء محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وذلك يُفسِّر مدى قوة الرؤية في عينه، وإمكانياتها التي تمت إعادة بنائها خلال السنوات الـ5 الماضية.

«بدون المواطن السعودي لن نستطيعَ أن نحقق أي شيءٍ من الذي حققناه، وإذا هو غير مقتنع بالذي نعمل فيه، وإذا هو مو جاهز يتحمّل المصاعب والتحديات، ويكون جزءًا من هذا العمل، فبلا شك كل الذي نقوله حبر على ورق».

(محمد بن سلمان بن عبدالعزيز)

@falfryyan