محمد دوجان

في سائر شهور الخير كشهر رمضان الفضيل، الذي نحنُ ولله الحمد نتعايش أجواءه ولياليه، جعله الله ليالي خير وبركة.

يتعايش المرء مع حياته اليومية من خلال شهر الصيام في ثنايا تقلبات الأعوام والعقود، فقديماً كنا نتعايش مع رمضان في نسمات الشتاء الباردة وزقزقة تلك الأحياء القديمة الرائعة، التي ذكرياتها مازالت تراودني على أكناف شاشة التلفاز، بل وعلى قناة «ذكريات» حالياً.

لقد عشت مع شاشة قناة «ذكريات» اليومية وهجا من الماضي التليد، ووهجا من أيام الصبا برمضان في ظل مسلسلات شهيرة لا أستطيع نسيانها على صوت مدفع الحي والراديو القديم (أبو جلدة) وصوت الطنطاوي -رحمه الله- ووهج طاش ما طاش وحياة الكاميرا الخفية وبدون زعل وخلك معي في قفاشات لن تنسى؛ ولأن الصغير لا ينسى رغم حضور الكثير من قبل ومن بعد إلا أننا مازلنا نتذكر تلك المواقف واللقطات وما زاد لنا هذا الجمال توهجا، هو وهج قناة «ذكريات» الرائعة. هذه القناة، التي جعلتني أتسمر أمامها في صدى تلك النغمة الجوهرية وبرنامج حروف ووهج خشوع روحانية صوت حسين النجار، وصدى روحانية عبير التراويح بين أصداء الخليفي وعلي جابر والسبيل وعبدالرحمن السديس وسعود الشريم رحم الله الموتى وحفظ الله الأحياء وأمد في أعمارهم.

لقد كانت شوارع الحي الشعبي، الذي أنا أسكنه عبيراً في فترة المساء برائحة اللقيمات السمبوسك والمأكولات الشعبية الرمضانية؛ فرائحة الهيل والبن كان لها النصيب الأكبر من جلسات الكثير ولله الحمد ومازالت هي ديدن الحياة، التي نعيشها، فلك الحمد ربنا على نعمك العظيمة.

الملعب الذي أمام منزلنا وشعبية الحي قفاشات تلك الحارة، التي اعتادت على صدى الكلمات والألحان ودوريات كرة القدم والكرة الطائرة.

فصل الشتاء كان هو الضيف، الذي يحل علينا ويحل معه شهر الخير.

رغم أن بعض المراحل يصاحبها نوع من القساوة في بعض الأمور إلا أن جمال الذكرى باقٍ.

لقد قدمت قناة «ذكريات» وهجا رائعا لنا في إبداعها وتميزها؛ ولو أن الهواية غالبا تغلب صاحبها في كل وقت إلا أن الكرة الطائرة كانت هي مضامين العشق عندي، فقد كُنت من ضمن الذين مثلوا نادي محافظة رفحاء لمدة 13 عاما لاعب كرة طائرة في كل الدرجات، ولكن في رمضان يكون للحواري الدور الأكبر في ظل التمارين والمنافسة.

لقد مضت الأيام والليالي وكان وهج رمضان ذكرى سمينة الخصال لا تُنسى.

رحم الله الأموات ورحم الله مَنْ فارقونا وكانت ذكرياتهم لا تفارقنا في رمضان وفي غيره.

رمضان قصة روحانية عبادية، لها عشاقها والمخلصون لربهم في هذا الشهر، فأنصحكم يا أحبة بالتقرب إلى رب البرية أكثر فأكثر فهو مسهل الأمور.

نسأل الله لنا ولكم روحانيات تراويحية يفوقها جمال صوت المآذن وجمال صوت الأئمة والتقيد بالإجراءات الاحترازية.

لك الذكرى يا رمضان، فأنت صديقي المؤنس.

اللهم أعد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، ونحنُ نلبس ثوب الصحة والعافية.

وصياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.

@abosanjr1423