يقتفي قاصدو المدينة المنورة آثار الرسول- صلى الله عليه وسلم - , ويتتبعون المواضع التي ثبت أن شرّفها - عليه الصلاة والسلام - بالزيارة أو خصها بالدعاء؛ طلبا للأجر والمثوبة من الله عز وجل , ومسجد الفتح من الأماكن التاريخية بالمدينة المنورة التي كانت شاهدة على السيرة العطرة .
يقع مسجد الفتح على سفح جبل سلع غربي المسجد النبوي , حيث ضُرِبت خيمة - النبي صلى الله عليه وسلم- يوم غزوة الخندق الأحزاب , وبالقرب منه مقبرة شهداء الخندق , وسمي بالفتح لما تحقق من فتح للمسلمين بعد الغزوة , ويسمى بمسجد الأحزاب لدعاء - الرسول صلى الله عليه وسلم – على الأحزاب فيه , كما يعرف بالمسجد الأعلى لارتفاعه عن المساجد المحيطة به .
وبنى المسجد عمر بن العزيز -رحمه الله- إبان إمارته على المدينة في العصر الأموي , وحظي المسجد بالعديد من عمليات الإصلاح والترميم في العصور السالفة حتى العهد السعودي الذي توالت العناية به وإعادة تجديد بنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - ، وذلك بهدف الاستفادة منه في أداء الصلوات واحتضان العديد من المناشط الدينية والثقافية وتعزيز قيمته التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية .