د. نواف الدعجاني يكتب:

يطل علينا هذا الشهر الكريم كل عام ونحن في شوق إليه، نراقب وقته في كل عام مراقبة الشوق المستهام، البعض يجد صعوبة في التأقلم مع رمضان، مع أنه شهر يتميز بالنظام والترتيب، بدءًا من الإمساك إلى الإفطار والصلاة وقراءة القرآن.

ولا شك أن نمط الحياة يتغير في هذا الشهر الكريم، كل بحسب جدوله ولا سيما في زمن الجائحة، ولكنه ليس مدعاة للركون والكسل، فهو شهر للعمل والصبر والتحمل، فجدول أعمالي يتغير ولكنه لا ينقص شيئًا، فالمرور على المرضى مجدول بشكل يومي ولكن يختلف توقيته نسبيًا، وكذلك مواعيد العيادات تتغير ولكنها مستمرة حتى بداية إجازة عيد الفطر.

وبحكم وظيفتي كأستاذ جامعي فإن العملية التعليمية تستمر بنفس الوتيرة، فمنها ما يكون تدريسًا سريريًا أو نظريًا، يتم تنسيقها مع الطلاب لما يلائم الجميع، سواء في وقت الصيام أو ليلًا إذا كانت عن بُعد.

وليس ثمة شك في وجود بعض الصعوبات في إعادة ضبط الساعة البيولوجية في ساعات النوم، ولكني اعتدت على أخذ قسط من الراحة ليلًا لعدة الساعات قبيل الفجر، وكذلك بعده حتى وقت العمل.

أما ليل رمضان فهو فرصة عظيمة للقراءة أو مراجعة المجلات الطبية، وكتابة الأبحاث وتحضير المحاضرات والامتحانات، وكذلك المشاركة في الندوات الطبية وتنظيم الكورسات الطبية.

اختصارا فرمضان كله بركة، نهاره صيام وعمل، وليله قراءة واطلاع، ولنا في السلف الصالح أسوة حسنة إذ كانوا يجاهدون ويصبرون في هذا الشهر العظيم.

* أستاذ طب الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز واستشاري حديثي الولادة والأمراض المعدية.