تربية الصقور والقط العسيري أكثر ما أبهرني من التراث السعودي
حدثنا عن سيرتك الذاتية بصورة مختصرة؟
- اسمي لودوفيك بويّ وأنا حاليًا سفير فرنسا لدى المملكة، واستلمتُ مهامي في أكتوبر 2020. التحقت بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية سنة 1997 بعدما أنهيتُ دراساتي في التاريخ والعلوم السياسية والعلاقات الدّولية. خلال حياتي المهنية، اشتغلت بعدة مناصب في القدس ونيويورك والرباط وأبوظبي والآن في الرياض.
كيف ترى الحياة بالسعودية.. وما هي انطباعاتك السابقة للقدوم إليها؟
- لقد تفاجأنا، أنا وعائلتي بما وجدناه، مثلنا مثل الكثيرين. كنت على علم بأن المملكة قد بدأت برنامج إصلاحات مهمّة منذ بضع سنوات، ولكنني لم أكن أعلم حجم هذا التغيير. فما نقرؤه عن المملكة مختلفٌ تمامًا عمّا تراهُ أعيننا. ونحن بصدد الاحتفال بالذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، يمكننا أن نرى أن التقدّم الّذي تمّ إحرازه خلال بضع سنوات مذهل. وأنا سعيد جدًا أن فرنسا، الشريك الإستراتيجيّ للمملكة، تواكب هذه التغييرات في العديد من القطاعات.
ما برنامجك اليومي؟
- إن أيّامي في الرياض حافلة! بما أن الأخبار تستحوذ على اهتمامي بصورة خاصّة، أبدأ يومي بالاطّلاع عليها قبل أي شيء، بعدها أجتمع بفريقي لتحديد أولويات اليوم. يكون لديّ عادةً مقابلتان أو ثلاث صباح كلّ يوم مع مسؤولين سعوديين أو مع شركات فرنسية موجودة في المملكة. وقت الظّهر، غالبًا ما أنظّم غذاء عمل مع شركاء فرنسيين وسعوديين. أما فترة بعد الظّهر فهي مخصّصة للاتصالات الهاتفية مع باريس وللاجتماعات داخل السفارة. أحاول أن أخصص ساعة أو ساعة ونصف للقراءة، «إذا سمح الوقت بذلك»، قبل أن أواصل نشاطاتي العمليّة، ثم «عشاء رسميّ أو حفل استقبال في دار فرنسا». كما أمضي حوالي الساعتين يوميًا لأتحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، باللغّة العربية تحديدًا، وذلك لكي أتواصل مباشرةً مع المجتمع السعودي، لا سيّما الشباب السعودي، وهم أكثر الشباب اتّصالًا بالعالم.
أين تذهب خلال الإجازة الأسبوعية.. وما الأماكن التي لفتت نظرك؟
- أحبّ القيام برحلات إلى الصحراء خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما يسمح جدولي – والطّقس – بذلك. وفي غالب الأحيان، أحاول زيارة المعارض الفنية والفعاليات الثقافية في المدينة، التي تشهد حيويّة فنيّة لم يسبق لها مثيل. ولا أنسى ممارسة رياضة المشي أو الركض في العديد من حدائق المدينة العامة وفي حيّ السفارات، لا سيّما في نهاية اليوم. فالريّاضةُ تعني الصحّة! أما من الناحية الهندسيّة، إلى جانب برجَي المملكة والفيصليّة الفريدين، من المباني الّتي لفتت انتباهي مبنى KAPSARC «مركز الملك عبدالله للدراسات للبحوث البترولية»، وجامعة الأميرة نورة، التي أذهلتني بحداثتها. كما أثار مركز الملك عبدالله المالي، جوهرة الهندسة الحديثة، إعجابي الشديد.
ما الأكلة، التي نالت استحسانك؟
- طبعًا ثمّة اختلاف بين العادات الغذائية الفرنسية والعادات الغذائية السعودية، غير أنني لاحظت أن ما يجمع الشعبين هو الاهتمام نفسه بجودة الطعام! ما أكثر الخيارات الموجودة، لا سيّما خلال شهر رمضان الفضيل مع وجبات الإفطار والسحور المميّزة والشهيّة - ولكن إذا وجب عليّ اختيار أكلة سعودية خاصّة لاخترتُ الكليجة. لقد سنحت لي الفرصة لاكتشاف هذه الحلوى خلال زيارتي إلى القصيم منذ بضعة أشهر، ولقد أحضرت الكثير منها لمشاركتها مع عائلتي ومع فريق عملي.
كيف ترى التراث السعودي؟
- لم يمض على وجودي في المملكة سوى بضعة أشهر لم أتمكّن من خلالها سوى التعرّف إلى جزء بسيط من التراث السعودي الغني والمتنوّع في آنٍ معًا بحسب المناطق. لقد رحّبت بإدراج نسيج السدو ضمن التراث العالمي لليونيسكو. وتعمل المملكة وفرنسا معًا للحفاظ على تراثهما الماديّ كما المعنويّ. إذا أردت أن أذكر أكثر ما أبهرني من التراث السعودي، لذكرتُ تربية الصقور والقطّ العسيري، والفن التشكيلي الرّائع الخاص بمنطقة عسير.
ما وصفك المختصر للمجتمع السعودي؟
- انطلاقًا من خبرتي المتواضعة في المملكة، أرى المجتمع السعودي فخورًا بثقافته وتقاليده، مليئا بالحيويّة، مضيافا إلى أقصى الحدود ومنفتحا على العالم. وأضيف أيضًا إن جميع السعوديين الّذين التقيتُ بهم يحملون في قلوبهم حبًا لفرنسا، وهذا أمرٌ لا يمكنه إلّا أن يسعد سفير فرنسا لدى المملكة!
ما انطباعاتك عن الحراك، الذي تشهده المملكة بشتى المجالات؟
- بالفعل، عندما أتحدّث مع كلّ مَنْ عرف المملكة منذ سنوات مضت، ألاحظ كمّ التغيير الهائل الّذي شهده هذا البلد. ألاحظ ذلك بصورة خاصّة عندما التقي بالعديد من السيدات والشباب خلال لقاءاتي مع السلطات السعودية. هم اليوم يشغلون مناصب مهمّة وفي جميع المجالات وهم مَنْ يعكسون صورة المملكة العربية الجديدة، الشابّة والطّموحة. إن الانفتاح الثقافي والسياحيّ مذهلٌ بصورة خاصّة وفرنسا سعيدة جدًا بمواكبته، لا سيّما في منطقة العلا، حيث نحن بصدد تنفيذ اتفاق بين الحكومتين قد تمّ توقيعه سنة 2018 لتطوير المنطقة.
هل زرت مدنا سعودية في الشمال أو الجنوب؟
- نعم، تمكّنت من زيارة جدّة والعلا في الحجاز، والدّمام والخبر في الشرقية، وبريدة في القصيم، وسكاكا ودومّة الجندل في الجوف، وأبها ورجال ألمع في عسير. في كلّ من هذه الزيارات، كانت المشاهد تختلف والوجوه تختلف، ولكن في كلّ مرّة كان استقبال السعوديين لنا حاراً جدًا. كما أنني أقدّر المقدرات السياحية الهائلة، التي يتمتّع بها البلد. وأنا سعيد جدًا أن فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في العالم، تساهم بتطوير هذا القطاع من خلال خبرتها.
ما طقوسك خلال جائحة كورونا، وما رسالتك للمجتمع؟
- لقد سبق أن أصبت بفيروس كورونا وكانت بالفعل تجربة صعبة ولكنها سمحت لي باكتشاف نوعيّة الرعاية الصحيّة السعودية وعناية الطاقم الطبّي خلال الفترة، التي أمضيتها في المستشفى. أما خلال فترة الحجر الصحّي، لا تقلّ نشاطاتي بشكل كبير، لا سيّما بوجود إمكانات فعالة للعمل عن بُعد، مع العلم بأنه لا يحلّ مكان الاتصال البشري. وأودّ أن أحيّي حسّ المسؤولية لدى السلطات والشعب السعودي في مواجهة الجائحة. إن رسالتي إلى المجتمع بسيطة: نحن معًا في هذه المحنة، ومعًا، مع احترام التدابير الاحترازية وأخذ اللقاح، سوف نخرج منها.
أحرص على رياضة المشي والتواصل الاجتماعي يوميا باللغة العربية
- اسمي لودوفيك بويّ وأنا حاليًا سفير فرنسا لدى المملكة، واستلمتُ مهامي في أكتوبر 2020. التحقت بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية سنة 1997 بعدما أنهيتُ دراساتي في التاريخ والعلوم السياسية والعلاقات الدّولية. خلال حياتي المهنية، اشتغلت بعدة مناصب في القدس ونيويورك والرباط وأبوظبي والآن في الرياض.
كيف ترى الحياة بالسعودية.. وما هي انطباعاتك السابقة للقدوم إليها؟
- لقد تفاجأنا، أنا وعائلتي بما وجدناه، مثلنا مثل الكثيرين. كنت على علم بأن المملكة قد بدأت برنامج إصلاحات مهمّة منذ بضع سنوات، ولكنني لم أكن أعلم حجم هذا التغيير. فما نقرؤه عن المملكة مختلفٌ تمامًا عمّا تراهُ أعيننا. ونحن بصدد الاحتفال بالذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، يمكننا أن نرى أن التقدّم الّذي تمّ إحرازه خلال بضع سنوات مذهل. وأنا سعيد جدًا أن فرنسا، الشريك الإستراتيجيّ للمملكة، تواكب هذه التغييرات في العديد من القطاعات.
ما برنامجك اليومي؟
- إن أيّامي في الرياض حافلة! بما أن الأخبار تستحوذ على اهتمامي بصورة خاصّة، أبدأ يومي بالاطّلاع عليها قبل أي شيء، بعدها أجتمع بفريقي لتحديد أولويات اليوم. يكون لديّ عادةً مقابلتان أو ثلاث صباح كلّ يوم مع مسؤولين سعوديين أو مع شركات فرنسية موجودة في المملكة. وقت الظّهر، غالبًا ما أنظّم غذاء عمل مع شركاء فرنسيين وسعوديين. أما فترة بعد الظّهر فهي مخصّصة للاتصالات الهاتفية مع باريس وللاجتماعات داخل السفارة. أحاول أن أخصص ساعة أو ساعة ونصف للقراءة، «إذا سمح الوقت بذلك»، قبل أن أواصل نشاطاتي العمليّة، ثم «عشاء رسميّ أو حفل استقبال في دار فرنسا». كما أمضي حوالي الساعتين يوميًا لأتحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، باللغّة العربية تحديدًا، وذلك لكي أتواصل مباشرةً مع المجتمع السعودي، لا سيّما الشباب السعودي، وهم أكثر الشباب اتّصالًا بالعالم.
أين تذهب خلال الإجازة الأسبوعية.. وما الأماكن التي لفتت نظرك؟
- أحبّ القيام برحلات إلى الصحراء خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما يسمح جدولي – والطّقس – بذلك. وفي غالب الأحيان، أحاول زيارة المعارض الفنية والفعاليات الثقافية في المدينة، التي تشهد حيويّة فنيّة لم يسبق لها مثيل. ولا أنسى ممارسة رياضة المشي أو الركض في العديد من حدائق المدينة العامة وفي حيّ السفارات، لا سيّما في نهاية اليوم. فالريّاضةُ تعني الصحّة! أما من الناحية الهندسيّة، إلى جانب برجَي المملكة والفيصليّة الفريدين، من المباني الّتي لفتت انتباهي مبنى KAPSARC «مركز الملك عبدالله للدراسات للبحوث البترولية»، وجامعة الأميرة نورة، التي أذهلتني بحداثتها. كما أثار مركز الملك عبدالله المالي، جوهرة الهندسة الحديثة، إعجابي الشديد.
ما الأكلة، التي نالت استحسانك؟
- طبعًا ثمّة اختلاف بين العادات الغذائية الفرنسية والعادات الغذائية السعودية، غير أنني لاحظت أن ما يجمع الشعبين هو الاهتمام نفسه بجودة الطعام! ما أكثر الخيارات الموجودة، لا سيّما خلال شهر رمضان الفضيل مع وجبات الإفطار والسحور المميّزة والشهيّة - ولكن إذا وجب عليّ اختيار أكلة سعودية خاصّة لاخترتُ الكليجة. لقد سنحت لي الفرصة لاكتشاف هذه الحلوى خلال زيارتي إلى القصيم منذ بضعة أشهر، ولقد أحضرت الكثير منها لمشاركتها مع عائلتي ومع فريق عملي.
كيف ترى التراث السعودي؟
- لم يمض على وجودي في المملكة سوى بضعة أشهر لم أتمكّن من خلالها سوى التعرّف إلى جزء بسيط من التراث السعودي الغني والمتنوّع في آنٍ معًا بحسب المناطق. لقد رحّبت بإدراج نسيج السدو ضمن التراث العالمي لليونيسكو. وتعمل المملكة وفرنسا معًا للحفاظ على تراثهما الماديّ كما المعنويّ. إذا أردت أن أذكر أكثر ما أبهرني من التراث السعودي، لذكرتُ تربية الصقور والقطّ العسيري، والفن التشكيلي الرّائع الخاص بمنطقة عسير.
ما وصفك المختصر للمجتمع السعودي؟
- انطلاقًا من خبرتي المتواضعة في المملكة، أرى المجتمع السعودي فخورًا بثقافته وتقاليده، مليئا بالحيويّة، مضيافا إلى أقصى الحدود ومنفتحا على العالم. وأضيف أيضًا إن جميع السعوديين الّذين التقيتُ بهم يحملون في قلوبهم حبًا لفرنسا، وهذا أمرٌ لا يمكنه إلّا أن يسعد سفير فرنسا لدى المملكة!
ما انطباعاتك عن الحراك، الذي تشهده المملكة بشتى المجالات؟
- بالفعل، عندما أتحدّث مع كلّ مَنْ عرف المملكة منذ سنوات مضت، ألاحظ كمّ التغيير الهائل الّذي شهده هذا البلد. ألاحظ ذلك بصورة خاصّة عندما التقي بالعديد من السيدات والشباب خلال لقاءاتي مع السلطات السعودية. هم اليوم يشغلون مناصب مهمّة وفي جميع المجالات وهم مَنْ يعكسون صورة المملكة العربية الجديدة، الشابّة والطّموحة. إن الانفتاح الثقافي والسياحيّ مذهلٌ بصورة خاصّة وفرنسا سعيدة جدًا بمواكبته، لا سيّما في منطقة العلا، حيث نحن بصدد تنفيذ اتفاق بين الحكومتين قد تمّ توقيعه سنة 2018 لتطوير المنطقة.
هل زرت مدنا سعودية في الشمال أو الجنوب؟
- نعم، تمكّنت من زيارة جدّة والعلا في الحجاز، والدّمام والخبر في الشرقية، وبريدة في القصيم، وسكاكا ودومّة الجندل في الجوف، وأبها ورجال ألمع في عسير. في كلّ من هذه الزيارات، كانت المشاهد تختلف والوجوه تختلف، ولكن في كلّ مرّة كان استقبال السعوديين لنا حاراً جدًا. كما أنني أقدّر المقدرات السياحية الهائلة، التي يتمتّع بها البلد. وأنا سعيد جدًا أن فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في العالم، تساهم بتطوير هذا القطاع من خلال خبرتها.
ما طقوسك خلال جائحة كورونا، وما رسالتك للمجتمع؟
- لقد سبق أن أصبت بفيروس كورونا وكانت بالفعل تجربة صعبة ولكنها سمحت لي باكتشاف نوعيّة الرعاية الصحيّة السعودية وعناية الطاقم الطبّي خلال الفترة، التي أمضيتها في المستشفى. أما خلال فترة الحجر الصحّي، لا تقلّ نشاطاتي بشكل كبير، لا سيّما بوجود إمكانات فعالة للعمل عن بُعد، مع العلم بأنه لا يحلّ مكان الاتصال البشري. وأودّ أن أحيّي حسّ المسؤولية لدى السلطات والشعب السعودي في مواجهة الجائحة. إن رسالتي إلى المجتمع بسيطة: نحن معًا في هذه المحنة، ومعًا، مع احترام التدابير الاحترازية وأخذ اللقاح، سوف نخرج منها.
أحرص على رياضة المشي والتواصل الاجتماعي يوميا باللغة العربية