حسام أبو العلا – القاهرة

تستمر تصريحات المسؤولين الأتراك المتمسكة بالوجود العسكري في ليبيا، وهذا ما يوضح إصرار تركيا على التدخل بشكل سافر في الشؤون الليبية، فبعد ساعات من مطالبة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بخروج جميع القوات الأجنبية من بلادها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي مساء الاثنين، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الثلاثاء، في لقائه مع جنود أتراك في قاعدة عسكرية في طرابلس تخضع لأنقرة، إن وجود الجنود الأتراك في ليبيا جاء لحماية حقوق ومصالح شعبها.

وأكد أكار أن الوجود التركي في ليبيا مهم للغاية من ناحية حماية مصالحها وحقوقها في شرق البحر المتوسط، وأن أنقرة مستمرة في أنشطتها شرقي المتوسط، بما في ذلك اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية مع ليبيا.

وتساءل الدبلوماسي الليبي د. رمضان البحباح: كيف تقبل وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية هذا الصلف وهذا الاستخفاف التركي.. ولماذا يتم استقبال ساسة تركيا وإفساح المجال لهم للحديث؟.

وأشار إلى أنهم أتوا بترتيبات من قِبل وزارة الخارجية وبرنامجهم محدد ومجدول، وأسباب زيارتهم معروفة، إذا غير مستغرب منهم هذه التصريحات، كان ينبغي وقف الزيارات مع أنقرة وعدم الذهاب لتركيا بهذا الزخم الوزاري حتى تطرد القوات التركية.

وأضاف د. البحباح: وزير الخارجية التركي في المؤتمر الصحفي مع نظيرته الليبية بكل صلف وعنجهية وفي تحدٍ غير مسبوق ومن وسط طرابلس وعلى مسمع الجميع، يصرح بأن ليبيا أرض مقدسة لتركيا، هذا يعني أن وجودهم داخلها غير قابل للتفاوض والنقاش، من هنا ينبغي رفع شعار الجهاد لضرب المصالح التركية.

وتابع الدبلوماسي الليبي البحباح: وزيرة الخارجية الليبية في المؤتمر الصحفي تؤكد لنظيرها التركي ضرورة خروج قوات بلاده والمرتزقة الذين جلبهم إلى ليبيا، بينما رد الوزير التركي بضرورة تنفيذ الاتفاقيات التي وقعها أردوغان مع السراج، ما يعني أن القوات التركية والمرتزقة باقية بموجب تلك الاتفاقيات الأمنية، التي للأسف أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية على استمرارها.