صفاء قرة محمد - بيروت

تحذيرات من أن يجر حزب الله البلد إلى حرب مع إسرائيل

تشير التطورات السياسية اللبنانية بعد فشل المبادرة الفرنسية إلى أن الرئيس ميشيل عون والتيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل صهر الرئيس، يفضلون الفراغ الحكومي واستمرار حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية الفترة الرئاسية عام 2022، وتؤكد مصادر إعلامية لبنانية أن الرئيس وصهره يفضلان الفراغ على حكومة يرأسها الرئيس المكلف سعد الحريري، وأن قرار المواجهة اتخذ ولن يتم التراجع عنه.

في وقت تنطلق التحذيرات المحلية والدولية من أن لبنان يقف على فوهة بركان اجتماعي، وهذا ما قد يدفع إلى انفجار الشارع مجددًا ربما بعد عيد الفطر وفي ذات الوقت تحذر تقارير استخباراتية من ذهاب «حزب الله» وإسرائيل إلى حرب قد تطيح بما تبقى من لبنان وتحوله إلى دولة فاشلة وهذا ما يريده الطرفان.

محاولات بري

وعلى صعيد التشكيل الحكومي، ورغم محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قالت مصادر إعلامية إنه يتحرك بعد فشل المبادرة الفرنسية باتجاه جمع الرئيس الحريري مع الرئيس عون، في محاولة لتشكيل حكومة تنازلات من الطرفين ربما الأخيرة قبل الذهاب إلى المجهول.

وإزاء ذلك بات من الواضح أن المجتمع الدولي قرر التخلي عن لبنان باتخاذه موقف المتفرج على الانهيار الذي يعيشه البلد، فيما الطبقة السياسية لا تعنيها سوى مصالحها وارتباطاتها الإقليمية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أنه بات من غير المستبعد أن يقرر الحريري التخلي عن التكليف والانسحاب من المشهد السياسي، مفضلاً ذلك على تشكيل حكومة بشروط التيار العوني و«حزب الله» التي ستأخذ لبنان إلى المجهول ويغرق البلد في أزماته التي لن يكون لها حل وربما يتعرض للتفكك، الذي بات الكثير من المراقبين يحذرون منه مع الانهيار الاقتصادي وسلوك القوى السياسية في تكوين اقتصادات موازية في مناطق نفوذها كما يحدث في الجنوب من قِبل حركة أمل و«حزب الله».

تعطيل البلد

واتهم عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، فريق رئيس الجمهورية ميشيل عون وفريق صهره النائب جبران باسيل، بتعطيل البلد في حال لم يحصل ما يريد.

وقال الحجار إن لقاء وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان بالرئيس المكلف سعد الحريري ارتكز على 3 نقاط؛ أولاً: المبادرة الفرنسية قائمة وفرنسا لن تتدخل في شؤون لبنان، والنقطة الثانية هي أن فرنسا مستمرة في الوقوف إلى جانب لبنان، والثالثة هي أن هناك عقوبات يتم تحضيرها.

سيدة الجبل

من جهته، أكد «لقاء سيدة الجبل» أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان إلى لبنان كشفت عن هامشية الطبقة السياسية وأحزابها التقليدية التي صار عليها إجراء مراجعة لسياساتها منذ العام 2005، فيما المطلوب من المنصات والأطر الجديدة الارتقاء إلى مستوى الأحداث على قاعدة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني وسلاح «حزب الله».

وقال في بيان أمس، إن شعارات مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة لن توفرا الدعم الدولي المطلوب، كما أنها تُجانب الصواب السياسي في تعيين أزمة لبنان الحقيقية، التي لا مخرج منها إلا بتطبيق الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية.

وأضاف البيان: يلمس اللبنانيون يومًا بعد يوم الخراب، الذي نجم عن الثلاثية التي حكمت لبنان منذ العام 2008، أي بعد 7 مايو، التي تمثّلت في «جيش وشعب ومقاومة»، وكان من نتائجها ثلاثية حتمية تمثلت في انهيار مالي اقتصادي واضطرابات اجتماعية لم تستثنِ أي طائفة أو مجتمع، وبخروج لبنان من عملية إعادة ترتيب المنطقة وهو ما نشهده اليوم، لذلك فإن لبنان اليوم هو وطن أسير، واللبنانيون عاجزون عن ابتكار الحلول بقواه.