إعداد: محمد الخباز

بشرة داكنة، طول فارع، وعينان تشعان بالأمل، تكشف لنا خفايا قصة تحوله إلى مقاتل بارع، لا يرضى إلا باصطياد ضحاياه، وسط ابتساماته التي لا تغادر محياه، والتي تعبر عن شخصية مسالمة ومحبوبة خارج المستطيل الأخضر.

ولد المالي موسى ماريغا، 19 أبريل 1991م، في مدينة ليز أوليس الفرنسية، تلك التي تبعد 23 كم فقط عن العاصمة الفرنسية باريس، لكنه لم يتأثر بصخبها، فاحتفظ بهدوء الريف، وبدأ يداعب بنهم ومنذ نعومة أظفاره معشوقته كرة القدم.

وفي عمر الـ 20، بدأ موسى مشواره الاحترافي في نادي ايفري الفرنسي، النادي الذي يبرع في كرة اليد، ويشارك في دوري الدرجة الثانية على مستوى كرة القدم.

البقاء في ايفري لم يدم طويلا، فقد قرر المالي موسى الرحيل لصفوف فيندي بوار سور في فوتبال، الفريق الذي نجح في تسجيل 5 أهداف برفقته في موسم (2012 – 2013)م، لينتقل لصفوف أميان، النادي الفرنسي الذي كان صاحب اسم كبير قبل دخول كرة القدم الفرنسية عصر الاحتراف.

التألق مع أميان وتسجيل 9 أهداف برفقته، قاده لتجربة عربية مأساوية، بعدما قرر الترجي التونسي التخلص منه دون أن يخوض برفقته أي لقاء رسمي، رغم أن عقده كان مستمرا لثلاث سنوات ونصف السنة.

ويبدو أن هذا الطرد قد أشعل نيران التحدي داخل قلب هذا الشاب المالي، فرحل صوب الأراضي البرتغالية لعله يجد ما يطفئ بها تلك النيران، ليوقع لنادي ماريتيمو لمدة 3 سنوات، ويبدأ في إخراج ما يملكه من قدرات قتالية عالية، أبهرت الجميع وسلطت الأضواء حوله، عقب نجاحه في تسجيل 12 هدفا خلال 29 لقاء خاضها في الموسم (2015 – 2016)م، وهو ما قاد العملاق البرتغالي بورتو للمسارعة في استقطابه بمبلغ زهيد بلغ 3 ملايين و800 ألف يورو.

قصة تألقه مع بورتو لم تكن مفروشة بالورود، فقد قرر العملاق البرتغالي اعارته لفريق فيتوريا دي غيماريش الذي تألق برفقته أيضا مسجلا 13 هدفا خلال 25 مواجهة، ليعود إلى صفوف بورتو متطلعا لخطف النجومية وهو ما نجح فيه بكل جدارة، حيث توج بجائزة أفضل لاعب في نادي بورتو في العام (2018)م، وبات أحد أبرز نجوم الفريق رغم مزاملته للأسطورة الاسباني كاسياس والعملاق البرتغالي بيبي.

ولأن الكبير لا يرحل إلا للكبار، فقد أعلن ماريغا رسميا رحيله إلى نادي الهلال السعودي، ليبدأ حسب وصفه قصة جديدة صفحاتها الرغبة والقوة، وحروفها الذهب والإنجاز، بعدما لعب 125 مواجهة رفقة العملاق البرتغالي نجح في تسجيل 52 هدفا خلالها.