حسام أبو العلا، الوكالات - القاهرة، عواصم

إسرائيل تواصل عدوانها على غزة.. دمار واسع و119 شهيدا والمستشفيات تكتظ بالمصابين

اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، على المُصلين القادمين للمسجد الأقصى قرب باب المجلس أحد أبواب الأقصى، فيما واصلت إسرائيل قصفها لقطاع غزة محدثة دمارًا واسعًا.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن شهود عيان قولهم إن جنود الاحتلال حاولوا الاعتداء على المصلين المتوجهين للمسجد الأقصى، فرد عليهم الشبان الفلسطينيون واندلعت مواجهات في المكان.

وخرجت مظاهرات في عدد من المدن الفلسطينية تنديدًا بعدوان الاحتلال على المسجد الأقصى وباب العامود ومحيط البلدة القديمة في القدس، وبالقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بالإضافة إلى اعتداءات الشرطة في البلدات العربية وحماية المستوطنين الذين يستهدفون العرب.

فيما أعربت الأمم المتحدة أمس على لسان «يانس ليركا» المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن انزعاجها من استمرار تصعيد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى استمرار ارتفاع عدد الضحايا إضافة إلى المعاناة الكبيرة للمدنيين.

وقال المتحدث في مؤتمر صحفي بجنيف إن الممتلكات المدنية في المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة تعرضت لأضرار جسيمة، حيث تم تدمير أكثر من 200 وحدة سكنية، و31 مرفقًا تعليميًا بسبب الغارات الجوية على المباني والمواقع المجاورة منذ 10 مايو.

دعوة أممية بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إلى احترام الاحتفال بعيد الفطر، بالوقف الفوري للتصعيد وإنهاء ما وصفه بالأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل.

وقال جوتيريش، في تغريدة عبر موقع «تويتر»: مات عدد كبير من المدنيين الأبرياء، وسيؤدي هذا الصراع إلى ارتفاع حدة التشدد والتطرف في المنطقة بأسرها.

ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي والمدفعي على غزة، بشكل غير مسبوق، وسط أنباء متضاربة عن بداية التوغل إلى غزة، أو الاستعداد فقط للتوغل. وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيليد، إن مجلس الأمن سيعقد جلسة غدًا الأحد لبحث الوضع في إسرائيل وغزة. وأضافت غرينفيليد إن واشنطن منخرطة في الدبلوماسية على أعلى المستويات لمحاولة التهدئة.

وقف الاعتداءاتمن جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الأولوية الآن تتمثل في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل فوري تجنبًا لتصعيد متبادل قد تطال تبعاته المنطقة بأسرها.

وأفادت الجامعة العربية، في بيان أمس، أن مكاتبها وبعثاتها في الخارج تعكف حاليًا على متابعة تنفيذ التكليفات الواردة في القرار الذي صدر عن المجلس الوزاري بشأن العدوان الإسرائيلي على القدس وأهلها.

وأشار البيان إلى أن مجالس السفراء العرب في العواصم الرئيسة تعمل على التحرك مع حكومات الدول المعتمدة لديها لحشد التأييد للموقف الفلسطيني المؤيد عربيًا حول اعتداءات إسرائيل على القدس وأهلها، بما فيها التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الحرم القدسي، وكذلك ما تقوم به من ممارسات مفضوحة للضغط على أهالي حي الشيخ جراح للرحيل عن المدينة، منوهًا إلى أن بعثة الجامعة في نيويورك تتابع مع المجموعة العربية التحركات الجارية في مجلس الأمن بهدف تحميل إسرائيل مسؤولية اعتداءاتها وبخاصة في ضوء التصعيد الخطير في قطاع غزة.

وطالب البيان بحشد المزيد من التأييد الدولي لكشف فظائع الاحتلال الإسرائيلي سواء في القدس أو في الأراضي المحتلة بوجه عام، في ظل التعاطف مع معاناة المقدسيين وما يتعرضون له من اعتداءات واستفزازات غير مبررة.

119 شهيدًا يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الجمعة، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 119 شهيدًا بينهم 31 طفلًا و19 سيدة و830 إصابة بجروح مختلفة، بخلاف الدمار الكبير في المنشآت والبُنى التحتية.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية، فقد تعرضت المنطقة الشمالية من القطاع، فجر أمس، خاصة بيت حانون وبيت لاهيا وشمال غرب مدينة غزة، لقصف بعشرات الصواريخ من الطيران الحربي ومن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي ومن الزوارق الحربية، ما أدى إلى تشريد العشرات من الأسر عن منازلها وبقائها في الشوارع والطرقات جراء العدوان. وأطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف صوب أحياء سكنية وأراض زراعية شمال القطاع وشرق خان يونس جنوب القطاع.

قصف متواصل أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس استهداف مصنع للكيميائيات في مستوطنة نير عوز في صحراء النقب بطائرة مسيرة، ودعا المتحدث باسم حماس في بيان الفلسطينيين إلى الانخراط في المواجهة بمن فيهم مَن في الضفة الغربية، كما أعلنت عن إطلاق صواريخ على مدينتي أسدود وعسقلان جنوبي إسرائيل، إضافة إلى مناطق في تل أبيب وبئر السبع ونتيفوت.

وفيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن بوارج إسرائيلية جددت قصفها لمواقع على شواطئ غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف ما وصفها بخلية تابعة لحركة حماس مسؤولة عن إطلاق قذائف مضادة للدروع في الشجاعية.

فيما حشد الاحتلال جنوده على حدود القطاع، إضافة إلى استمرار الدبابات الإسرائيلية في تطويق شمال غزة لتدمير الأنفاق والتمهيد لعملية برية، وتزامن ذلك مع تجدد القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع في خان يونس جنوبي القطاع ما أدى لاكتظاظ مستشفيات غزة وعجزها عن استقبال جثث الشهداء وعلاج الجرحى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة جوية ضربت مجموعة شمال غزة كانت تستعد لإطلاق صواريخ على إسرائيل، ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجيش قتل 20 من كبار قادة حماس في عمليات استهداف مصممة بدقة، ليل الجمعة، كما دمّر أغلب شبكتي إنتاج الصواريخ والأنفاق.

حشد على الحدود وكان الجيش الإسرائيلي واصل عمليات القصف على غزة، وقال إن 160 طائرة ودبابة ومدفعية ووحدة مشاة على امتداد الحدود تشارك في الهجوم، نافيًا في الوقت ذاته التوغل برًا في القطاع.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار العملية العسكرية في غزة، طالما دعت الحاجة إلى ذلك، زاعمًا أن الجيش الإسرائيلي يخوض معركة على جبهتين هما قطاع غزة والمدن الإسرائيلية.

وتصاعد العنف في اللد إحدى المدن الأكثر اختلاطًا في إسرائيل وانطلقت موجة كراهية واعتداءات طالت عددًا من منازل العرب من قبل متطرفين يهود.

وأظهرت العديد من المقاطع المصورة التي انتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام محلية، اعتداءات وتكسير سيارات، واقتحام منازل عربية، في تلك المدينة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ في مدينة اللد، التي تحولت بحسب الشرطة إلى مسرح لأعمال عنف.