عبدالرحمن المرشد

عندما تم الإعلان عن إنشاء شركات العمالة المنزلية قبل تسع سنوات تقريبا، استبشرنا خيرا، على أمل أن تحل تلك الشركات هذه المعضلة التي يعاني منها آلاف الأسر المحتاجة لهذه النوعية من الخدمات، كنت أعتقد أننا سنتخلص من الانتظار الطويل بدءا من التقديم وحتى وصول العامل أو العاملة خلاف التكلفة المادية العالية التي يدفعها المستهلك لجلب هذه العمالة، لكن في الحقيقة تبخرت تلك الآمال بعد أن بدأت الشركات المتخصصة في العمل حيث الرواتب المرتفعة التي تتجاوز 3000 ريال، ناهيك عن عدم التزام العاملة وجديتها بحكم أنها تستطيع تغيير العميل إذا لم يعجبها العمل، وهذا ما لاحظته من تجربة شخصية، حيث استعنت بعاملة منزلية لمدة ثلاثة شهور وبعد انقضاء الشهر الأول طلبت العاملة العودة للشركة لأن العمل لم يعجبها، وترغب في عمل مريح أكثر حسب ما لاحظته من تململها، قمت بعدها بطلب عاملة بديلة ولم تستمر سوى شهر أيضا وهكذا، إذن العاملة التي يتم الاستعانة بها من تلك الشركات ليست سوى مؤقتة لفترة بسيطة، شهر وأقل، ولا يمكن أن تستمر مع العميل، وأعتقد أن الأنسب لأصحاب هذه الشركات والمربح أيضا هو التأجير بالساعة أو باليوم، وربما يكون هناك توجيه شفهي من مسئولي تلك المؤسسات للعمالة بتطفيش العميل حتى لا تطول المدة ويلجأ للتأجير المؤقت حتى تزداد الأرباح.

فكرة إنشاء شركات العمالة المنزلية جيدة، ولكن تنفيذها صاحبه بعض القصور، من مزاياها عدم احتياج العميل لإصدار تأشيرة، أيضا ليس هناك رسوم استقدام، وانتهاء مشاكل هروب العمالة وما يصاحبها من قلق، ولكن من جهة أخرى لا يمكن الاعتماد على تلك النوعية من الخادمات لشعورها أنها تستطيع أن تترك العمل في لحظة بدون مقدمات حيث يذكر ذلك الكثير ممن تعاملوا معهن بمدد طويلة تتجاوز الشهر، أيضا كثرة تردد العمالة على المنزل يحمل مخاطر أمنية وصحية.

رسوم تأجير شركات العمالة مبالغ فيها جدا، والأفضل في رأيي أن تكون تلك الشركات كأنها مكتب استقدام بوضعه الحالي، حيث يحضر العميل ويختار العاملة وتذهب معه حسب الاتفاق بعد أن يسدد رسوم استقدام معقولة، مع التأكيد عليها من قبلهم أن العميل هو رب العمل وسيتم إنهاء خدماتها إذا لم يتم الاتفاق معه، على ألا تتجاوز الرواتب الـ 1800 ريال بأي حال من الأحوال.

أعتقد أن هذا الحل مرضٍ للطرفين، لا ضرر ولا ضرار، فهل نبدأ؟.

almarshad_1@