على ختام رمضان هذا العام وعلى ما حمله من بضاعة ووجبة تلفزيونية للجمهور السعودي، بغض النظر في بادئ الأمر عن المسائل التي تخرج عن الأطر الفنية، وبصرف الطرف عن المثالب المحيطة بالصناعة الإعلامية وضعف بعض الكوادر وعدم اختصاص البعض الآخر في الحقل الدقيق، ولكن من المخجل والمؤسف أن يكرر كل عام ذات النمط أو اللون الفني الذي أشبعنا منه، منذ نشأة المؤسسات والقنوات الإعلامية السعودية!
حيث مثل ويمثل القالب «الكوميدي» بمختلف فروعه اللون السائد والثقب الأسود من المسلسلات السعودية، والذي بدوره جعل كتاب المحتوى يتهافتون عليه وينجذبون إليه كأنما هو الخيار الأمثل واللون الأجمل!، وتحتل الدراما الشعبية أو التقليدية نسبة لا بأس بها من المسلسلات، أما عن قوالب الخيال العلمي، والسير الذاتية، والملاحم والبطولات الحربية.. وغيرها فإنما تنعدم جملة وتفصيلا، كأنما خلا مجتمعنا من كل صنوف الحياة ومقومات المجتمعات المتقدمة وبات حكرا على نمط اجتماعي معين لا يمثل - صدقا - حقيقة من يتلقونه من السعوديين!
فليس نوع القالب الفني أو شكل القصة السردية المتكررة هي الطامة المزعجة فحسب بل حتى المستوى المعيشي «البرجوازي» الظاهر في تلك المسلسلات والذي لا يعبر بحال من الأحوال عن الجملة الضمنية التي تتسرب لغير السعوديين والتي مفادها: «هذا هو الشعب السعودي وهذا هو نمط عيشه وأسلوب حياته!».
والإشكال لا يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه حتى يبلغ عظم النسيج الاجتماعي فيفتق بدلا من أن يرتق، ويشوه عوضا عن أن يحسن من الصور النمطية والطبقية الثقافية، حتى شاع تقمص شخصية رجل البادية الساذج، وذلك البهلول الذي يخطئ في نطق الكلمات، وتلك الفتاة التي تعاني من عصابة المتحرشين.. وهلم جرا وهلم سحبا!
وهذا لا يعدو كونه غيضا من فيض وقطرة من سيل مساوئ، يرتكز سوادها الأعظم تحت مظلة المحتوى وسحابة الفكرة، لذا يتمنى المرء الطموح الذي يرى وطنه يشرع بالازدهار والتقدم، أن تتم الالتفاتة الجادة لهذا الأمر من قبل وزارة الإعلام أو الهيئات المنبثقة عنها والتابعة لها والتي تعنى بهذا الأمر، لتخصيص اشتراطات يسيرة لا تحول بين المبدعين وأفكارهم ولا تقلل مساحة الحرية لخيالهم، ولكن تقنن حسبما يساهم ذلك في تطوير وإثراء المحتوى الفني.
- Twitter: Alswayad
حيث مثل ويمثل القالب «الكوميدي» بمختلف فروعه اللون السائد والثقب الأسود من المسلسلات السعودية، والذي بدوره جعل كتاب المحتوى يتهافتون عليه وينجذبون إليه كأنما هو الخيار الأمثل واللون الأجمل!، وتحتل الدراما الشعبية أو التقليدية نسبة لا بأس بها من المسلسلات، أما عن قوالب الخيال العلمي، والسير الذاتية، والملاحم والبطولات الحربية.. وغيرها فإنما تنعدم جملة وتفصيلا، كأنما خلا مجتمعنا من كل صنوف الحياة ومقومات المجتمعات المتقدمة وبات حكرا على نمط اجتماعي معين لا يمثل - صدقا - حقيقة من يتلقونه من السعوديين!
فليس نوع القالب الفني أو شكل القصة السردية المتكررة هي الطامة المزعجة فحسب بل حتى المستوى المعيشي «البرجوازي» الظاهر في تلك المسلسلات والذي لا يعبر بحال من الأحوال عن الجملة الضمنية التي تتسرب لغير السعوديين والتي مفادها: «هذا هو الشعب السعودي وهذا هو نمط عيشه وأسلوب حياته!».
والإشكال لا يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه حتى يبلغ عظم النسيج الاجتماعي فيفتق بدلا من أن يرتق، ويشوه عوضا عن أن يحسن من الصور النمطية والطبقية الثقافية، حتى شاع تقمص شخصية رجل البادية الساذج، وذلك البهلول الذي يخطئ في نطق الكلمات، وتلك الفتاة التي تعاني من عصابة المتحرشين.. وهلم جرا وهلم سحبا!
وهذا لا يعدو كونه غيضا من فيض وقطرة من سيل مساوئ، يرتكز سوادها الأعظم تحت مظلة المحتوى وسحابة الفكرة، لذا يتمنى المرء الطموح الذي يرى وطنه يشرع بالازدهار والتقدم، أن تتم الالتفاتة الجادة لهذا الأمر من قبل وزارة الإعلام أو الهيئات المنبثقة عنها والتابعة لها والتي تعنى بهذا الأمر، لتخصيص اشتراطات يسيرة لا تحول بين المبدعين وأفكارهم ولا تقلل مساحة الحرية لخيالهم، ولكن تقنن حسبما يساهم ذلك في تطوير وإثراء المحتوى الفني.
- Twitter: Alswayad