أجمل فعالية خيرية في حينا خلال شهر رمضان المبارك الذي ودعناه قبل أيام وذهب مسرعا كعادة اللحظات الجميلة التي تكون عزيزة لا تطول هي «ثلاجة الخير» التي نصبها أحد الجيران في الجهة المقابلة لبيته ولا أخفيكم أني لم أتفاءل بها عند رؤيتها للمرة الأولى واعتقدت أنها كبقية ثلاجات الخير التي تنصب ثم تنسى أو يوضع بها رديء الطعام أو أكياس فارغة حتى ينفر المحتاج من فتحها أو الاستفادة منها لعلمه بما حوت.
ثلاجة حينا تتميز بتعاهد أصحابها ففي كل يوم يضعون بها 90 وجبة يومية على دفعتين عدا أكياس الفواكه والتمر والماء، هذه الصورة التي ذكرتها لم تنقل لي فقط بل رأيت بعيني تفاعل العمالة وربما اعتمادهم عليها، فقبيل المغرب نرى الدراجات الهوائية وسيارات السائقين والراجلين يقبلون عليها دون أي قوانين أو نظرات من أصحابها، فهم متوارون لا يعرف مستفيدو الثلاجة أشكالهم وفي إعجاب مفعم بالفضول اتصلت على جارتنا أهنئها على هذا النجاح الكبير لمشروع الثلاجة الخيرية لكني صدمت عندما أخبرتني أنها خارج المنطقة فقلت: والثلاجة ! حينها عرفت أن تعاهد الشيء والاهتمام به لا يشترط وجود ذات الشخص وعينه بل في زمن الكورونا يجوز تفعيل العمل عن بعد أيضا وحدثتني أنها أوصت الخادمات وبناتها وأنها تهاتفهن بشكل يومي لتطمئن على مشروعها فهي ادخرته للآخرة وهو الأولى بالرعاية والتعاهد.
قصة الثلاجة يقاس عليها الكثير من المشاريع الخيرية والأسرية والتجارية فالمشروع الذي يهمل يفشل بينما الذي يراد له النجاح يتعاهده صاحبه ويقف عليه والكثير من المشاريع لم يكتب لها الاستدامة التي تمناها صاحبها بسبب إهماله وتوكيله لغيره في متابعته فكم من مشروع خيري بدأ بحماس ثم فشل وكم من مشروع تجاري كبد صاحبه الكثير من الخسائر.
والمشروع الأسري أهمها وأولاها لأن نتيجته أسرة مستقرة وزوجان متفقان ومجتمع صحي إن تعاهد الزوج الزوجة مع الوقوف على احتياجاتها وجعلها إحدى الأولويات في حياته مما يجعل منها امرأة تنقاد له طواعية، فالزوجة المهملة وربما العنيدة إنما سلكت هذا السلوك كردة فعل من الإهمال النفسي والمادي الذي تجده من زوجها.
ونحن في موسم عيد جاء بعد رمضان وكثرة أعبائه ربما يجد بعض الأزواج أنفسهم أمام سلسلة طلبات مرهقة ومن التعاهد ألا يلقي الزوج قنابل الـ «لا» مع كل طلب بعد خدمة شهر كامل حاولت فيه الزوجة أن تتفنن في المطبخ بما يرضي زوجها وأبناءها وتنازلت عن الكثير من الوقت الذي تمنت لو وجدته لنفسها لكن المطبخ سرقه منها.
بل عليه أن يعترف بأهمية ما تطلب فالاعتراف بحد ذاته رفاهية للزوجة فليس صحيحا أن يكرر عليها عبارات «هذا غير مهم وأنت تقلدين فلانة ولديك مثله».. وغيره من قنابل الـ «لا» والتي تعني «لو قمت وقعدت ما راح أعطيك» حتى ترد عليه بقلبها وربما بأعلى صوتها «عطاك الله المر والضر»!! ثم يعيد الناس ويتقابلون بالابتسامات ويصبح عيد أصحاب الـ «لا» وبالا عليهم.
إن الزوجة غير الموظفة لا تجد سبيلا لتلبية احتياجاتها سوى زوجها وإذا كان الزوج يعاملها كامرأة وفقا لاحتياجاته هو كرجل فقد أخطأ فهو يرى أن ثوبه الأبيض لا يمكن لأحد أن يعرف أنه ثوب العام الماضي أو الذي قبله فهو مقتصد ومقتر على نفسه ويعتبر نفسه قدوة! دون أن يدرك أن ثياب الرجال «العقلاء» ثابتة لونا وشكلا ومن غير المنطقي أن تكون مثله أو مجتمعها يكون كمجتمعه فيعرضها لسلسة محاضرات من محيطها ظنا منهم أنها لا تدرك سنة العيد بلبس الجديد! كما لا يحرص على أن يدخل الفرح في بيته بشراء الحلويات حتى وإن كانت زهيدة فتكون أيام العيد في بيته كئيبة لا تفرق عن أيام العام ولم يستطع إيصال رسالة العيد لأطفاله! والزوج الذي لا يدرك الاحتياجات ولا يعترف بها فضلا من توفيرها دون طلب زوج يحتاج لتعاهد من والديه.
إن الزوج الذكي المقصر المشغول والذي يهمه استقرار أسرته ! فإنه يعوض نقصه بالسخاء المادي ولا يترك مجالا للزوجة في التذمر فهو على الأقل حقق لها الاكتفاء وجعلها مميزة بين أهلها وأقاربها وصديقاتها ولا تنظر لنفسها بعين النقص فتنزوي عن الاجتماعات بل تنكفئ على نفسها لشعورها بالدونية أو يكلها لأهلها فتلجأ لهم مع كل مناسبة ليوفروا لها طلباتها والزوج الذكي يعكس شخصيته السخية من خلال زوجته لأنها تنسب له فيقال زوجة فلان وحرم فلان إذا ما اقترنت بزوج رفع مكانتها بين أقرانها، وفي بعض الحضارات فإنهم يحرصون على أن تتحلى زوجاتهم بالذهب كمؤشر للحب وللحياة الكريمة التي صنعوها لها وكلما زاد الذهب الذي ترتديه كون الزوج سمعة حسنة لطيب عشرته! وتعد المرأة البدينة في بعض الحضارات دليل الراحة التي تعيشها بينما الهزيلة ما أهزلها إلا زوج نكد !!
وإذا كنا نقول للزوج تعاهد زوجتك فعلى الزوجة أن تقوم بذلك حتى تصبح الحياة جميلة هانئة باردة كبرود ثلاجة الخير!
@ghannia
ثلاجة حينا تتميز بتعاهد أصحابها ففي كل يوم يضعون بها 90 وجبة يومية على دفعتين عدا أكياس الفواكه والتمر والماء، هذه الصورة التي ذكرتها لم تنقل لي فقط بل رأيت بعيني تفاعل العمالة وربما اعتمادهم عليها، فقبيل المغرب نرى الدراجات الهوائية وسيارات السائقين والراجلين يقبلون عليها دون أي قوانين أو نظرات من أصحابها، فهم متوارون لا يعرف مستفيدو الثلاجة أشكالهم وفي إعجاب مفعم بالفضول اتصلت على جارتنا أهنئها على هذا النجاح الكبير لمشروع الثلاجة الخيرية لكني صدمت عندما أخبرتني أنها خارج المنطقة فقلت: والثلاجة ! حينها عرفت أن تعاهد الشيء والاهتمام به لا يشترط وجود ذات الشخص وعينه بل في زمن الكورونا يجوز تفعيل العمل عن بعد أيضا وحدثتني أنها أوصت الخادمات وبناتها وأنها تهاتفهن بشكل يومي لتطمئن على مشروعها فهي ادخرته للآخرة وهو الأولى بالرعاية والتعاهد.
قصة الثلاجة يقاس عليها الكثير من المشاريع الخيرية والأسرية والتجارية فالمشروع الذي يهمل يفشل بينما الذي يراد له النجاح يتعاهده صاحبه ويقف عليه والكثير من المشاريع لم يكتب لها الاستدامة التي تمناها صاحبها بسبب إهماله وتوكيله لغيره في متابعته فكم من مشروع خيري بدأ بحماس ثم فشل وكم من مشروع تجاري كبد صاحبه الكثير من الخسائر.
والمشروع الأسري أهمها وأولاها لأن نتيجته أسرة مستقرة وزوجان متفقان ومجتمع صحي إن تعاهد الزوج الزوجة مع الوقوف على احتياجاتها وجعلها إحدى الأولويات في حياته مما يجعل منها امرأة تنقاد له طواعية، فالزوجة المهملة وربما العنيدة إنما سلكت هذا السلوك كردة فعل من الإهمال النفسي والمادي الذي تجده من زوجها.
ونحن في موسم عيد جاء بعد رمضان وكثرة أعبائه ربما يجد بعض الأزواج أنفسهم أمام سلسلة طلبات مرهقة ومن التعاهد ألا يلقي الزوج قنابل الـ «لا» مع كل طلب بعد خدمة شهر كامل حاولت فيه الزوجة أن تتفنن في المطبخ بما يرضي زوجها وأبناءها وتنازلت عن الكثير من الوقت الذي تمنت لو وجدته لنفسها لكن المطبخ سرقه منها.
بل عليه أن يعترف بأهمية ما تطلب فالاعتراف بحد ذاته رفاهية للزوجة فليس صحيحا أن يكرر عليها عبارات «هذا غير مهم وأنت تقلدين فلانة ولديك مثله».. وغيره من قنابل الـ «لا» والتي تعني «لو قمت وقعدت ما راح أعطيك» حتى ترد عليه بقلبها وربما بأعلى صوتها «عطاك الله المر والضر»!! ثم يعيد الناس ويتقابلون بالابتسامات ويصبح عيد أصحاب الـ «لا» وبالا عليهم.
إن الزوجة غير الموظفة لا تجد سبيلا لتلبية احتياجاتها سوى زوجها وإذا كان الزوج يعاملها كامرأة وفقا لاحتياجاته هو كرجل فقد أخطأ فهو يرى أن ثوبه الأبيض لا يمكن لأحد أن يعرف أنه ثوب العام الماضي أو الذي قبله فهو مقتصد ومقتر على نفسه ويعتبر نفسه قدوة! دون أن يدرك أن ثياب الرجال «العقلاء» ثابتة لونا وشكلا ومن غير المنطقي أن تكون مثله أو مجتمعها يكون كمجتمعه فيعرضها لسلسة محاضرات من محيطها ظنا منهم أنها لا تدرك سنة العيد بلبس الجديد! كما لا يحرص على أن يدخل الفرح في بيته بشراء الحلويات حتى وإن كانت زهيدة فتكون أيام العيد في بيته كئيبة لا تفرق عن أيام العام ولم يستطع إيصال رسالة العيد لأطفاله! والزوج الذي لا يدرك الاحتياجات ولا يعترف بها فضلا من توفيرها دون طلب زوج يحتاج لتعاهد من والديه.
إن الزوج الذكي المقصر المشغول والذي يهمه استقرار أسرته ! فإنه يعوض نقصه بالسخاء المادي ولا يترك مجالا للزوجة في التذمر فهو على الأقل حقق لها الاكتفاء وجعلها مميزة بين أهلها وأقاربها وصديقاتها ولا تنظر لنفسها بعين النقص فتنزوي عن الاجتماعات بل تنكفئ على نفسها لشعورها بالدونية أو يكلها لأهلها فتلجأ لهم مع كل مناسبة ليوفروا لها طلباتها والزوج الذكي يعكس شخصيته السخية من خلال زوجته لأنها تنسب له فيقال زوجة فلان وحرم فلان إذا ما اقترنت بزوج رفع مكانتها بين أقرانها، وفي بعض الحضارات فإنهم يحرصون على أن تتحلى زوجاتهم بالذهب كمؤشر للحب وللحياة الكريمة التي صنعوها لها وكلما زاد الذهب الذي ترتديه كون الزوج سمعة حسنة لطيب عشرته! وتعد المرأة البدينة في بعض الحضارات دليل الراحة التي تعيشها بينما الهزيلة ما أهزلها إلا زوج نكد !!
وإذا كنا نقول للزوج تعاهد زوجتك فعلى الزوجة أن تقوم بذلك حتى تصبح الحياة جميلة هانئة باردة كبرود ثلاجة الخير!
@ghannia