صفاء قرة محمد ـ بيروت

«حزب الله» يريد الشغور لإبقاء مفاصل الدولة تحت سيطرته خدمة لإيران

لا يزال ملف تأليف الحكومة اللبنانية متعثرًا رغم رسالة الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى البرلمان، وكذلك خطاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الأسبوع الماضي في مجلس النواب، وارتدادات ذلك على الساحة السياسية اللبنانية.

وعلمت (اليوم) أن «مسار تأليف الحكومة لن يبدأ من جديد إلا من خلال وساطة جديدة تكون إما عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أو من خلال المساعي المستمرة للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، لتقريب وجهات النظر بين بعبدا وبيت الوسط، لكن الوسائط الشعبية والسياسية تؤكد أن الرئيس عون وتياره السياسي وحلفاءه في حزب الله لا يرغبون في تشكيل حكومة اختصاصيين تكون برئاسة الحريري، وسيمارسون المماطلة حتى نهاية عهد الرئيس أو حدوث تطورات إقليمية، والشغور في السلطة التنفيذية، وهذا ما يطمح إليه «حزب الله» لإبقاء مفاصل الدولة تحت سيطرته خدمة لمصالحه ومشروع ولاية الفقيه.

مراوحة بالمكان

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في حديث إذاعي، أن «الرئيس المكلف سعد الحريري وعلى مدى ثماني عشرة زيارة لقصر بعبدا، حاول تقديم خيارات جديدة، لكنه كان يقابَل بالرفض».

وحول إمكانية زيارة الرئيس المكلف لبعبدا، أجاب: «الاحتمال وارد، ولكن أي حكومة تحمل في طياتها الثلث المعطل لن يقبل بها الحريري»، مشددًا على أن «الأمور لا تزال على حالها منذ أشهر وحتى اليوم»، وقال: «في حال حُلّت عقدتا الداخلية والثلث المعطل، يمكن عندها أن تكون هناك حكومة في خلال ساعات».

ومن جهته، كشف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله، في حديث صحفي، أن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي سيتوجه إلى تفعيل مبادرته، وسيحث الأفرقاء على تقريب وجهات النظر، وهو يربط ملف تشكيل الحكومة بفترة أسبوعين نسبة للوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يسير من سيئ إلى أسوأ، فالدعم قد رُفع عن العديد من المنتجات، والأسعار ترتفع، والناس تنتظر في الطوابير، وبالتالي ما من وقت».

لبنان في خطر

إلى ذلك، غرّد النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر «تويتر»، كاتبًا: «عملت حماس حتى أصبحت ناطقة باسم المصالح الفلسطينية بدل السلطة، كما عمل حزب الله حتى أصبح الناطق باسم المصالح اللبنانية في قرار الحرب والسلم وفي شروط بناء الدولة»، وأضاف: «احتجزت عمليًا إيران مكان سوريا حافظ الأسد منتصف السبعينيات»، وختم: «الله يستر الشعبين الفلسطيني واللبناني، هما في دائرة الخطر».

وفيما ينهش التهريب إلى سوريا قدرات الدولة المتهالكة، قال عون خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إن «موضوع مكافحة التهريب هو من الأولويات حفاظًا على سمعة الدولة اللبنانية من جهة، وعلى المداخيل المالية، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان». وأضاف: «لقد سبق أن اتخذت إجراءات لكن لا تزال هناك ثغرات يجب سدها، خاصة أن عمليات التهريب تنفذ من شبكات فاعلة ومنظمة متمرسة على التهريب ووفق أساليب مبتكرة ومتطورة».