اليوم، الوكالات - الدمام، عواصم

شبكات حقوقية: الأجهزة الأمنية تجبر السوريين على انتخاب رأس النظام

أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانًا مشتركًا للتنديد بـ «الانتخابات (الرئاسية) المزورة» المقررة في سوريا، أمس الأربعاء، وقالت الدول الخمس إنها «تدعم أصوات جميع السوريين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية، الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها أنها غير شرعية».

وتوجه الناخبون السوريون أمس إلى مراكز الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام؛ للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي قاطعتها المعارضة.

وتحركت محافظة درعا مجددًا في وجه الأسد وانتخاباته، وعبَّر أهالي درعا عن رفضهم ما سموه «مهزلة الانتخابات» التي ينظمها الأسد ونظامه على أنقاض سوريا، ومنذ عدة أيام تحركت المحافظة الجنوبية عبر نشطائها للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، وظهرت كتابات في الشوارع تؤكد رفض الأسد ونظامه، ما أكد على الدور الذي حملته المحافظة الجنوبية على عاتقها منذ مارس 2011 رغم ما يمارس من ضغوط وتجويع وإفقار للشعب على مستوى البلاد ووجود الميليشيات الإيرانية في العديد من مناطق المحافظة.

درعا ترفض

وخرج أهالي درعا أمس في تظاهرة تؤكد رفضها الانتخابات، في ساحة المدينة قرب جامع العمري، الذي شكل مركز انطلاق التظاهرات عام 2011، ورفعوا لافتات تؤكد رفضهم للأسد ونظامه وانتخاباته، ورددوا شعارات ضد النظام وطالبوا بإسقاطه، فيما نفذ ناشطون من المحافظة هجمات على حواجز ومقرات أمنية لميليشيات النظام وإيران في مناطق عديدة بريف درعا، كما نفذ السكان إضرابًا عامًا في معظم مناطق المحافظة.

وقالت «شبكة أخبار درعا» إن مجهولين فجروا عبوة ناسفة بالقرب من منزل محافظ درعا، مروان إبراهيم شلبك، في ساحة الأسد وسط مدينة درعا، حيث نشر ناشطون صورًا توضح اللحظات الأولى للتفجير دون معرفة الخسائر الناجمة عنه، فيما استهدفت الهجمات مبنى البلدية في صيدا شرقًا بإلقاء قنبلة يدوية على المبنى، وقنبلة على منزل رئيس البلدية، وقنابل أخرى على منازل أعضاء «حزب البعث» في البلدة ذاتها، دون تسجيل إصابات بشرية خلال تلك الهجمات.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها موقع تجمع أحرار حوران، مظاهرات واحتجاجات في عدة مدن لمحافظة درعا، إن كان بالإضراب أو الاحتجاجات تؤكد أن منطقة حوران ترفض انتخابات الأسد، ومنها مدن نوى والحراك ودرعا البلد وجاسم ومدن أخرى.

مشاركة إجبارية

من جهتها، أدانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، في بيان لها أمس، تهديد الأجهزة الأمنية السورية للمواطنين من أجل المشاركة في انتخابات رئاسية غير شرعية وسلبهم حقهم في حرية التعبير عن الرأي المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر إرغامهم على انتخاب بشار الأسد حصرًا وهو المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وقالت الشبكة إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بثت وسائل الإعلام الحكومية مظاهرات مؤيدة لإعادة انتخاب بشار الأسد، لافتة إلى أن هناك طبقة من المواطنين المنتفعين سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا من استمرار الحكم الديكتاتوري التسلطي في سوريا.

وأكدت الشبكة استنادًا إلى شهادات عدد من مديرين ومدرسين في المدارس الحكومية، وأساتذة في الجامعات الحكومية في مختلف المحافظات السورية، وكذلك بعض المؤسسات الحكومية الأخرى التي تمكنت من التواصل والحديث مع بعض العاملين فيها، أن من استطاع التحدث منهم على وجود تعليمات شفهية تحمل رسائل تهديد من الأجهزة الأمنية، ومن أعضاء في حزب البعث، بضرورة الخروج وإظهار التأييد لبشار الأسد، وفي درعا أكدت شبكات إعلامية أن نظام الأسد أجبر طلاب الجامعات والموظفين الحكوميين في درعا على الخروج في مسيرات دعمًا للانتخابات في درعا، وتأييدًا لرأس النظام الحالي «بشار الأسد»، والتي اعتبرها أهالي المحافظة انتخابات غير شرعية.

الأمم المتحدة

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك»، إن الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري ليست جزءًا من العملية السياسية المتفق عليها.

وأكد دوجاريك: «الانتخابات ليست جزءًا من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254»، الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي.

وقال: نحن على دراية بإجراء الانتخابات التي لا تعد جزءًا من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، والأمم المتحدة غير منخرطة فيها، ولا يوجد تفويض لنا بذلك.

وأكد على «أهمية التوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يمنح التفويض بإجراء عملية انتخابية عادلة وحرة، وبمشاركة كل السوريين بما في ذلك الذين هم في الشتات».