صالحة العسيري

نحن نمر بمراحل عدة في حياتنا منها الطفولة والبلوغ وعمر النضوج فعندما نصل إلى مرحلة من العمر ألا وهو سن الأربعين دائما كانوا يتحدثون في مجتمعنا عن سن اليأس فطالما ارتبطت هذه الكلمة في ذهني بكثير من الذبول والشحوب والألوان الرمادية فنشعر بالانقباض نحو تلك المرحلة من العمر..

ثم نكتشف لاحقا عندما نمر بذلك العمر أنها كانت مجرد وهم وأن الأربعين وما بعده هو ربيع العمر المكتمل وأن اليأس كلمة لا علاقة لها بالعمر أبدا بل هي حالة يمر بها الإنسان في أي وقت من فترات حياته قد تكون في العشرين واليأس يملأ نفسك وقد تعيش في الستين أجمل أيامك ما يحدد ذلك هو أنت..!!

وأنت وحدك قادر أن تصنع من أيامك ربيعا دائما أو يأسا مستمرا..

وجدت في سن الأربعين ما لم تجده في العمر السابق أحببت نفسي الجديدة التي صقلتها التجارب والخبرات، أحببت الثقة والثبات حصيلة الكثير من العثرات..

في هذه المرحلة أصبح البحث عن السعادة واجبا في تلك المرحلة، أصبح الوقت ثمينا جدا. وفي كل يوم أراجع حساباتي هل حققت ما كنت أود الوصول إليه وأتساءل هل تلك الأهداف التي حققتها كانت ذات قيمة فهنا يبدأ التركيز على الأمور المهمة فلقد وصلنا لمرحلة النضج الفكري والعقلي، كل دقيقة من حياتي أصبحت ذات قيمة لا نريد تضييعها في أمور لا قيمة لها، وهناك أمور تدركها متأخرة لكن أن يدرك الإنسان الخير متأخرا خيرا من ألا يدركه أبدا..

الأهم من ذلك بت أعرف تماما ما أريده وما يناسبني وأصبحت امرأة في الأربعين مصدر بهجة لنفسي تحول ذلك اللون الرمادي الذي كنت أسمعه سابقا إلى كل ألوان القوس قزح وبات الخريف الذي كنت أخشاه شمس صيف لا تغيب فعن أي يأس يتحدثون..!!؟؟

وقد خص الله سبحانه وتعالى ذكره في كتابه العزيز: ((حتىٰ إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلىٰ والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ۖ إني تبت إليك وإني من المسلمين))،

فهو سن قد بلغ فيه قمة الاكتمال من الفهم والقوة البدنية والعقلية..

في الأربعين يشعر الشخص منا كأنه على قمة الجبل ينظر منها إلى طفولته وشبابه ويجد أن مذاقه لا يزال في أعماقه..

ومن جانب آخر ينظر فيجد ما تبقى من مراحل عمره يدرك كم هو قريب منها، ففي سن الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا،،،

همسة امرأة:

ظن كثير من السيدات أنهن بمجرد تخطي سن الأربعين قد وصلن لخريف العمر، فيبدأ بعضهن في الاكتئاب والشعور بالعجز، لكن انظري إليها بنظرة تفاؤل، نظرة مستقبلية جميلة والتركيز على الإيجابية في الحياة والاهتمام بأنفسنا من الناحية الجسدية والعقلية، فالروح تبقى طفولية مهما بلغت أي عمر، أحبوا أعماركم وكونوا على يقين بأنها فرصة مثالية لاستعادة القناعات الشخصية وإعادة تحديد الأولويات في الحياة، فعن أي يأس يتحدثون.. !!

تحية إلى كل من جاوز الأربعين أو دنا من الأربعين..

@Sa_Alaseri