عبدالله الحمدان

أسابيع قليلة انقضى معها عيد الفطر المبارك وانتشرت معه المعايدات والتبريكات بين أقطار الوطن العربي كافة.

وقال ابن الأعرابي قديما «سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد».

وتغزل عبدالرحمن الأهدل في العيد بأبياته «وبسمة العيد فيها الورد منتشرا.. والزهر مزدهر يلقي بأنفاس، تراقصت كلمات الشعر من فرح .. والطير غنى فأشجى كل إحساس».

قديما كان لعيد الفطر مكانة خاصة في مملكتنا الحبيبة. حيث يقوم الأطفال بتوزيع الحلوى على حاضري صلاة العيد، وتجتمع الأسرة على مائدة الإفطار العامرة بأصناف مختلفة قلما وجدت على مائدة الإفطار الرمضانية. ويغلب ارتداء الثياب الجديدة على معظم الرجال في هذا اليوم، ويتزين الأطفال والنساء بملابس عيدهم الجديدة.

أما أشهر مظهر للعيد فهو الفقرة المحببة للجميع وهي (العيدية) ولمن لا يعرفها وإن كنت أشك في ذلك هي ذلك المبلغ المالي الذي يجمعه الأطفال من البالغين لإنفاقه فيما يشتهون. وتمتلئ بعض الشوارع بالأسر التي تفضل تناول الإفطار في المطاعم التي تفتح أبوابها للزبائن بمجرد انتهاء صلاة العيد.

ومن السعودية إلى الإمارات.. حيث يخرج الرجال هناك للبر والمتنزهات محتفلين بحلول عيد الفطر، فتراهم يؤدون الرقصات الشعبية كرقصة الرزفة، فيما تستعد النساء بتزيين الفتيات الصغيرات برسوم الحناء وتعتبر العيدية هي العامل المشترك بين كل الدول العربية تقريبا.

وبالحديث عن باقي الدول العربية، في مصر.. يبدأ الاحتفال بعيد الفطر من مساء آخر أيام رمضان، حيث يطلق عليه اسم (يوم الوقفة) يسهر فيه الشباب في المقاهي حتى صلاة العيد، ويقبل الأهالي على إعداد كعك العيد، ويطلق عليه الاسم الشعبي (الكحك) ويتم التجهيز له في المحلات والمنازل قبل بداية رمضان بأيام لضيافة الزوار.

وإذا كانت الأسر في مصر تستعد للعيد منذ آخر ليالي رمضان، ففي السودان يتم الاستعداد للعيد منذ منتصف شهر رمضان وترى النساء والأطفال وهم يحملون صواني الخبيز وكعك العيد للمخابز، والعيد الصغير كما يسمونه يعد مناسبة خاصة جدا للسودانيين.

ومن المظاهر التي يتميز بها المجتمع التونسي هو «بوطبيلة» الذي ينطلق في فجر أول أيام العيد ليجوب الشوارع والأحياء و‏يقرع طبول العيد ويهنئ الناس الذين يقدمون له مقابلا ماديا رمزيا، بالإضافة لتبادل الزيارات ويعتبر تقديم الهدايا من التقاليد التونسية.

في المغرب يتبادل المغاربة التحيات بعد صلاة العيد، ويرددون عبارة (عواشركم مباركة) ويفضل الكثيرون التوجه إلى المساجد لأداء الصلاة بملابسهم المغربية التقليدية والمتمثلة في الجلابة والجبادور، وبعد العودة إلى البيت يكون أفراد العائلة على موعد مع مائدة الإفطار التي تزينها حلويات وفطائر مثل المسمن والبغرير إضافة إلى الشاي المغربي بالنعناع.

ربما تختلف الدول العربية جغرافيا وتاريخيا، لكن نجتمع جميعا على الاحتفال بعيد الفطر وتوزيع العيدية على الأطفال والابتهاج بأيام جميلة أتمنى أن يعيده الله علينا بالخير والبركات.

@Abdul85_