أنيسة الشريف مكي

مضى أكثر من عام ونحن في قلق وخوف من الجائحة التي ستزول بإذن الله عاجلاً أم آجلاً، وباء مؤقت وإن طال، وسيخف تأثيره السلبي بقدرة الله، لسنا وحدنا من يتعرض لغزوه، العالم كله واقع تحت تأثير هذا الغزو فلن نستسلم له ونحرم شعورنا بالفرح والسعادة.

لنتفاءل دائماً ولنعش مع المتفائلين الإيجابين، أصحاب الأفكار الإيجابية البعيدة كل البعد عن التشاؤم.

لا نلتفت للمتشائمين، وليس معنى هذا عدم الحذر والتخلي عن اتباع الإجراءات الاحترازية التي تقدمها وزارة الصحة، ليس هذا ما أقصده، أقصد تحقيق السعادة بتجنب الأفكار السلبية.

نحمد الله دائما ونقوي صلتنا بالله لتقوى ذواتنا ويقوى الجزء الروحي داخلنا.

لنبتسم ونرى كل جميل، نشاهد جمال شروق الشمس وجمال غروبها، ولنتأمل في الطبيعة وجمالها. سندرك حينها معنى السعادة الحقيقية ونبتعد تماماً عما يشتت أفكارنا ونستمتع بما نحب من هوايات، نسعد غيرنا لنسعد.

الحياة فيها الجميل وفيها عكسه. لنعش لحظة السعادة ونتقبل المواقف المؤلمة هذه سنة الحياة فلنتقبّلها كما هي.

لنبحث عن السعادة ونترجمها أفعالاً لا أقوالاً، بتحقيق الذات والرضا وبالإشباع والطمأنينة.

يقول أرسطو عن السعادة إنها العيش الهني والنجاح في الحياة، وتختلف من شخص لآخر عند أرسطو أيضاً فلا يوجد اتفاق حول طبيعة السعادة، حيث يعتقد البعض أن السعادة هي الخير البديهي المرئي مثل الثروة أو المنصب، وبالنسبة للبعض فإن السعادة الحقيقية مُختلفة وتختلف من فرد لفرد، فالمريض يجد السعادة في الصحة والشفاء والفقير يجد السعادة في المال، وآخرون يجدون السعادة في عمل الخير.

أما أفلاطون ففي حيرة من أمره فهل يجب المشي في طريق البحث عن السعادة أم أن يبدأ الإنسان في الشعور بالسعادة قبل الوصول للهدف، وكملخص فإن السعادة بالنسبة لعلم الفلسفة هي مفهوم يعتمد على الفرد نفسه، فكل إنسان يرى السعادة في مفهومه الخاص.

وفي علم الاجتماع يأتي مفهوم السعادة في دائرة العلاقات الاجتماعية، فإن التفاعل الاجتماعي يؤثر على سعادة الفرد، ويُعرّف علم الاجتماع السعادة بأنها المشاعر الإيجابية الناتجة عن التفاعل الاجتماعي، ومن الأمثلة على العلاقات الاجتماعية التي تؤدي للسعادة: الزواج، والأصدقاء، والأخوة، وزملاء العمل، والجيران، كما أنَّ علم الاجتماع يلخص السعادة بأنها مقدار الدعم الذي تقدمه شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد.

وفي الإسلام فقد أجمع أغلب العلماء على أن السعادة الحقيقة تتمثَّل باتباع الأوامر الإلهية في الدنيا لنيل السعادة الأبديَّة في الآخرة. أؤيدهم تأييداً تاماً وبكل ثقة ويقين أقول: السعادة بعد رضا الله وحسن الظن به سبحانه في تفعيل الأمانة والضمير الحي اليقظ ومراقبة الله في كل فعل وقول (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) هذه السعادة فلنعشها ولنحمد الله.

aneesa_makki@hotmail.com