برنامج إيران العسكري.. أعوام من الخداع الإستراتيجي (2 - 3)
تواصل «اليوم» في الحلقة الثانية سردها أسرار المخطط الإيراني لامتلاك السلاح النووي سرا، وأساليب الخداع التي اتبعها النظام الملالي لإخفاء الأنشطة وأماكن المواقع النووية بعيدا عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقا لدراسات للمجلس الوطني للمقاومة الإيراني تلقاها من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وطرحت المقاومة الإيرانية خلال الثلاثين عاما الماضية عشرات التساؤلات بشأن البرنامج النووي لنظام الملالي، ونشرت عددًا من الكتب حول الخداع النووي الذي يطبقه النظام الإيراني، بما في ذلك كتاب «كيف خدع النظام الإيراني العالم في يونيو 2014» الذي يكشف تفاصيل مثيرة.
وذكر الكتاب كيف تعمد النظام الإيراني إخفاء الأبعاد العسكرية لبرنامجه النووي في فبراير 2016، وأكاذيبه للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحليل لخداع طهران في المحادثات مع مجموعة الدول 5+1 في يناير 2018، فضلا عن أكاذيب حسن روحاني في المفاوضات النووية.
أكبر خداع كان النظام قد أعد في البداية خطة لبناء خمسة رؤوس حربية نووية ليتم تثبيتها على صاروخ شهاب 3، وعلى الرغم من توقف الخطة علنًا بعد سنوات، حيث تعرض النظام للتدقيق الدولي، فقد تم استئنافها سرًّا.
وباستعراض عدد المواقع التي بناها النظام في جميع أنحاء إيران للأنشطة النووية العسكرية يتم التأكد أن نظام الملالي بنى إستراتيجيته على الإخفاء والخداع.
واستعدادًا لتقاريرها ربع السنوية لعام 2020، استفسرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أربعة مواقع متعلقة بالأنشطة النووية للنظام وتم تفتيش ثلاثة، وبصرف النظر عن هذه المواقع الأربعة، تم الوصول لمعلومات بشأن 15 موقعًا آخر على الأقل فيما يتعلق بالأنشطة النووية العسكرية للنظام.
ويسلط تقرير المعارضة الإيرانية الضوء على عدد من هذه المواقع التسعة عشر؛ إذ لم يعلن النظام الإيراني طواعية عن أي من المواقع الـ 15 المبلغ عنها، وجميعها تم الكشف عنها على الرغم من التستر القوي للنظام، وهذا يوضح أبعاد الأنشطة النووية العسكرية السرية للنظام، وأن تصريحاته للوكالة الدولية للطاقة الذرية غير موثوقة في الأساس ومصممة للخداع والابتعاد عن حقيقة الأبعاد العسكرية لأنشطته النووية.
انتكاسة الخطط كان النظام الإيراني قد شرع في تأسيس مشروع كبير للأسلحة النووية يُعرف باسم خطة «أماد»، الذي تم تقليصه بشدة بسبب الكشف عن موقعه الرئيس في لويزان شيان، وأدت هذه الانتكاسة اللاحقة إلى تأخير مساعي النظام لامتلاك أسلحة نووية.
ورصدت المقاومة الإيرانية هذه الانتكاسة والتأخير في سعي النظام لامتلاك سلاح نووي في ديسمبر 2007 ردًّا على تقدير المخابرات الوطنية الأمريكية في أكتوبر 2007، وأجبر ذلك النظام ليس فقط على تأخير برنامجه، ولكن على تغيير الهيكل الكامل لمنظمته للأسلحة النووية بعد عام 2003، وكذلك تدمير بعض المواقع المرتبطة بالمشروع على مدى السنوات التالية، بما في ذلك موقعا «لويزان شيان ومباركة» اللذان تعرضا للهدم والتدمير.
لكن النظام واصل أنشطته النووية العسكرية السرية بأشكال أخرى.
في مشروع «أماد»، الذي بدأ في 1999 واستمر حتى عام 2003، تم توقع جميع جوانب إنتاج سلاح نووي وتم تخصيص موقع محدد لكل جزء من الخطة. لكن بعد أن أُجبر النظام على إيقاف المشروع بسبب التدقيق الدولي، الذي جاء بعد الكشف من قبل المقاومة الإيرانية، توقف النشاط في بعض هذه المواقع أو أعيد توجيهه إلى برنامج أسلحة نووية أكثر إخفاءً.
مراحل الإنتاجوبخصوص مراحل إنتاج الأسلحة النووية، فإن قيادة تصنيع الأسلحة النووية تتم في موقع «لويزان شيان» واستخراج اليورانيوم وإنتاج الكعكة الصفراء في موقع «غاتشين» وإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم في موقع «مباركة» المعروف باسم «طهران»، وتخصيب اليورانيوم في موقع «فوردو» المعروف بـ«الغدير» وبناء صواعق تفجير للأسلحة النووية في موقع «سانجاريان» المعروف باسم «نور آباد 1 و2»، واختبار الانفجار النووي تحت الأرض في موقع «سمنان» المعروف باسم «مشروع ميدان»، والاختبار الهيدروديناميكي (غرفة الانفجار داخل موقع «بارشين» المعروفة باسم تاليغان)، والاختبارات شديدة الانفجار المتعلقة بالأسلحة النووية في موقع «آباده»، المعروف أيضًا باسم «ماريفان»، وإنتاج معادن اليورانيوم (موقع «دارودي» بصناعات محلاتي) والبناء النهائي لقنبلة نووية (موقع «بروجردي» في «بارتشين»).
انتكاسة مشروعمنذ عام 2003، تمت إعادة تسمية المنظمة المكلفة بتطوير الأسلحة النووية في النظام الإيراني وإعادة تنظيمها ونقل مقرها لتجنب الكشف عنها، وكشف ذلك المجلس الوطني للمقاومة في الفترة من 2003 إلى 2011 وفضح هذه المنظمات الجديدة.
وفي تقرير سبتمبر 2005 لحالة مشروع الأسلحة النووية للنظام، أعلنت المقاومة الإيرانية أن الكشف عن موقع لويزان شيان تسبب في تعليق بناء الملالي للقنبلة النووية لمدة عام واحد على الأقل.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدّثين: بحسب التقارير الداخلية للنظام، فإن الكشف عن موقع «لويزان شيان» في مارس 2003 تسبب في أكبر انتكاسة لمشروع الأسلحة النووية للنظام.
بالنظر إلى أن مركز تكنولوجيا الدفاع الجديد، الذي كان يقع سابقًا في موقع لويزان شيان، لعب دورًا تنسيقيًّا في تطوير بناء الأسلحة النووية، فقد أخر الكشف المشاريع النووية للنظام لمدة عام على الأقل.
تقديم مبرروقال محدثين: إنه بعد الكشف عن «لويزان شيان»، قرر النظام تفريق جهاز التسليح النووي الخاص به وعدم جعله مركزيا كما في الماضي، لأنهم خططوا إلى أنه يمكن تقديم مبرر لمكونات هذا البرنامج المشتت.
وبعد هذه الخطة، نقل النظام أنشطته السرية إلى موقع آخر يسمى «مركز التكنولوجيا والجاهزية الدفاعية الجديدة (لويزان 2)» ومن هناك إلى بعض المواقع السرية الأخرى، من الواضح جدا أن الأنشطة النووية العسكرية استمرت في عام 2004.
وبهذه الطريقة، وُجهت ضربة قاصمة للأنشطة النووية العسكرية السرية للنظام، واضطر النظام إلى إجراء تغييرات جادة وتمويه عميق في استمرار أنشطته.
في ديسمبر 2007، أوضح محمد محدّثين، في مؤتمر صحفي في بروكسل كيف أجبر النظام على تعليق خطته الأولية لبناء سلاح نووي في 2003 وأعاد توجيه أنشطة الأسلحة النووية في أشكال جديدة أكثر إخفاء.
رسالة خامنئيوقال محدثين حينها، في إشارة إلى رسالة خامنئي التي أكدت ضرورة الحصول على «أسلحة الليزر والنووية»: إن وقف النظام للأنشطة النووية العسكرية عام 2003 مرتبط بالكشف عن موقع لويزان شيان النووي، الذي تم الكشف عنه بتاريخ 5 مارس 2003».
وكان للنظام الإيراني 11 نشاطًا نوويًّا سريًّا جاريًا في هذا الموقع، تم إنشاؤه منذ 1989، ولهذا السبب دمر النظام الموقع بشكل كامل أواخر عام 2003، حتى إن التربة في المنطقة تم حفرها ونقلها إلى مكان مجهول، لمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى أنشطة هذا المركز، وزارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الموقع في يونيو 2004، بعد 15 شهرًا من تدمير الموقع.
وفي الوثائق الداخلية لمنظمة «الأبحاث الدفاعية الحديثة» المعروفة بالفارسية بمنظمة «سبند SPND»، تم التأكيد مرة أخرى على ضرورة إعادة تنظيم وإخفاء الأنشطة الظاهرة لتصنيع الأسلحة النووية في سبتمبر 2003 بعد الكشف عن «لويزان شيان».
وبحسب نص الوثيقة السرية للغاية، فإن قرار تقسيم خطة أماد (المشروع 110) إلى قسمين سري وعلني جاء بأوامر من وزارة دفاع النظام الإيراني، التي تؤكد الطبيعة العسكرية للمشروع النووي.
تدابير جديدة كما اجتمعت اللجنة الفنية لمشروع 110 النووي بشكل مكثف للتخطيط لتكييف الأنشطة مع التدابير، وتم تقسيم العمل إلى جزئين، بهدف إعداد وتطوير البنية التحتية.
وتم اقتراح إنشاء مركزين جامعيين يسمى «معهد الفيزياء التطبيقية» و«مركز أبحاث الانفجار وتقنيات التأثير» لدعم جامعة «مالك أشتر»، ولكن كانت الخطط الرئيسة تركز على نظام التثبيت في الرأس الحربي وتطوير المواصفات الفنية لهذا النظام.
وفقًا لوثيقة أخرى باللغة الفارسية لمنظمة «سبند»، فإنه في اجتماع 25 أكتوبر 2003، قال العالم النووي محسن فخري زاده: الهدف والمظهر العام هو الإعلان عن إغلاق مشروع «أماد».
وكان من بين الحاضرين في ذلك الاجتماع د. سيد محمد مهدي (طهرانجي)، والمهندس محسن (فخري زاده مهابادي)، ود. فريدون (عباسي دافاني)، ود. مسعود (علي محمدي).
وتؤكد هذه الوثيقة بلا شك صحة الكشف التفصيلي للمقاومة الإيرانية في ديسمبر 2007 أن سبب الإغلاق الواضح لجزء من النشاط النووي العسكري للنظام هو إعادة توجيهه وإعادة هيكلته واستمراره بشكل جديد.
خطة سرية لتثبيت 5 رؤوس حربية نووية على صاروخ شهاب 3
انتكاسة لمشروع «أماد» بامتلاك الأسلحة الذرية في «لويزان شيان»
لماذا نقل النظام الإيراني أنشطته السرية إلى موقع «لويزان 2»؟
وطرحت المقاومة الإيرانية خلال الثلاثين عاما الماضية عشرات التساؤلات بشأن البرنامج النووي لنظام الملالي، ونشرت عددًا من الكتب حول الخداع النووي الذي يطبقه النظام الإيراني، بما في ذلك كتاب «كيف خدع النظام الإيراني العالم في يونيو 2014» الذي يكشف تفاصيل مثيرة.
وذكر الكتاب كيف تعمد النظام الإيراني إخفاء الأبعاد العسكرية لبرنامجه النووي في فبراير 2016، وأكاذيبه للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحليل لخداع طهران في المحادثات مع مجموعة الدول 5+1 في يناير 2018، فضلا عن أكاذيب حسن روحاني في المفاوضات النووية.
أكبر خداع كان النظام قد أعد في البداية خطة لبناء خمسة رؤوس حربية نووية ليتم تثبيتها على صاروخ شهاب 3، وعلى الرغم من توقف الخطة علنًا بعد سنوات، حيث تعرض النظام للتدقيق الدولي، فقد تم استئنافها سرًّا.
وباستعراض عدد المواقع التي بناها النظام في جميع أنحاء إيران للأنشطة النووية العسكرية يتم التأكد أن نظام الملالي بنى إستراتيجيته على الإخفاء والخداع.
واستعدادًا لتقاريرها ربع السنوية لعام 2020، استفسرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أربعة مواقع متعلقة بالأنشطة النووية للنظام وتم تفتيش ثلاثة، وبصرف النظر عن هذه المواقع الأربعة، تم الوصول لمعلومات بشأن 15 موقعًا آخر على الأقل فيما يتعلق بالأنشطة النووية العسكرية للنظام.
ويسلط تقرير المعارضة الإيرانية الضوء على عدد من هذه المواقع التسعة عشر؛ إذ لم يعلن النظام الإيراني طواعية عن أي من المواقع الـ 15 المبلغ عنها، وجميعها تم الكشف عنها على الرغم من التستر القوي للنظام، وهذا يوضح أبعاد الأنشطة النووية العسكرية السرية للنظام، وأن تصريحاته للوكالة الدولية للطاقة الذرية غير موثوقة في الأساس ومصممة للخداع والابتعاد عن حقيقة الأبعاد العسكرية لأنشطته النووية.
انتكاسة الخطط كان النظام الإيراني قد شرع في تأسيس مشروع كبير للأسلحة النووية يُعرف باسم خطة «أماد»، الذي تم تقليصه بشدة بسبب الكشف عن موقعه الرئيس في لويزان شيان، وأدت هذه الانتكاسة اللاحقة إلى تأخير مساعي النظام لامتلاك أسلحة نووية.
ورصدت المقاومة الإيرانية هذه الانتكاسة والتأخير في سعي النظام لامتلاك سلاح نووي في ديسمبر 2007 ردًّا على تقدير المخابرات الوطنية الأمريكية في أكتوبر 2007، وأجبر ذلك النظام ليس فقط على تأخير برنامجه، ولكن على تغيير الهيكل الكامل لمنظمته للأسلحة النووية بعد عام 2003، وكذلك تدمير بعض المواقع المرتبطة بالمشروع على مدى السنوات التالية، بما في ذلك موقعا «لويزان شيان ومباركة» اللذان تعرضا للهدم والتدمير.
لكن النظام واصل أنشطته النووية العسكرية السرية بأشكال أخرى.
في مشروع «أماد»، الذي بدأ في 1999 واستمر حتى عام 2003، تم توقع جميع جوانب إنتاج سلاح نووي وتم تخصيص موقع محدد لكل جزء من الخطة. لكن بعد أن أُجبر النظام على إيقاف المشروع بسبب التدقيق الدولي، الذي جاء بعد الكشف من قبل المقاومة الإيرانية، توقف النشاط في بعض هذه المواقع أو أعيد توجيهه إلى برنامج أسلحة نووية أكثر إخفاءً.
مراحل الإنتاجوبخصوص مراحل إنتاج الأسلحة النووية، فإن قيادة تصنيع الأسلحة النووية تتم في موقع «لويزان شيان» واستخراج اليورانيوم وإنتاج الكعكة الصفراء في موقع «غاتشين» وإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم في موقع «مباركة» المعروف باسم «طهران»، وتخصيب اليورانيوم في موقع «فوردو» المعروف بـ«الغدير» وبناء صواعق تفجير للأسلحة النووية في موقع «سانجاريان» المعروف باسم «نور آباد 1 و2»، واختبار الانفجار النووي تحت الأرض في موقع «سمنان» المعروف باسم «مشروع ميدان»، والاختبار الهيدروديناميكي (غرفة الانفجار داخل موقع «بارشين» المعروفة باسم تاليغان)، والاختبارات شديدة الانفجار المتعلقة بالأسلحة النووية في موقع «آباده»، المعروف أيضًا باسم «ماريفان»، وإنتاج معادن اليورانيوم (موقع «دارودي» بصناعات محلاتي) والبناء النهائي لقنبلة نووية (موقع «بروجردي» في «بارتشين»).
انتكاسة مشروعمنذ عام 2003، تمت إعادة تسمية المنظمة المكلفة بتطوير الأسلحة النووية في النظام الإيراني وإعادة تنظيمها ونقل مقرها لتجنب الكشف عنها، وكشف ذلك المجلس الوطني للمقاومة في الفترة من 2003 إلى 2011 وفضح هذه المنظمات الجديدة.
وفي تقرير سبتمبر 2005 لحالة مشروع الأسلحة النووية للنظام، أعلنت المقاومة الإيرانية أن الكشف عن موقع لويزان شيان تسبب في تعليق بناء الملالي للقنبلة النووية لمدة عام واحد على الأقل.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدّثين: بحسب التقارير الداخلية للنظام، فإن الكشف عن موقع «لويزان شيان» في مارس 2003 تسبب في أكبر انتكاسة لمشروع الأسلحة النووية للنظام.
بالنظر إلى أن مركز تكنولوجيا الدفاع الجديد، الذي كان يقع سابقًا في موقع لويزان شيان، لعب دورًا تنسيقيًّا في تطوير بناء الأسلحة النووية، فقد أخر الكشف المشاريع النووية للنظام لمدة عام على الأقل.
تقديم مبرروقال محدثين: إنه بعد الكشف عن «لويزان شيان»، قرر النظام تفريق جهاز التسليح النووي الخاص به وعدم جعله مركزيا كما في الماضي، لأنهم خططوا إلى أنه يمكن تقديم مبرر لمكونات هذا البرنامج المشتت.
وبعد هذه الخطة، نقل النظام أنشطته السرية إلى موقع آخر يسمى «مركز التكنولوجيا والجاهزية الدفاعية الجديدة (لويزان 2)» ومن هناك إلى بعض المواقع السرية الأخرى، من الواضح جدا أن الأنشطة النووية العسكرية استمرت في عام 2004.
وبهذه الطريقة، وُجهت ضربة قاصمة للأنشطة النووية العسكرية السرية للنظام، واضطر النظام إلى إجراء تغييرات جادة وتمويه عميق في استمرار أنشطته.
في ديسمبر 2007، أوضح محمد محدّثين، في مؤتمر صحفي في بروكسل كيف أجبر النظام على تعليق خطته الأولية لبناء سلاح نووي في 2003 وأعاد توجيه أنشطة الأسلحة النووية في أشكال جديدة أكثر إخفاء.
رسالة خامنئيوقال محدثين حينها، في إشارة إلى رسالة خامنئي التي أكدت ضرورة الحصول على «أسلحة الليزر والنووية»: إن وقف النظام للأنشطة النووية العسكرية عام 2003 مرتبط بالكشف عن موقع لويزان شيان النووي، الذي تم الكشف عنه بتاريخ 5 مارس 2003».
وكان للنظام الإيراني 11 نشاطًا نوويًّا سريًّا جاريًا في هذا الموقع، تم إنشاؤه منذ 1989، ولهذا السبب دمر النظام الموقع بشكل كامل أواخر عام 2003، حتى إن التربة في المنطقة تم حفرها ونقلها إلى مكان مجهول، لمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى أنشطة هذا المركز، وزارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الموقع في يونيو 2004، بعد 15 شهرًا من تدمير الموقع.
وفي الوثائق الداخلية لمنظمة «الأبحاث الدفاعية الحديثة» المعروفة بالفارسية بمنظمة «سبند SPND»، تم التأكيد مرة أخرى على ضرورة إعادة تنظيم وإخفاء الأنشطة الظاهرة لتصنيع الأسلحة النووية في سبتمبر 2003 بعد الكشف عن «لويزان شيان».
وبحسب نص الوثيقة السرية للغاية، فإن قرار تقسيم خطة أماد (المشروع 110) إلى قسمين سري وعلني جاء بأوامر من وزارة دفاع النظام الإيراني، التي تؤكد الطبيعة العسكرية للمشروع النووي.
تدابير جديدة كما اجتمعت اللجنة الفنية لمشروع 110 النووي بشكل مكثف للتخطيط لتكييف الأنشطة مع التدابير، وتم تقسيم العمل إلى جزئين، بهدف إعداد وتطوير البنية التحتية.
وتم اقتراح إنشاء مركزين جامعيين يسمى «معهد الفيزياء التطبيقية» و«مركز أبحاث الانفجار وتقنيات التأثير» لدعم جامعة «مالك أشتر»، ولكن كانت الخطط الرئيسة تركز على نظام التثبيت في الرأس الحربي وتطوير المواصفات الفنية لهذا النظام.
وفقًا لوثيقة أخرى باللغة الفارسية لمنظمة «سبند»، فإنه في اجتماع 25 أكتوبر 2003، قال العالم النووي محسن فخري زاده: الهدف والمظهر العام هو الإعلان عن إغلاق مشروع «أماد».
وكان من بين الحاضرين في ذلك الاجتماع د. سيد محمد مهدي (طهرانجي)، والمهندس محسن (فخري زاده مهابادي)، ود. فريدون (عباسي دافاني)، ود. مسعود (علي محمدي).
وتؤكد هذه الوثيقة بلا شك صحة الكشف التفصيلي للمقاومة الإيرانية في ديسمبر 2007 أن سبب الإغلاق الواضح لجزء من النشاط النووي العسكري للنظام هو إعادة توجيهه وإعادة هيكلته واستمراره بشكل جديد.
خطة سرية لتثبيت 5 رؤوس حربية نووية على صاروخ شهاب 3
انتكاسة لمشروع «أماد» بامتلاك الأسلحة الذرية في «لويزان شيان»
لماذا نقل النظام الإيراني أنشطته السرية إلى موقع «لويزان 2»؟