تذكر الروايات الشفهية أن ابتداء زمن الوفرة فيه من العجائب اللفظية الكثير، فقد زامن الفيض المالي في بلادنا رغبة جامحة لدى بعضنا في الكسب السريع والركض والمزاحمة والبحث والتقصي.
حدث أن كان رجل من المحيطين بذوي المال مسئولا لدى الكبير عن الأمور التي كانت ترتبط بالعطايا والهبات، يهب لمن يشاء ويكثر لذاك ويقلل عن هذا، وتعارف المجتمع أنه إذا «سنع» فردا فذاك الفرد قد كتب له أن يكون ذا حظ عظيم، والذي «ما له سنع» فلن يجد الجود إليه طريقا، أو يحصل على القليل.
وذات سنة ابتنى ذاك الرجل بيتا طينيا أنيقا وواسعا وذا غرف ومجالس وباحة خارجية وسلالم واسعة تؤدي إلى «المقلط» الذي يتناول فيه المدعوون الطعام، في عرفنا العصري صالة أكل.
استعذب ذلك الرجل إقامة مأدبة عشاء، أو ما يسمى «نزالة» لعلية القوم يتقدمهم الرجل الكبير «العم» أو القامة الكبيرة. وبعد تناول العشاء وإمعانا في التكريم أراد صاحب المنزل أن يدعو ضيوفه إلى جولة في المبنى الفخم، وأثناء الصعود إلى الدور الثاني سمع القريبون من الرجل الكبير عبارة تتكرر عند التحرك من درجة إلى أخرى وهي عبارة: ما لك سنع. وكأنه يلمح أن بناءه هذا قام من حرمان البعض من العطايا والهبات و«الشرهات بإسماعهم تلك العبارة: ما لك سنع»..
هذا الشيء سنع.. وذاك الشيء «قلة سنع»..
وهكذا..
وربما القليل منا يدرك أن الكلمة فصيحة..
قال صاحب القاموس:
السنع، محركه: الجمال. والأسنع: الطويل. وهذا أسنع: أفضل وأطول. والسانعة: الناقة الحسنة.
ومن هذا قد نصل إلى أن الكلمة تعني الصالح من الأمور أو المرغوب على عكس الفاسد منها.
وهكذا نرى أن معظم المفردات المستعملة حاليا في نجد جاءت من الفصحى.
وفي القصيم تدور قصة عن رجل سيئ الصناعة اليدوية. فكان إذا استلم شيئا لإصلاحه أفسده بدلا من ذلك.
ويمر به في دكانه أحد الظرفاء يوميا. فيقول له: السلام عليكم يابوفلان. اليوم وش أنت تفسد..! على غرار وش أنت تسوي.
لأن العبارة: «وش أنت تسوى» تعني أنك تمسك شيئا لإصلاحه.
ونجد أن «سواة» أو «سوايا» لا تعني دائما الإنجاز. فإذا قيل لرجل «هذي سواياك» لا تدل إلا أنه قام بشيء فيه ضرر.
A_Althukair@
حدث أن كان رجل من المحيطين بذوي المال مسئولا لدى الكبير عن الأمور التي كانت ترتبط بالعطايا والهبات، يهب لمن يشاء ويكثر لذاك ويقلل عن هذا، وتعارف المجتمع أنه إذا «سنع» فردا فذاك الفرد قد كتب له أن يكون ذا حظ عظيم، والذي «ما له سنع» فلن يجد الجود إليه طريقا، أو يحصل على القليل.
وذات سنة ابتنى ذاك الرجل بيتا طينيا أنيقا وواسعا وذا غرف ومجالس وباحة خارجية وسلالم واسعة تؤدي إلى «المقلط» الذي يتناول فيه المدعوون الطعام، في عرفنا العصري صالة أكل.
استعذب ذلك الرجل إقامة مأدبة عشاء، أو ما يسمى «نزالة» لعلية القوم يتقدمهم الرجل الكبير «العم» أو القامة الكبيرة. وبعد تناول العشاء وإمعانا في التكريم أراد صاحب المنزل أن يدعو ضيوفه إلى جولة في المبنى الفخم، وأثناء الصعود إلى الدور الثاني سمع القريبون من الرجل الكبير عبارة تتكرر عند التحرك من درجة إلى أخرى وهي عبارة: ما لك سنع. وكأنه يلمح أن بناءه هذا قام من حرمان البعض من العطايا والهبات و«الشرهات بإسماعهم تلك العبارة: ما لك سنع»..
هذا الشيء سنع.. وذاك الشيء «قلة سنع»..
وهكذا..
وربما القليل منا يدرك أن الكلمة فصيحة..
قال صاحب القاموس:
السنع، محركه: الجمال. والأسنع: الطويل. وهذا أسنع: أفضل وأطول. والسانعة: الناقة الحسنة.
ومن هذا قد نصل إلى أن الكلمة تعني الصالح من الأمور أو المرغوب على عكس الفاسد منها.
وهكذا نرى أن معظم المفردات المستعملة حاليا في نجد جاءت من الفصحى.
وفي القصيم تدور قصة عن رجل سيئ الصناعة اليدوية. فكان إذا استلم شيئا لإصلاحه أفسده بدلا من ذلك.
ويمر به في دكانه أحد الظرفاء يوميا. فيقول له: السلام عليكم يابوفلان. اليوم وش أنت تفسد..! على غرار وش أنت تسوي.
لأن العبارة: «وش أنت تسوى» تعني أنك تمسك شيئا لإصلاحه.
ونجد أن «سواة» أو «سوايا» لا تعني دائما الإنجاز. فإذا قيل لرجل «هذي سواياك» لا تدل إلا أنه قام بشيء فيه ضرر.
A_Althukair@