صفاء قره محمد، الوكالات - بيروت

تيار «المستقبل» متأسفا: رئاسة الجمهورية أسيرة لطموحات باسيل

وجهت رئاسة الجمهورية اللبنانية ضربة قاضية لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، في وقت دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب القوى السياسية لتقديم تنازلات، كما دعا أشقاء وأصدقاء بلاده للوقوف إلى جانب الشعب.

وناشد دياب في كلمة وجهها إلى اللبنانيين مساء أمس الأربعاء القوى السياسية، إلى تقديم التنازلات، موجها نداء إلى أشقاء لبنان وأصدقائه، بالقول «الشعب اللبناني ينتظر من أشقائه وأصدقائه الوقوف إلى جانبه، ومساعدته في محنته القاسية».

ورأى أن الانهيار، في حال حصوله «ستكون تداعياته خطيرة جدا، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على المقيمين على أرضه أيضا، وكذلك على الدول الشقيقة والصديقة، في البر أو عبر البحر، ولن يكون أحد قادرا على ضبط ما يحمله البحر من موجات».

وأضاف «لا أريد توجيه الاتهام لأحد، لأن المرحلة تتطلب أعلى درجات المسؤولية كي نتمكن من تخفيف آلام السقوط في حال حصوله لا سمح الله».

زيارة الراعي

من جهة أخرى، استبقت الرئاسة اللبنانية أمس، زيارة للبطريرك بشارة الراعي لقصر بعبدا في محاولة لتذليل الصعوبات وتشكيل حكومة إنقاذ، وأصدرت بيانا هاجمت فيه الحريري وحملته المسؤولية عن تأخر تشكيل الحكومة، فيما رد تيار المستقبل سريعا على بيان الرئاسة رادا الاتهامات التي كالها بيان الرئاسة للحريري.

واعتبر مراقبون أن ما حصل أمس بين الرئاستين هو إعلان نهاية مبادرة بري وضربة لأي محاولة لتشكيل الحكومة بما فيها تحرك الراعي الذي طالب المسؤولين اللبنانيين بعدم التراشق بالإهانات.

وحمل بيان الرئيس عون الذي صدر عن بعبدا، أمس، الحريري وحده تأخر ولادة الحكومة اللبنانية، معتبرا أن «من يضرب اتفاق (الطائف) هو من يعمل على ضرب الدستور والتلاعب على نصوص واضحة فيه».

دور باسيل

وفي السياق، قال بيان تيار «المستقبل» الذي رأسه سعد الحريري: «لقد ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل، وأن فخامة الرئيس العماد ميشيل عون مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه، ويأتي بيان القصر الجمهوري ردا على «تيار المستقبل»، ليؤكد هذا الانطباع ويكشف حقيقة الدور الذي يتولاه جبران وفريق عمله، بإهانة موقع الرئاسة الأولى وما يمثله في الحياة الوطنية، واستخدامه في أجندات حزبية ضيقة أشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات.

وأضاف: «من المؤسف أن يصبح موقع الرئاسة ممسوكا من قبل حفنة مستشارين يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها، والأشد أسفا أن يقبل رئيس البلاد التوقيع على بيان أعده جبران باسيل شخصيا في حضور نادي مستشاري السوء الذي يقيم أيضا في الجناح المذكور».

خطاب طائفيوأردف التيار: «كل الحملات على رئاسة الجمهورية بطلها جبران باسيل ومن زرعهم في القصر، تارة من خلال تعميم الخطاب الطائفي والمذهبي، وطورا باللجوء إلى ممارسات غريبة الأطوار وبعيدة كل البعد عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني في التعاطي مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة»، مؤكدا أن الرئيس المكلف التزم بأصول الدستور وواصل التشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اللبنانيين، وليس حكومة تلبي تطلعات جبران باسيل، والجميع شهود على ذلك، وشهود على إحباط باسيل لكل المبادرات، مستطردا: أما من يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية يا فخامة الرئيس، فهو من يتاجر بها ويضعها في البازار السياسي للبيع والشراء بها، «كرمى لعيون الصهر».

حكومة إنقاذية

من جهته، قال البطريرك بشارة الراعي بعد زيارة عون: نريد حكومة إنقاذية تنهض بلبنان مما هو فيه، وعندما نقول لبنان الدولة نقصد الشعب إضافة إلى الأرض والكيان، وللمسؤولين السياسيين نقول أين الخدميون منكم؟ والبلد يريد الإنقاذ لا «القواص» المعنوي.

وشدد الراعي على أن «تشكيل الحكومة يجب أن يكون فوق كل اعتبار، ومن الممكن - كلبنانيين - أن نختلف في البرامج ووجهات النظر، لكن لا يمكن أن نهين بعضنا بالشخصي».

وأشار إلى أن «فكرة حكومة الأقطاب طرحتها في السابق وأتمنى من كل قلبي حكومة أقطاب كي نخرج مما نحن فيه»، ولفت إلى أن «الشعب يموت وليس لدينا رغيف ولا دواء ونحن «نتكلم عن وزيرين»، ولا أسمح لنفسي بتسمية الوزيرين المسيحيين».