شيخة العامودي تكتب:

تنتهي الحياة كما تبدأ أنت ونفسك، روحك وجسدك الفارق هو أنك تبدأ الحياة صاخبا لتنهيها بهدوء، حركة جسدك وصوتك الذي يشعر العالم بولادة مخلوق سيأخذ حيزا منه من هوائه وأرضه ورزقه سيقابله انسحاب بصمت تاركا حيزه وثوبه ومدخراته وشيئا من صوره وذكرياته لورثته وأحبابه. سيدخل الدنيا بقدر يجهله نسج له سيلبسه يوما بعد يوم وعاما بعد عام تفاجئه الأيام وتهبه السعادة ألوانا ومن طيف المشاعر سيتذوق مذاقا إثر مذاق، وسيخرج منها عالما ما خط وعمل، ما أسس وما هدم، ما أنفق وما ادخر. في سطور كتبت رحلة الحياة وقرأتها أنت في ثوان ومهما كان عمرك الآن سأطلب منك أن تعود للوراء، انظر لنفسك وأنت في الصف السادس الابتدائي حيث تكون المدارك استوعبت كثيرا من الأشياء ثم أعد قراءة شريطك إلى الأمس. هل تستحق حياتك النفيسة أن تحياها بكثير من المجاملات التي قد تسرق منها فرحة نفسك لتهديها لأشخاص بغض النظر عن مدى قربهم واستثني من هذا الحديث الوالدين؟ هل تستحق تدقيقا كثيرا في حياة البشر أو محاولات للفت انتباههم على حساب لحظتك الجميلة، أو دقيقتك النفيسة؟

هل أنت راض بنسبة 90% عن يومك عندما تقيمه قبل أن تقرأ أذكار النوم وتغفو لتغفو أو لتصحو؟ الحياة قيمة نفيسة تعجز عن تصوير مدى روعتها الكلمات أو معجم من المفردات، هي كنز الأحياء محروم منه لحين الأموات أو المأسورون في غيبوبة، منتصفهم حي ومنتصفهم في سبات، هي كنز طريقه سالك لمن يعرف كيف يستمتع بالحياة.

سأشاركك بوصفة جربتها فنحن من أجل تلك النفيسة نجرب وصفة إثر وصفة إلى أن نتخير ما تحبه وتسر به وترتاح وجميل أن نتشاركها في صحيفة أو رسالة أو في جمعة أحباب.

كن كريما مع مشاعرك امنحها مداها لتتشرب الإحساس ومع البشر واكبهم مشاعرهم في لحظات ترحهم، حزنهم، انتصاراتهم..... بمقدار وتأكد أن تجعله لا يفيض وينسكب على مشاعرك فتختل المعادلات بمعنى لو كنت مسرورا ضاعف المسرات حد الابتهاج فإن صادفك خبر حزين واسه وجامله بالمفردات واترك مشاعرك محاطة بحصن لا تخترقه المؤثرات.

حرر نفسك من وسائل التواصل وضع وقتا مستقطعا وجدولا للمرور لا تقيد عالمك المتسع وزمنك اللا محدود بحدود. في إنجازك للأمور تخير أن تنجز الأمر الذي يسعدك وإن أجهدك ولا تنجز الأمر السهل الذي يتعسك. ابتعد عن المقارنات وحب لغيرك ما تتمناه لنفسك واعلم أن بتمني الخير لغيرك ستعود عليك الخيرات، ابتسم فلن تشقى الحياة بتجهمك ولن تغير خططها ما دمت متسلطا غير راض وستستسلم لك إن جاريتها وسايرتها مبتسما ورددت دوما «الحمد لله وغدا سيعدلها الله»، تلك وصفة من وصفاتي النافعة أهديها لكم بمصداقية مجرب صادق الحياة.

* ومضة

صفا لي دهري يدللني على شرفات البحيرات يؤرجحني على نعيم الخيرات يتصفحني جليا يهديني تبسمات أنا والدهر صحبة رغم الأزمات.