علي بطيح العمري

«الشهرة مثل المال، هناك غني جاهل، وهناك فقير عاقل.. مال ينهال على من لا يستحق، ومحروم لديه كل أسباب الغنى.. كذلك الشهرة.. مشهور لا تعرف لشهرته علة، ومغمور يستحق كل شهرة»، هذا النص من روائع أحمد أمين.

يتكرر ويكثر الحديث عن بعض المشاهير، وما ذلك إلا للجوانب السلبية والجنايات الآثمة التي يخلفونها، فجنايات المشاهير كثيرة في حق المجتمع وقيمه وفي الانطباع السيئ لدى من يشاهد محتواهم الإعلامي والإعلاني، وربما وصل سفههم إلى الدين والوطن.

أحياناً أميل إلى عدم لوم المشاهير على سيئاتهم بقدر ما ألوم حَمَلة (التلوث) الذين يحملون التلوث الثقافي والتشوه البصري والسمعي بين أيديهم وبجوالاتهم ثم يصبونه عبر قنواتهم التواصلية على الناس؛ لأن المشاهير لو لم يجدوا أرضاً خصبة ورعاعاً تعجب وتشجع وتتابع وتنقل لما استمروا ولما تكاثروا!!

* يظهر (هو) في إعلان لأكلة جاذبة، (يزدردها) بالمجان، بينما يدفع متابعوه مبالغ باهظة.. (هنا طاعة عمياء).

* تخرج (هي) مرتدية ملابس مدفوعة الثمن ومتابعاتها يطاردن هذه الموضة التي قد لا تكون بجودة عالية.. (التقليد آفة عصية العلاج).

* مراهقة تعيش في أسرة متوسطة الحال تتابع زميلاتها ويومياتهن وارتيادهن الأسواق، وشراء الموديلات الفخمة، كيف يكون وضعها الذهني والنفسي مع أسرتها؟!

* متابعة بعض المشهورين.. تستنزف اقتصاد الأسرة عبر التقليد في شراء الموديلات والذهاب للتسوق.

* أغلب ما يعرض من يوميات بعض الناس والمشاهير هي تمثيل وتكلف لا يمثل حياتهم.. لكن مَن يقنع تلك المراهقة بأن ما تراه مظاهر لا تعكس واقع الناس، ومن يقنع زوجة بالقناعة في ظل البذخ الطاغي على شاشات الإعلام الجديد؟!

للأسف أن صور الناس عن حياتهم الافتراضية.. خربت حياة الأسر (الواقعية).

* بعض المشاهير لا يسيئون لأنفسهم وعوائلهم فقط، فإساءاتهم تمتد إلى وطنهم وربما إسلامهم، وحتى في لباسهم خروج عن «اللياقة»!

ولعظم هذه السلبيات والجنايات أظنها دقت ساعة (التبليك) وإيقاف (غثاثات) المشاهير، و(التبليك والإيقاف) حملة حميدة لتنظيف حساباتك من المتردية والنطيحة، وحماية لمالك وأولادك.. والوعي أيضاً من الحلول لإيقاف سخافات المشاهير، فلو أهملنا الصور والمقاطع التي نتلقاها؛ لماتت سلبياتهم في مهدها.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الشهرة مغرية، لكن لا تجعلها تغير فيك طباعك الرائعة وإنسانيتك المتوقدة.

@alomary2008