تكتبها وتقرأها وتنطقها. قد ترفعك درجات أو تطيح بك في شعور الإهانة وتأنيب الضمير، بعضها سلس ومرن، والبعض الآخر مركب ومعقد، بعضها شامل وجامع، والبعض الآخر دقيق وخاص...
وحدها الكلمات تلعب كل هذه الأدوار المختلفة... أحيانا تأتي جامحة تصيب الهدف بامتياز، وأحيانا أخرى تأتي مسطولة وعبثية تلوح هنا وهناك دون هدف محدد... فالكلمات هي العمود الفقري لكل حوار وكل نص، وتتحكم فيها طبيعة الشخص الموجهة إليه وخلفية الخطيب وزمكانية الحدث...
يختلف شكل الكلمة وتختلف قيمتها كذلك حسب الغاية منها. عندما يوجه المحب لمحبوبه خطابا يحاول جاهدا استحضار أرقى العبارات ونسج أبهى القصائد المعبرة عن الشعور الكامن بداخله. عندما يوجه المحاضر خطابه يحاول التعبير بكلمات هادفة ودقيقة يستعملها كحجة لإقناع الحاضرين والتأثير عليهم. عندما يتحدث المسوق التجاري إلى الزبون يحاول بكلماته توجيه خطاب عاطفي يحرك به الحاجات الدفينة لدى هذا الأخير من أجل حثه على عملية الشراء...
بفضل كلمة كم من عدو انسحب من الحرب، وكم من محبوب عاد أدراجه طالبا الاعتذار، وكم من تلميذ غيّر مساره نحو الاجتهاد، وكم من شخص ثاب من زلاته وعاد إلى الرشاد...
وصحيح أن الكلمة يتغير وقعها حسب الصيغة التي أتت عليها؛ مقروءة أو مسموعة أو مكتوبة، وعلى خلاف ما يعتقده العامة من الناس أن الكلمة تلفظ أنفاسها الأخيرة تكرما غير أنها في الحقيقة حاجة أساسية مقرونة بالحاجة الملحة إلى الكلام والتعبير عما يجول بالخواطر من آراء وجهات في النظر وقصص وحكايات...
والكلمة ينطقها مَنْ هو أكثر جرأة، يعبر بها عما يصول ويجول بذهنه بكل راحة... وبالمقابل يختار أن يكتبها من ليست له هذه الجرأة الكافية لإظهار وجهه الحقيقي، فيلتمس من شفتيه الاعتذار ويعطي العنان لقلمه... أما الذي يقرأها فهو يحبذ الإبحار وسط دهاليز الدفاتر والكتب لعله يجد ما يروي عطشه أو يجيب عن أسئلته...
فوحدها الكلمات تستطيع أن تخلق كل هذه الفوضى وتدفعنا لكتابة هذا المقال من أجل إنصافها والاعتراف بأنها صاحبة الفضل علينا وهي تلازمنا أينما حللنا وارتحلنا...
ووحدها الكلمات استطاعت تلخيص معانٍ وفيرة بحروف قليلة.
alharby0111@
وحدها الكلمات تلعب كل هذه الأدوار المختلفة... أحيانا تأتي جامحة تصيب الهدف بامتياز، وأحيانا أخرى تأتي مسطولة وعبثية تلوح هنا وهناك دون هدف محدد... فالكلمات هي العمود الفقري لكل حوار وكل نص، وتتحكم فيها طبيعة الشخص الموجهة إليه وخلفية الخطيب وزمكانية الحدث...
يختلف شكل الكلمة وتختلف قيمتها كذلك حسب الغاية منها. عندما يوجه المحب لمحبوبه خطابا يحاول جاهدا استحضار أرقى العبارات ونسج أبهى القصائد المعبرة عن الشعور الكامن بداخله. عندما يوجه المحاضر خطابه يحاول التعبير بكلمات هادفة ودقيقة يستعملها كحجة لإقناع الحاضرين والتأثير عليهم. عندما يتحدث المسوق التجاري إلى الزبون يحاول بكلماته توجيه خطاب عاطفي يحرك به الحاجات الدفينة لدى هذا الأخير من أجل حثه على عملية الشراء...
بفضل كلمة كم من عدو انسحب من الحرب، وكم من محبوب عاد أدراجه طالبا الاعتذار، وكم من تلميذ غيّر مساره نحو الاجتهاد، وكم من شخص ثاب من زلاته وعاد إلى الرشاد...
وصحيح أن الكلمة يتغير وقعها حسب الصيغة التي أتت عليها؛ مقروءة أو مسموعة أو مكتوبة، وعلى خلاف ما يعتقده العامة من الناس أن الكلمة تلفظ أنفاسها الأخيرة تكرما غير أنها في الحقيقة حاجة أساسية مقرونة بالحاجة الملحة إلى الكلام والتعبير عما يجول بالخواطر من آراء وجهات في النظر وقصص وحكايات...
والكلمة ينطقها مَنْ هو أكثر جرأة، يعبر بها عما يصول ويجول بذهنه بكل راحة... وبالمقابل يختار أن يكتبها من ليست له هذه الجرأة الكافية لإظهار وجهه الحقيقي، فيلتمس من شفتيه الاعتذار ويعطي العنان لقلمه... أما الذي يقرأها فهو يحبذ الإبحار وسط دهاليز الدفاتر والكتب لعله يجد ما يروي عطشه أو يجيب عن أسئلته...
فوحدها الكلمات تستطيع أن تخلق كل هذه الفوضى وتدفعنا لكتابة هذا المقال من أجل إنصافها والاعتراف بأنها صاحبة الفضل علينا وهي تلازمنا أينما حللنا وارتحلنا...
ووحدها الكلمات استطاعت تلخيص معانٍ وفيرة بحروف قليلة.
alharby0111@